رصدت الصحف اللبنانية الصادرة
صباح اليوم في العاصمة بيروت آخر التطورات على خط العمل من اجل بلورة قانون
الانتخابات، كما افردت هذه الصحف مساحة للحديث عن آخر التطورات على الساحة
السورية وما آلت اليه الازمة.
السفير
«ألغام»الصيغة المركّبة: الدوائر وتوزيع النواب و«التفضيلي»
فرصة التوافق الانتخابي أمام أسبوع مفصلي
تستأنف «لجنة التواصل النيابي» اجتماعاتها اليوم، بعد «استراحة المحارب» التي خصصت للبحث في إمكانية إنضاج توافق عام حول الصيغة المركّبة القائمة على اساس الدمج بين النظامين النسبي والأكثري، علما ان المعطيات التي تجمّعت عشية الاجتماع توحي بأنه لم تسجل بعد اختراقات في الجوهر، وإن كان كل طرف لا يزال يترك ابواب النقاش مفتوحة على احتمال التوافق، حتى لا يتحمل مسؤولية الفشل.
وفيما قال الرئيس نبيه بري لـ« السفير» إن الاسبوع الحالي سيكون مفصليا بالنسبة الى عمل اللجنة، بدأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان زيارته الى موسكو حيث من المقرر ان يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما وصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الرياض للمشاركة في القمة العربية التنموية، في وقت استعادت طرابلس حياتها الطبيعية بعدما تجاوزت قطوع الاعتداء على موكب الوزير فيصل كرامي، بفضل وعي الرئيس عمر كرامي وابنه، في انتظار اختبار آخر يمكن ان تتعرض له المدينة في أي لحظة، ما دام السلاح منتشرا بشكل عشوائي وفوضوي.
فرصة التوافق الانتخابي أمام أسبوع مفصلي
تستأنف «لجنة التواصل النيابي» اجتماعاتها اليوم، بعد «استراحة المحارب» التي خصصت للبحث في إمكانية إنضاج توافق عام حول الصيغة المركّبة القائمة على اساس الدمج بين النظامين النسبي والأكثري، علما ان المعطيات التي تجمّعت عشية الاجتماع توحي بأنه لم تسجل بعد اختراقات في الجوهر، وإن كان كل طرف لا يزال يترك ابواب النقاش مفتوحة على احتمال التوافق، حتى لا يتحمل مسؤولية الفشل.
وفيما قال الرئيس نبيه بري لـ« السفير» إن الاسبوع الحالي سيكون مفصليا بالنسبة الى عمل اللجنة، بدأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان زيارته الى موسكو حيث من المقرر ان يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما وصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الرياض للمشاركة في القمة العربية التنموية، في وقت استعادت طرابلس حياتها الطبيعية بعدما تجاوزت قطوع الاعتداء على موكب الوزير فيصل كرامي، بفضل وعي الرئيس عمر كرامي وابنه، في انتظار اختبار آخر يمكن ان تتعرض له المدينة في أي لحظة، ما دام السلاح منتشرا بشكل عشوائي وفوضوي.
«لجنة التواصل»
ومن المتوقع ان يحمل أعضاء «لجنة التواصل»
الى جلسة اليوم ردودا على اسئلة طرحت في الاجتماع السابق، وتتعلق بحجم
الدوائر استنادا الى الصيغة المركّبة وكيفية توزيع النواب بين النظامين
النسبي والأكثري ووفق أي معيار، والموقف من الصوت التفضيلي، علما أن ممثلي
«تكتل التغيير والاصلاح» و«حزب الله» و«حركة أمل» يعتبرون ان الكرة موجودة
في ملعب الطرف الآخر، وأنه هو المعني بأن يحسم خياراته النهائية.
ويُفترض ان تعكس الجلسة حصيلة «المفاوضات الجانبية» التي تمّت على أكثر من خط، خلال الايام الماضية، سعيا الى تقريب وجهات النظر المتباعدة، في وقت عُلم أن مشاورات مكثّفة جرت ليلة أمس، بين قيادات وشخصيات في « 14آذار»، مع الإشارة الى أن الجولة الثانية من عمل اللجنة تمتد مبدئيا حتى يوم الاربعاء المقبل، وتبعا للنتائج يبنى على الشيء مقتضاه.
ويُفترض ان تعكس الجلسة حصيلة «المفاوضات الجانبية» التي تمّت على أكثر من خط، خلال الايام الماضية، سعيا الى تقريب وجهات النظر المتباعدة، في وقت عُلم أن مشاورات مكثّفة جرت ليلة أمس، بين قيادات وشخصيات في « 14آذار»، مع الإشارة الى أن الجولة الثانية من عمل اللجنة تمتد مبدئيا حتى يوم الاربعاء المقبل، وتبعا للنتائج يبنى على الشيء مقتضاه.
بري
وقال الرئيس نبيه بري لـ«السفير» إن هذا
الاسبوع سيكون مفصليا بالنسبة الى عمل «لجنة التواصل النيابي»، وأضاف: إذا
لمست من نقاشاتها خلال الايام القليلة المقبلة أن هناك معطيات إيجابية
مستجدة يمكن البناء عليها، سأمدّد عمل اللجنة، أما إذا لم يكن الأمر كذلك،
فعندها سنعتمد المسلك التشريعي المحض بالعودة الى اللجان المشتركة التي
يفترض ان تناقش المشاريع الانتخابية المطروحة.
وعما إذا كان هذا المسار التشريعي يمكن أن يصل الى الهيئة العامة، أجاب: آخر الدواء الكي... لكن قبل ذلك، علينا ان نفعل المستحيل وأن نبذل اقصى الجهود للوصول الى قانون توافقي يلتقي حوله الجميع، وهذا يتطلب من كل طرف ان يتقدم خطوة الى الامام في اتجاه الآخر، بحيث نلتقي في منتصف الطريق.
وعما إذا كان هذا المسار التشريعي يمكن أن يصل الى الهيئة العامة، أجاب: آخر الدواء الكي... لكن قبل ذلك، علينا ان نفعل المستحيل وأن نبذل اقصى الجهود للوصول الى قانون توافقي يلتقي حوله الجميع، وهذا يتطلب من كل طرف ان يتقدم خطوة الى الامام في اتجاه الآخر، بحيث نلتقي في منتصف الطريق.
«حزب الله»
وقال ممثل «حزب الله» في اللجنة النائب
علي فياض لـ«السفير» إن اجتماع اليوم سيكون مخصصا بشكل اساسي للاطلاع على
وجهة نظر الفريق الآخر حيال الصيغة المركبة، معتبرا ان «هذا الفريق الذي
اعترض على مشروع «اللقاء الأرثوذكسي» ومشروع الحكومة والنسبية، يجب ان يحدد
ماذا يريد حتى نعرف ما إذا كانت هناك فرصة للتوافق أم لا، علما اننا من
جهتنا التقينا مع حلفائنا على «الارثوذكسي» وأبقينا الباب مفتوحا على
التوافق».
واستغرب اتهام بعض الأطراف في الفريق الآخر لـ«حزب الله» تارة بأنه يسعى الى الاستئثار والهيمنة من خلال النسبية، وطورا بأنه يرفض المناصفة بسبب اعتراضه على اقتراح باعتماد النظام الاكثري في «الارثوذكسي»، لافتا الانتباه الى ان هذه الاتهامات تشوه موقف الحزب، ومستغربا ان يلجأ البعض في «14آذار» الى خرق الاتفاق على سرية المداولات في اللجنة، «ومع ذلك فنحن حريصون من جهتنا على الاستمرار في إحاطة عمل اللجنة بمناخات إيجابية، لإعطاء محاولة
التوافق كل فرصها، وإذا أخفقت هذه المحاولة سنعود الى المحصلة الاولى التي تضمنها المحضر المرفوع الى الرئيس نبيه بري».
واستغرب اتهام بعض الأطراف في الفريق الآخر لـ«حزب الله» تارة بأنه يسعى الى الاستئثار والهيمنة من خلال النسبية، وطورا بأنه يرفض المناصفة بسبب اعتراضه على اقتراح باعتماد النظام الاكثري في «الارثوذكسي»، لافتا الانتباه الى ان هذه الاتهامات تشوه موقف الحزب، ومستغربا ان يلجأ البعض في «14آذار» الى خرق الاتفاق على سرية المداولات في اللجنة، «ومع ذلك فنحن حريصون من جهتنا على الاستمرار في إحاطة عمل اللجنة بمناخات إيجابية، لإعطاء محاولة
التوافق كل فرصها، وإذا أخفقت هذه المحاولة سنعود الى المحصلة الاولى التي تضمنها المحضر المرفوع الى الرئيس نبيه بري».
«التيار الحر»
وأبلغ ممثل «التيار الوطني الحر» في
اللجنة النائب آلان عون «السفير» أن الكرة باتت موجودة في ملعب «تيار
المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، وعليهما في اجتماع اللجنة اليوم ان
يحددا بالضبط ما الذي يقبلان به وليس فقط ما الذي يرفضانه، كما فعلا حتى
الآن. وأشار الى ان «التيار الحر» ينتظر ان يستمع من «المستقبل»
و«الاشتراكي» الى مقاربتهما للصيغة المركّبة التي تدمج الصيغتين النسبية
والأكثرية، معتبرا ان أي خرق في المداولات لا يمكن ان يحصل من دون ان يبادر
هذان الطرفان الى خطوة متقدمة.
«المستقبل»
أما عضو «كتلة المستقبل» النيابية النائب
نهاد المشنوق فقال لـ«السفير» إن «تيار المستقبل» لن يشارك في «بازار»
تقديم الطروحات الانتخابية، وقراره ان يشاور ويحاور فقط، والا يقدم اي
طرح»، مشيرا الى انه إذا قدم «المستقبل» صيغة، ستزيد المواد الخلافية
واحدة، بمجّرد انها صادرة عنه.
ولفت الانتباه الى ان «المستقبل» لا يزال يعتبر ان المخرج يكمن في صيغة انتخابية تعتمد الطائف مرتكزا لها، بديلا عن كل الطروحات الموجودة، وقد قيل كلام بهذا المعنى في اللقاء الاخير مع الرئيس نبيه بري، موضحا ان الصيغة الانتخابية المركبة بين النظام النسبي والنظام الاكثري، لم تجد بعد قبولا داخل «المستقبل» الذي ما زال يؤيد، كموقف مبدئي، اعتماد النظام الاكثري على اساس الدوائر الصغرى اي من 26 دائرة وحتى 38 دائرة.
ولفت الانتباه الى ان «المستقبل» لا يزال يعتبر ان المخرج يكمن في صيغة انتخابية تعتمد الطائف مرتكزا لها، بديلا عن كل الطروحات الموجودة، وقد قيل كلام بهذا المعنى في اللقاء الاخير مع الرئيس نبيه بري، موضحا ان الصيغة الانتخابية المركبة بين النظام النسبي والنظام الاكثري، لم تجد بعد قبولا داخل «المستقبل» الذي ما زال يؤيد، كموقف مبدئي، اعتماد النظام الاكثري على اساس الدوائر الصغرى اي من 26 دائرة وحتى 38 دائرة.
«الكتائب»
وأكد ممثل حزب الكتائب في «لجنة التواصل»
النائب سامي الجميل، في مؤتمر صحافي، السعي إلى بلوغ حل وسط، «ولذلك نحن
منفتحون على أي قانون يحقق الإجماع، ولكن شرط أن يؤمن المناصفة.» ورأى ان
النسبية تتناقض والمناصفة، ونحن قبلنا بها ضمن قانون «اللقاء الأرثوذكسي»
لأنه يؤمن المناصفة أولا أما النسبية فتطبق داخل الطوائف.
حرب
وليلا، طرح النائب بطرس حرب في مقابلة مع
تلفزيون «الجديد» اقتراحا يقضي بانتخاب 99 نائباعلى اساس النظام الأكثري في
دوائر صغرى، و29 نائبا وفق النسبية في المحافظات.
إجماع سياسي على الإشادة بالموقف الوطني لـ«الأفندي»
حادثة استهداف كرامي تمرّ على خير.. و«فوضى السلاح» تنتظر المعالجات الجذرية
غسان ريفي
حادثة استهداف كرامي تمرّ على خير.. و«فوضى السلاح» تنتظر المعالجات الجذرية
غسان ريفي
مرّت حادثة استهداف موكب وزير الشباب
والرياضة فيصل كرامي في طرابلس على خير، بفعل الموقف الوطني الذي عبر عنه
الرئيس عمر كرامي بعدم اتهامه أحداً وبوضع الإشكال في خانة «الغلطة». وهو
الأمر الذي سمح للعاصمة الثانية أن تطوي هذه الصفحة، وأن تستعيد حياتها
الطبيعية، لكن من دون أن تنسى أنها تجاوزت فتنة دموية عمياء كان من الممكن
أن تدخلها في نفق مظلم لا نهاية له.
انتهت ذيول الحادثة، لكن النقاش لم ولن ينتهي في طرابلس حول «سلاح الفوضى» المنتشر عشوائياً وأفقياً بين أيدي المواطنين، والذي صار عنوان المرحلة المقبلة، خصوصاً أنه يحتاج إلى قرار رسمي وجريء بالحسم، بعدما بات يهدد أمن مدينة يقطنها نحو نصف مليون شخص، ويرتادها مثل هذا العدد يومياً، وفيها عشرات الآلاف من المصالح المختلفة.
انتهت ذيول الحادثة، لكن الأسئلة لم ولن تنتهي حول: ماذا بعد؟ ومَن هو التالي؟ ومَن الذي يضمن عدم تكرار مثل هذه الحادثة مع أي نائب أو وزير أو أي من قيادات المدينة أو حتى أي مواطن عادي، في ظل الانتشار العلني للسلاح الذي بدأ يتحول الى «زينة الرجال والفتيان وحتى الأولاد» في مختلف الشوارع والأحياء؟ ومن يضمن أنه في كل مرة ستسلم الجرة وتتدخل العناية الالهية للحماية؟ وماذا ستكون عليه طرابلس، لو تكرر ما حصل مع الوزير كرامي مع أي شخصية ولو عن طريق الصدفة وكانت له نتائج سيئة؟ عندها ماذا سيكون عليه الوضع في طرابلس؟ ومن يتحمّل المسؤولية؟ وإذا كان الرئيس عمر كرامي حرص على نزع فتيل التفجير وسارع الى وأد الفتنة في مهدها، فهل ستحذو أطراف أخرى حذوه في حال تعرضت لاستهدافات مماثلة؟
وفي هذا الإطار أيضاً، تسأل أوساط طرابلسية: لمن تترك المدينة اليوم؟ وهل هي جزء من لبنان أو أنها باتت جزيرة معزولة؟ وما هو دور الوزارات المعنية والأجهزة الأمنية المختصة في الحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة أبنائها؟ ومن يحمي مئات الآلاف من مواطنيها ممن لا يحملون السلاح؟ وهل بتمنيات وزير الداخلية العميد مروان شربل فقط يمكن حماية طرابلس من سلاح الفتنة؟ وهل السلاح المنتشر بات أقوى من كل القيادات السياسية والأمنية في لبنان؟ وإذا كان كذلك لماذا لا تتم مصارحة الطرابلسيين بأن عليهم أن يواجهوا مصيرهم بأنفسهم؟ وأين أصبحت قرارات المجلس الأعلى للدفاع؟ وأين الغطاء المرفوع عن كل المسلحين وعن كل مخلٍّ بالأمن؟ وأين الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه تهديد أمن المواطنين؟ وأين المعالجات لملف مناطق التبانة والقبة وجبل محسن، في ظل معلومات عن عودة الدشم والسواتر ضمن المنازل وعلى الأسطح تمهيداً لجولة عنف جديدة؟
ثم بعد ذلك، كيف لمدينة أن تمارس حياتها الطبيعية وهي تعيش أمنها ساعة بساعة؟ وكيف يمكن لزوارها أن يضمنوا سلامتهم في أسواقها ومناطقها بينما الرشاشات والمسدسات والقنابل اليدوية تتجوّل مع أصحابها علناً من دون وازع أو رادع أو حسيب أو رقيب؟
كل ذلك، يحتاج إلى أجوبة شافية من المراجع المعنية، لضمان الحد الأدنى من استقرار العاصمة الثانية التي تتطلع إلى ما يحصل من نهوض وازدهار من حولها، بينما هي تغرق في إشكالاتها وأزماتها، وفي تشييع شهيد هنا، ومغدور هناك، وفي رفع الصوت عن ظلم هنا ومأساة هناك، وفي توزيع السلاح الذي يقول تجاره إنه انخفض ثمنه إلى نحو 70% بفعل إغراق السوق المحلية بمختلف أنواعه!
انتهت ذيول الحادثة، لكن النقاش لم ولن ينتهي في طرابلس حول «سلاح الفوضى» المنتشر عشوائياً وأفقياً بين أيدي المواطنين، والذي صار عنوان المرحلة المقبلة، خصوصاً أنه يحتاج إلى قرار رسمي وجريء بالحسم، بعدما بات يهدد أمن مدينة يقطنها نحو نصف مليون شخص، ويرتادها مثل هذا العدد يومياً، وفيها عشرات الآلاف من المصالح المختلفة.
انتهت ذيول الحادثة، لكن الأسئلة لم ولن تنتهي حول: ماذا بعد؟ ومَن هو التالي؟ ومَن الذي يضمن عدم تكرار مثل هذه الحادثة مع أي نائب أو وزير أو أي من قيادات المدينة أو حتى أي مواطن عادي، في ظل الانتشار العلني للسلاح الذي بدأ يتحول الى «زينة الرجال والفتيان وحتى الأولاد» في مختلف الشوارع والأحياء؟ ومن يضمن أنه في كل مرة ستسلم الجرة وتتدخل العناية الالهية للحماية؟ وماذا ستكون عليه طرابلس، لو تكرر ما حصل مع الوزير كرامي مع أي شخصية ولو عن طريق الصدفة وكانت له نتائج سيئة؟ عندها ماذا سيكون عليه الوضع في طرابلس؟ ومن يتحمّل المسؤولية؟ وإذا كان الرئيس عمر كرامي حرص على نزع فتيل التفجير وسارع الى وأد الفتنة في مهدها، فهل ستحذو أطراف أخرى حذوه في حال تعرضت لاستهدافات مماثلة؟
وفي هذا الإطار أيضاً، تسأل أوساط طرابلسية: لمن تترك المدينة اليوم؟ وهل هي جزء من لبنان أو أنها باتت جزيرة معزولة؟ وما هو دور الوزارات المعنية والأجهزة الأمنية المختصة في الحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة أبنائها؟ ومن يحمي مئات الآلاف من مواطنيها ممن لا يحملون السلاح؟ وهل بتمنيات وزير الداخلية العميد مروان شربل فقط يمكن حماية طرابلس من سلاح الفتنة؟ وهل السلاح المنتشر بات أقوى من كل القيادات السياسية والأمنية في لبنان؟ وإذا كان كذلك لماذا لا تتم مصارحة الطرابلسيين بأن عليهم أن يواجهوا مصيرهم بأنفسهم؟ وأين أصبحت قرارات المجلس الأعلى للدفاع؟ وأين الغطاء المرفوع عن كل المسلحين وعن كل مخلٍّ بالأمن؟ وأين الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه تهديد أمن المواطنين؟ وأين المعالجات لملف مناطق التبانة والقبة وجبل محسن، في ظل معلومات عن عودة الدشم والسواتر ضمن المنازل وعلى الأسطح تمهيداً لجولة عنف جديدة؟
ثم بعد ذلك، كيف لمدينة أن تمارس حياتها الطبيعية وهي تعيش أمنها ساعة بساعة؟ وكيف يمكن لزوارها أن يضمنوا سلامتهم في أسواقها ومناطقها بينما الرشاشات والمسدسات والقنابل اليدوية تتجوّل مع أصحابها علناً من دون وازع أو رادع أو حسيب أو رقيب؟
كل ذلك، يحتاج إلى أجوبة شافية من المراجع المعنية، لضمان الحد الأدنى من استقرار العاصمة الثانية التي تتطلع إلى ما يحصل من نهوض وازدهار من حولها، بينما هي تغرق في إشكالاتها وأزماتها، وفي تشييع شهيد هنا، ومغدور هناك، وفي رفع الصوت عن ظلم هنا ومأساة هناك، وفي توزيع السلاح الذي يقول تجاره إنه انخفض ثمنه إلى نحو 70% بفعل إغراق السوق المحلية بمختلف أنواعه!
التفاف سياسي حول كرامي
الى ذلك، تُرجم الموقف الوطني للرئيس عمر
كرامي ونجله فيصل بالتفاف سياسي وشعبي حولهما من قبل الموالاة والمعارضة،
وقد اعتبر الوزير كرامي أن «المستهدف الحقيقي في الحادث الذي حصل بالأمس هو
أمن طرابلس واستقرارها»، وقال: «مبارح راح مع مبارح. نحن كلنا أبناء مدينة
واحدة والحادث الذي حصل بالأمس وصفه الرئيس عمر كرامي وبشكل جازم بالغلطة،
والمسامح كريم، والحمد لله، فقد نجت المدينة من فتنة كبرى».
وقال: «نحن عائلة قدمت الكثير من أجل لبنان ومن أجل طرابلس، قدمنا الدماء والأرواح ولم نقصر بأصعب التضحيات، وأنا ابن هذه العائلة وحياتي فداء طرابلس ولبنان»، ونحن رهاننا على الدولة وأجهزتها، وإذا كانت الدولة مقصّرة ومتأخّرة وربما عاجزة، ولكن لن نغير رهاننا، وعليها أن تتحرك لمعالجة السلاح الفلتان في المدينة، لأن الناس لم تعد تطيق هذا الوضع ولأن الأمور عرضة لما هو أخطر. اليوم لدينا كبير في طرابلس هو الرئيس عمر كرامي استطاع أن يستوعب المحنة والصدمة وأن يحقن الدماء ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة».
ورداً على سؤال حول السلاح المتفلت وما إذا كانت القيادات الطرابلسية ستُشرع في حوار جدي لإيجاد حل لهذه المشكلة، قال: «هناك إجماع لدى كل الطرابلسيين ويجب استثماره في هذه اللحظة وأنا تلقيت اتصالات من كل الأطراف، من تيار «المستقبل» ومن الجميع في «8 و14 آذار» والكل يجمعون على استنكار هذا الفلتان المسلح في المدينة، وحتى بالأمس أعربت القيادات الإسلامية عن رغبتها بأن يحمل السياسيون هذه القضية لأنهم لا يريدون سوى حقوقهم ولا يبتغون لا حمل السلاح ولا القتال».
وقال: «نحن عائلة قدمت الكثير من أجل لبنان ومن أجل طرابلس، قدمنا الدماء والأرواح ولم نقصر بأصعب التضحيات، وأنا ابن هذه العائلة وحياتي فداء طرابلس ولبنان»، ونحن رهاننا على الدولة وأجهزتها، وإذا كانت الدولة مقصّرة ومتأخّرة وربما عاجزة، ولكن لن نغير رهاننا، وعليها أن تتحرك لمعالجة السلاح الفلتان في المدينة، لأن الناس لم تعد تطيق هذا الوضع ولأن الأمور عرضة لما هو أخطر. اليوم لدينا كبير في طرابلس هو الرئيس عمر كرامي استطاع أن يستوعب المحنة والصدمة وأن يحقن الدماء ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة».
ورداً على سؤال حول السلاح المتفلت وما إذا كانت القيادات الطرابلسية ستُشرع في حوار جدي لإيجاد حل لهذه المشكلة، قال: «هناك إجماع لدى كل الطرابلسيين ويجب استثماره في هذه اللحظة وأنا تلقيت اتصالات من كل الأطراف، من تيار «المستقبل» ومن الجميع في «8 و14 آذار» والكل يجمعون على استنكار هذا الفلتان المسلح في المدينة، وحتى بالأمس أعربت القيادات الإسلامية عن رغبتها بأن يحمل السياسيون هذه القضية لأنهم لا يريدون سوى حقوقهم ولا يبتغون لا حمل السلاح ولا القتال».
زوار ومواقف
وأمّ مكتب كرم القلة ومنزل العائلة على مدار اليومين الماضيين حشد غفير من الشخصيات اللبنانية والمحلية والوفود الشعبية.
واستقبل الرئيس كرامي في كرم القلة كلاً من: وزير البيئة ناظم الخوري والنائب إميل رحمة وتوفيق سلطان، والمطران جورج بو جودة، والدكتور نزار يونس، وأنطوان حبيب، الشيخ خلدون عريمط، والشيخ مصطفى ملص، والنقيب عامر أرسلان.
كما التقى النائب سمير الجسر الذي شكر الله على حمايته كرامي وعلى تجنيبه المدينة أزمة كبرى، مؤكداً أن ما حصل أمر مؤسف ويخرج عن أخلاق أهل المدينة، داعياً الى معالجة فوضى السلاح.
كما حضر الوزير غازي العريضي الى منزل كرامي ونقل تحيات وتهاني رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، مهنئاً الرئيس كرامي على الموقف الوطني الكبير والنبيل الذي ساهم بتنفيس الاحتقان وإعادة الأمور الى نصابها، مؤكداً أن الامتحان ومحكّ ومعدن الرجال يظهر في الأيام الصعبة وفي مواجهة المواقف التي تحتاج الى قرارات والى شجاعة»، مشدداً على ضرورة معالجة أزمة انتشار السلاح.
ونقل الوزير مروان خير الدين تهاني النائب طلال أرسلان، ودعا الى إصدار استنابات قضائية بحق المرتكبين، واصفاً ما جرى بمحاولة اغتيال موصوفة.
كما التقى كرامي الوزير السابق جان عبيد الذي أكد أن طرابلس ليست مدينة متاريس بل مدينة الاخاء والوطنية والعروبة، وعلى جميع المتعاطين في السياسة اخذ المثل بالموقف الشجاع للرئيس كرامي.
وأمس استقبل الوزير كرامي في منزله النائب هاكوب بقرادونيان الذي دان الاعتداء، معتبراً أنه يزعزع الأمن في طرابلس، والنائب سامر سعادة.
ثم التقى وفداً مشتركاً ضمّ النائب السابق اميل اميل لحود ممثلاً الرئيس اميل لحود وطوني سليمان فرنجية ممثلاً والده رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
وأشاد لحود بحكمة العائلة الكرامية، وسأل: هل هذه التجربة منطقية؟ وهل وزير في الدولة اللبنانية وشخصية مثل الوزير كرامي تقع معه حادثة من هذا النوع دون أي ردة فعل رسمية؟
بدوره، نقل طوني فرنجية تحيات الوزير فرنجية، معتبراً أن هذا البيت الكبير بيتنا، وطرابلس وأهلها أهلنا، ونأسف أن يكون البعض والأقلية في المدينة شوّه صورتها. وطالب المسؤولين في الدولة ومن الإعلام والأهل بطرابلس «شوي روّقوها» وعلى «الأجهزة الأمنية أن تتحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية».
ثم استقبل الوزير كرامي وفداً من «تيار المستقبل» تقدمه منسق الشمال مصطفى علوش، الذي رأى أن ما حصل والموقف الكبير للرئيس كرامي يجب أن يدفع أهل المدينة الى المزيد من المطالبة وايضاً السياسيين لسحب كل السلاح غير الشرعي الذي يؤدي الى عدم استقرار وإلى مزيد من التشنج».
وأشار علوش أن الآلية واضحة، ويتخذ قرار سياسي وتجتمع القيادات السياسية في المدينة بعد اتخاذ القرار مع ما يُسمى بالقيادات الميدانية للقول «خلص» هذا الأمر لم يعد مقبولاً وطبعاً في كل المناطق ويجب أن يكون في كل المناطق، ولا أتحدث بسحب السلاح من جهة دون أخرى، لأن السلاح أثبت خلال 37 سنة من الصراع القائم بطرابلس بين التبانة وجبل محسن أن لا أحد سيتمكن من إلغاء الآخر أو الانتصار على الآخر، وهذا الأمر يجعلنا ننصهر وننتصر مع بعضنا لنصرة المدينة على القتل والدمار».
واستقبل الرئيس كرامي في كرم القلة كلاً من: وزير البيئة ناظم الخوري والنائب إميل رحمة وتوفيق سلطان، والمطران جورج بو جودة، والدكتور نزار يونس، وأنطوان حبيب، الشيخ خلدون عريمط، والشيخ مصطفى ملص، والنقيب عامر أرسلان.
كما التقى النائب سمير الجسر الذي شكر الله على حمايته كرامي وعلى تجنيبه المدينة أزمة كبرى، مؤكداً أن ما حصل أمر مؤسف ويخرج عن أخلاق أهل المدينة، داعياً الى معالجة فوضى السلاح.
كما حضر الوزير غازي العريضي الى منزل كرامي ونقل تحيات وتهاني رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، مهنئاً الرئيس كرامي على الموقف الوطني الكبير والنبيل الذي ساهم بتنفيس الاحتقان وإعادة الأمور الى نصابها، مؤكداً أن الامتحان ومحكّ ومعدن الرجال يظهر في الأيام الصعبة وفي مواجهة المواقف التي تحتاج الى قرارات والى شجاعة»، مشدداً على ضرورة معالجة أزمة انتشار السلاح.
ونقل الوزير مروان خير الدين تهاني النائب طلال أرسلان، ودعا الى إصدار استنابات قضائية بحق المرتكبين، واصفاً ما جرى بمحاولة اغتيال موصوفة.
كما التقى كرامي الوزير السابق جان عبيد الذي أكد أن طرابلس ليست مدينة متاريس بل مدينة الاخاء والوطنية والعروبة، وعلى جميع المتعاطين في السياسة اخذ المثل بالموقف الشجاع للرئيس كرامي.
وأمس استقبل الوزير كرامي في منزله النائب هاكوب بقرادونيان الذي دان الاعتداء، معتبراً أنه يزعزع الأمن في طرابلس، والنائب سامر سعادة.
ثم التقى وفداً مشتركاً ضمّ النائب السابق اميل اميل لحود ممثلاً الرئيس اميل لحود وطوني سليمان فرنجية ممثلاً والده رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
وأشاد لحود بحكمة العائلة الكرامية، وسأل: هل هذه التجربة منطقية؟ وهل وزير في الدولة اللبنانية وشخصية مثل الوزير كرامي تقع معه حادثة من هذا النوع دون أي ردة فعل رسمية؟
بدوره، نقل طوني فرنجية تحيات الوزير فرنجية، معتبراً أن هذا البيت الكبير بيتنا، وطرابلس وأهلها أهلنا، ونأسف أن يكون البعض والأقلية في المدينة شوّه صورتها. وطالب المسؤولين في الدولة ومن الإعلام والأهل بطرابلس «شوي روّقوها» وعلى «الأجهزة الأمنية أن تتحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية».
ثم استقبل الوزير كرامي وفداً من «تيار المستقبل» تقدمه منسق الشمال مصطفى علوش، الذي رأى أن ما حصل والموقف الكبير للرئيس كرامي يجب أن يدفع أهل المدينة الى المزيد من المطالبة وايضاً السياسيين لسحب كل السلاح غير الشرعي الذي يؤدي الى عدم استقرار وإلى مزيد من التشنج».
وأشار علوش أن الآلية واضحة، ويتخذ قرار سياسي وتجتمع القيادات السياسية في المدينة بعد اتخاذ القرار مع ما يُسمى بالقيادات الميدانية للقول «خلص» هذا الأمر لم يعد مقبولاً وطبعاً في كل المناطق ويجب أن يكون في كل المناطق، ولا أتحدث بسحب السلاح من جهة دون أخرى، لأن السلاح أثبت خلال 37 سنة من الصراع القائم بطرابلس بين التبانة وجبل محسن أن لا أحد سيتمكن من إلغاء الآخر أو الانتصار على الآخر، وهذا الأمر يجعلنا ننصهر وننتصر مع بعضنا لنصرة المدينة على القتل والدمار».
تقرير سياسي حول الحرب الكونية الباردة في سوريا وتأثيرها على لبنان
دمشق مطمئنة: الرياح السياسية والعسكرية تتبدّل
سامي كليب
دمشق مطمئنة: الرياح السياسية والعسكرية تتبدّل
سامي كليب
بعد أقل من شهرين تكمل الأزمة السورية
عامها الثاني. الرئيس الأميركي باراك أوباما طالب للمرة الأولى برحيل نظيره
السوري بشار الأسد في 18 آب عام 2011. مر على ذاك الموقف عام و6 أشهر.
سبقه إلى ذلك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في 28 أيار 2011. لم يرحل
الرئيس السوري، وبينهما تحدث الأتراك وقادة عرب مرات عديدة عن قرب الرحيل.
وها هو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يؤكد «أن رحيل بشار الأسد
مستحيل»، ويتبعه مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران للشؤون الدولية
علي اكبر ولايتي بالقول إن «الأسد خط أحمر»، ثم يخرج وزير الخارجية السوري
وليد المعلم لينفي كل ما قيل سابقاً (بما في ذلك ما قاله نائب الرئيس فاروق
الشرع)، ويؤكد أن من يريد رحيل الأسد يتسبب في استمرار الحرب السورية.
يستنتج المرء مما تقدم، أن محور روسيا إيران سوريا قد صمد ولعله يتجه إلى تحقيق انجازات أمنية وسياسية تدفع إلى التساؤل فعلياً عن أسباب ومآل ما حصل، أسباب
يستنتج المرء مما تقدم، أن محور روسيا إيران سوريا قد صمد ولعله يتجه إلى تحقيق انجازات أمنية وسياسية تدفع إلى التساؤل فعلياً عن أسباب ومآل ما حصل، أسباب
قد تنعكس قريباً على مستقبل الوضع
اللبناني وما يجري الإعداد له من قوانين انتخابية وغيرها. فمن موسكو وطهران
إلى سوريا ولبنان، ثمة قناعة بأن ما يجري في سوريا الآن هو تجليات حرب
كونية باردة، وأن دمشق باتت ساحة انتصار أو هزيمة واحد من المشروعين، ما لم
تحصل تسوية كبيرة.
الذين زاروا الأسد في الأيام الأخيرة فوجئوا بحجم الاطمئنان عنده. يتحدث الرئيس من قصره (الذي لم يغادره خلافاً لما قيل) عن الوضع الحالي من منطلق أن المعادلة انقلبت. يقول إن الدولة ستستمر بترسيخ أقدامها حتى ولو طالت الحرب. يشرح أن المعركة ما عادت بين سلطة ومعارضة وإنما بين الدولة و «إرهابيين» وان القتال سيستمر حتى القضاء عليهم مهما كلف الأمر.
لم يتخل الرئيس مطلقاً عن ثقته بنظامه وجيشه. لم يشك لحظة واحدة بثبات الحليف الروسي على المستوى الدولي والحليف الإيراني في الإقليم. يبتسم مراراً، يمرر مزحة على طريقته الهادئة المخالفة لاشتعال الجبهات السورية. يقول بلهجة المطمئن: «قلت منذ البداية إن تحالفنا مع الروس إستراتيجي لا يتغير عند المنعطفات، اعتقد كثيرون أننا نبالغ». هذا التحالف انطلق فعلياً منذ العام 2007 وترسخ وقويت دعائمه فصار سداً منيعاً أمام أية محاولات لضرب سوريا عبر مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو خارجهما.
لا قلق عند الأسد من تمدد المعارضة المسلحة في الجسد السوري. لديه من القرائن الكثيرة التي تؤكد أن الجيش قادر على حسم عدد من المعارك المؤجلة. جغرافية سوريا سمحت للإعلام المناهض للنظام السوري بتصوير الأمر على انه سقوط حتمي للمنظومة الأمنية. الديموغرافيا السورية لا تسمح للجيش بالبقاء في الكثير من المناطق التي يحسمها. هو يضرب ويقتل الكثير من المسلحين ثم ينسحب. يعود مسلحون آخرون. لكن الأسد واثق من أن «البيئة الحاضنة آخذة بالتغيير الجذري». كثيرون يساعدون الجيش في العثور على مخابئ المسلحين. في الآونة الأخيرة قتل مئات المسلحين بعد مساعدة الأهالي.
تفاؤل الأسد أمام زواره في الأسابيع الماضية يتقاطع مع جملة من المعطيات الدولية والإقليمية أبرزها:
[ قلق أميركي فعلي من تمدد «جبهة النصرة» والجهاديين على حساب المعارضة «المقبولة غربياً». يرافقه شبه يقين من أن الجيش السوري الذي لم ينشق عنه سوى جزء بسيط جداً في خلال نحو عامين ما عاد قابلاً للتفكك. ينسحب الأمر على السلك الديبلوماسي السوري الذي فاجأ، كما الجيش، السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد. هذا الديبلوماسي الأميركي الذي جاهد لإحداث اختراقات كبيرة في المؤسستين الأمنية والديبلوماسية، والذي كان منذ الشهر الثاني للأزمة السورية يمني النفس بإقناع ضباط وشخصيات سياسية علوية بالانشقاق، قال قبل أيام، وهو يرفع يديه صوب السماء أمام احد الضيوف، «لا أدري كيف سيرحل الأسد، هو قد لا يرحل مطلقاً، لا يريد الرحيل». قالها بمرارة الفاشل. الصدى نفسه قد يتردد في دوائر غربية وبينها في الخارجية الفرنسية.
الحركات الجهادية ليست مزحة. «انقلب الكثير من السحر على السحرة»، يقول مسؤول سوري رفيع. فوجئ الأميركيون ومعهم بعض الأوروبيين بأن سماحهم بمرور بعض الجهاديين عبر الحدود الأوروبية ثم التركية فاق التوقعات. من سيناء إلى العراق وسوريا وصولاً إلى الأردن وشمال لبنان يتعمق العامل الجهادي القاعدي في جسد الشرق. لا بد إذاً من غض الطرف عن عمليات الجيش السوري ضد هؤلاء. كلما قتل الجيش من الجهاديين كلما خفف عبئاً عن الغرب.
[ التورط الفرنسي في مالي، وخطف الغربيين في الجزائر، وفشل تحرير الرهينة في الصومال، أيقظ كل ذلك الدول الغربية من سباتها. حصلت اتصالات مكثفة في الأيام القليلة الماضية بين باريس وواشنطن ولندن وبعض الدول العربية لتسريع خطوات تطويق هذا المد الجهادي. صدرت مواقف فرنسية تقول إن بعض الدول العربية مسؤولة عن تعزيز هذا المناخ الجهادي القاعدي. توجهت أصابع الاتهام إلى من دعم تسليح «القاعدة» في ليبيا. سيصدر كتاب خطير في الأيام القليلة المقبلة في باريس يتحدث عن الدور القطري في عدد من الدول العربية وفي التأثير على فرنسا وغيرها. يوقع الكتاب إعلاميان بارزان وخبيران بشؤون المنطقة هما جورج مالبرونو وكريستيان شينو. من الصعب انتظار دور فرنسي مباشر في الأزمة السورية قبل مرور أشهر طويلة على هذا الخطأ الديبلوماسي والأمني في غرب أفريقيا.
[ تغيير في الموقف العربي. ملك الأردن عبدالله الثاني قال صراحة لشخصين على الأقل هما عبد الباري عطوان، صاحب جريدة «القدس العربي»، وناهض حتر، الكاتب الأردني المقبل على دور سياسي يساري في بلاده، إن الأسد باق وإن المعادلة آخذة بالتغيير. الاستخبارات الأردنية قالت أمراً مماثلا للاستخبارات اللبنانية والسورية. ثمة اتصالات بعيدة عن الأضواء تجري مع السعودية ساهمت في تعديل بعض الرياح بين الرياض ودمشق. لم يصل الأمر إلى نتائج كبيرة بعد ولكنها بداية جيدة. الكلام عن السعودية في دمشق لا يشير إلى طرف مركزي، يحكى عن أطراف متعددة في الدولة ويقال إن احد ابرز هذه الأطراف له رأي مخالف للتدخل في سوريا. وحدها قطر لا تزال المتهم الأبرز في دمشق حتى ولو بقي الكلام عن السعودية وتركيا حاضراً في حديث وليد المعلم. نقل مسؤولون جزائريون وعراقيون ولبنانيون ومصريون استياءً فعلياً من «التعنت» القطري حيال تسليح المعارضة.
[ تفاهم روسي أميركي على الكثير من التفاصيل بشأن الأزمة السورية، رافق ذلك تغييرات جوهرية في إدارة أوباما. يستند هذا التفاهم أساساً إلى اتفاق جنيف. لا بد إذاً من تسوية تضم النظام الحالي وأطراف المعارضة. دمشق قابلة بإعادة تفعيل مهمة الأخضر الإبراهيمي ولكن بشروطها. موسكو لن تقبل مطلقاً الضغط على الأسد للتخلي عن السلطة. أكد لافروف صراحة لنظرائه الأوروبيين في الأسابيع الماضية أن الأسد لا يزال يحظى بشعبية كبيرة في سوريا تسمح له بالترشح وربما النجاح في الانتخابات المقبلة. الإيرانيون قالوا للروس صراحة أن لا مجال للتفكير بإجبار الأسد على الرحيل. ها هو علي اكبر ولايتي، احد أهم الشخصيات المقربة من المرشد السيد علي خامنئي، يقول صراحة إن «الأسد خط أحمر». ومن يزور طهران يسمع كلاماً أقوى بكثير من هذا، لا يوازيه سوى نقمة اكبر على قطر ودورها، ولوم شديد على تركيا. ولايتي تعمد التصريح بذلك قبل يومين لقناة «الميادين».
[ الدور التركي آخذ بالتراجع، رغم ضرورة استمرار التصريحات المناهضة للأسد. يشعر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بحجم المأزق. تتردد معلومات في باريس عن احتمال إبعاد وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو في المرحلة المقبلة. يبدو أن النظام السوري نجح كثيراً في تعزيز التفاهم مع الأكراد. بات مقاتلو «حزب العمال الكردستاني» سداً منيعاً أمام التحرك التركي. المسؤولون الأمنيون السوريون مرتاحون جداً لـ«حزب العمال الكردستاني». يحكى عن مفاجآت مقبلة عند الحدود. يؤكد مسؤول في حلف شمال الأطلسي أن إرسال «الباتريوت» إلى تركيا هو لحمايتها وليس للهجوم. أنقرة قلقة إذاً على أمنها بعدما كان أردوغان، ولفترة طويلة، سيد «المبشرين» بسقوط قريب للأسد. هل كان اغتيال الناشطات الكرديات الثلاث في باريس من قبيل الصدفة؟
[ ثمة معلومات كثيرة يسمعها زائر سوريا عن تغييرات محتملة في السعودية وقطر. يقال إن المملكة، التي شنت حرباً إعلامية شعواء مع الإمارات والكويت على الإخوان المسلمين في مصر وتونس، تعيش مرحلة التمهيد الفعلي لما بعد الملك عبدالله. واشنطن ترعى حالياً مرحلة استبدال الجيل السابق من قادة السعودية بجيل من الشباب. في صحيفة «واشنطن بوست» قبل فترة مقال مفصل عن ذلك. صحة الرجل ما عادت تساعد. يحكى أيضاً عن استعدادات في الدوحة لمرحلة التغييرات السياسية المقبلة وسط كلام عن صحة الأمير.
قد يسمع زائر دمشق تحليلات حول كل هذه المتغيرات، ولكن الأهم يبقى الخيار العسكري في الوقت الراهن. استئصال الجهاديين والمقربين من «القاعدة» صار أولوية. حتى الكلام عن المعارضة «المعتدلة» ما عاد مسموعاً كثيراً. فهؤلاء برأي القيادات السورية فقدوا الكثير من أهمية حضورهم على الساحة الداخلية، «تركوا الساحة لمقاتلين لا يعرفون عن الإصلاح والحريات والديموقراطية شيئاً»، ولم يتخذوا المواقف في الوقت المناسب. هذا كلام يتردد كثيراً في دمشق من رأس هرم السلطة حتى المفاصل الأساسية.
ومع ذلك فالحل السياسي مطروح. يقول زوار الأسد إنه في كل مرة يتحدث عن الإصلاح إنما يعيد السائل إلى خطابه الأخير. يقول إنه قدم مشروعاً متكاملاً في دار الأوبرا. تحدث عن الدستور والميثاق والاستفتاء والانتخابات. هذه أمور جوهرية متفق عليها أصلاً مع الروس. موسكو ارتاحت لخطابه. شكلت إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سداً منيعاً أمام الهجمات الغربية والعربية على الخطاب. ذهبت الإدارة الروسية ابعد من ذلك، اعتبرت أن خطاب الأسد هو أقصى ما يقدمه النظام وأنه بات على المعارضة تقديم تصورها للحل.
كل ما تقدم مهم، ولكن الأهم أن صورة المعركة على الأرض آخذة في التغيير. دخلت معطيات جديدة وإستراتيجيات عسكرية. تعلم الجيش من بعض الأخطاء السابقة. أحكمت القبضة على المفاصل الأمنية التي كانت تمر عبرها بعض الاختراقات بدواعي الفساد المالي. تم تشكيل لجان شعبية تدربت بشكل مكثف في الأشهر الماضية. وضعت شبكة معلومات وتجهيزات تنصت وغيرها (بمساعدة روسية كبيرة)، نافست كل المساعدات الغربية للمعارضة المسلحة. اتخذت إجراءات لحماية ذاتية في مناطق الأقليات. يقال إن ما حققته اللجان الشعبية في بعض المناطق تخطى ما انتظره الجيش.
ترافق كل ذلك مع إجراءات اقتصادية ساهمت فيها روسيا وإيران والعراق، وصولاً إلى دول أخرى لا مجال لذكرها الآن. يحكى عن صفقة لإعادة الإعمار تم التوافق عليها مع الروس. دخلت عوامل نفطية على الخط. لم يوقف ذلك من استفحال الأزمة الاقتصادية ولكن الوضع كان سيكون أسوأ بكثير لو لم تتخذ هذه الإجراءات. الهم الاقتصادي كبير ولكن الأسد يبدو واثقاً من الخطوات المقبلة. في كل المناطق التي حصلت فيها تسويات، ومنها مثلا حمص، يصار إلى تحسين أوضاع المواطنين. ثمة أمل في تسويات مقبلة في حلب تجنب المدينة حروباً جديدة. أوضاع اللاجئين والنازحين دفعت البعض إلى إعادة مد جسور مع النظام.
كيف يمكن توظيف التقدم السياسي لاحقاً؟
مع استمرار تشديد القبضة الأمنية على الأرض، ستبدأ سلسلة من الاجتماعات للمعارضة في الخارج. ثمة أمل معلق على ما تعده هيئة التنسيق ورئيسها في الخارج الدكتور هيثم مناع في جنيف. هذا المعارض، الأكثر ثباتاً على موقفه الرافض للحلول العسكرية ولعسكرة الثورة وللتدخلات الخارجية، التقى حتى الساعة أكثر من 32 وزير خارجية. الطلبات عليه كثيرة، وخصوصاً من الخليج، هذه الأيام. سيشرف مناع على اجتماع قريب في جنيف (هو نفسه الذي لم يعقد سابقاً في سانت ايجيدو الايطالية). يقال إنه سيكون أهم مما كان منتظراً في الاجتماع السابق. قد تنضم إليه شخصيات من النظام (ربما من مجلس الشعب) وشخصيات أخرى تدور في فلك الإخوان المسلمين. اجتماعات كهذه تعقد برعاية روسية وتعاون أوروبي وترحيب إيراني ومن بعض دول الخليج المناهضة لدور كبير للإخوان المسلمين. من المنتظر أن يتبع ذلك خطوات سياسية بين السلطة والمعارضة. روسيا وإيران والسعودية ومصر على الخط. تركيا مضطرة لأن تتبع ذلك.
تستند موسكو إلى مثل هذه اللقاءات والتحركات لتقول لواشنطن، أن لا سبيل لوقف الحرب في سوريا سوى واحد: تطبيق اتفاق جنيف ونقل الصلاحيات لحكومة مشكلة من كل الأطراف والإعداد للانتخابات المقبلة. وليس مقبولاً منع الأسد من المشاركة في الانتخابات.
الخيارات واضحة، إما القبول بهذه التسوية ووقف الحرب، بما في ذلك وقف دعم المسلحين، وإما حرب تطول، ولا شيء يشير إلى احتمال تغيير المعادلة سوى إذا نجح المسلحون في اغتيال الأسد بمساعدة غربية. لذلك قالت موسكو وبعدها طهران إن الأسد خط احمر. يبدو الأسد بالنسبة للعاصمتين ضمانة بقاء النظام.
في اللقاءات المصرية السعودية الأخيرة، وكذلك في الاتصالات غير المعلنة على الخط المصري الإيراني السعودي التركي، تتقدم القناعة يوماً بعد آخر بأن لا حل سوى بتسوية سياسية يشارك فيها الجميع، بمن فيهم الأسد.
ماذا عن لبنان؟
يحلو لبعض المسؤولين السوريين التذكير بأن اتفاقات دولية، وخصوصاً مع فرنسا، هي التي جاءت بالرئيس ميشال سليمان رئيساً وأن مواقفه ليست مفاجئة، فهو كما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اعتقدا لوهلة باحتمال سقوط قريب للنظام. يقولون إن اللبنانيين يخطئون دائما في تصديق الغرب حين يتحدث عن تغييرات. يبقى ميقاتي في دمشق أفضل موقفاً من سليمان، لكن الأسئلة كبيرة. لا رضى ولا نقمة على المسؤولين اللبنانيين وإنما كثير من العتب، خصوصاً لسماحهم بتهريب السلاح وبهجومهم على السفير السوري. «سمحت لنا الأزمة السورية باكتشاف من هم أصدقاؤنا الفعليون» يقول مسؤول سوري، لن ننسى هذه الدروس مطلقاً.
يحلو للمسؤولين السوريين أيضاً الإشارة إلى أن زيارة رئيس جبهة النضال وليد جنبلاط إلى روسيا تعني الكثير في الوقت الراهن. الرجل بالنسبة لهم بدأ تحولاً كبيراً يريده من عاصمة كبيرة. يقولون إنه فهم أن الرياح في الأزمة السورية سارت بعكس أشرعته. يشيرون بشيء من الابتسام إلى الانقسام اللبناني حول قانون الانتخابات، والى المواعيد التي ضربها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للعودة إلى لبنان ولم تتم. هم واثقون أن عودته ستكون نتيجة تفاهم سوري مع السعودية. هذا ليس قريباً. يقول احدهم إن القوانين السورية لا شك متقدمة كثيراً على قانون الستين وتوابعه. يؤكد بعضهم أن «دمشق لن تنسى من وقف معها، تماماً كما لن تنسى من ساهم في سفك الدماء». هل ثمة ترجمة فعلية لذلك؟ ....الصمت سيد الموقــف يرافقه تســـريب معلومة عن شخصيات لبنانية مناهضة للأســـد حاولـــت فتح خطـــوط في الشهرين الماضيين.
يناقض كل هذا المشهد ما يقوله مسؤول امني لبناني كبير، من أن النظام السوري سيسقط بعد شهرين. تماماً كما كان يقول أوباما وساركوزي وأردوغان.
مرة جديدة يتبين أن مصالح الدول أقوى من عذابات الشعوب. خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بالعرب، وبانتظار التسوية، فإن الحرب لا تبدو قريبة الانتهاء.
الذين زاروا الأسد في الأيام الأخيرة فوجئوا بحجم الاطمئنان عنده. يتحدث الرئيس من قصره (الذي لم يغادره خلافاً لما قيل) عن الوضع الحالي من منطلق أن المعادلة انقلبت. يقول إن الدولة ستستمر بترسيخ أقدامها حتى ولو طالت الحرب. يشرح أن المعركة ما عادت بين سلطة ومعارضة وإنما بين الدولة و «إرهابيين» وان القتال سيستمر حتى القضاء عليهم مهما كلف الأمر.
لم يتخل الرئيس مطلقاً عن ثقته بنظامه وجيشه. لم يشك لحظة واحدة بثبات الحليف الروسي على المستوى الدولي والحليف الإيراني في الإقليم. يبتسم مراراً، يمرر مزحة على طريقته الهادئة المخالفة لاشتعال الجبهات السورية. يقول بلهجة المطمئن: «قلت منذ البداية إن تحالفنا مع الروس إستراتيجي لا يتغير عند المنعطفات، اعتقد كثيرون أننا نبالغ». هذا التحالف انطلق فعلياً منذ العام 2007 وترسخ وقويت دعائمه فصار سداً منيعاً أمام أية محاولات لضرب سوريا عبر مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو خارجهما.
لا قلق عند الأسد من تمدد المعارضة المسلحة في الجسد السوري. لديه من القرائن الكثيرة التي تؤكد أن الجيش قادر على حسم عدد من المعارك المؤجلة. جغرافية سوريا سمحت للإعلام المناهض للنظام السوري بتصوير الأمر على انه سقوط حتمي للمنظومة الأمنية. الديموغرافيا السورية لا تسمح للجيش بالبقاء في الكثير من المناطق التي يحسمها. هو يضرب ويقتل الكثير من المسلحين ثم ينسحب. يعود مسلحون آخرون. لكن الأسد واثق من أن «البيئة الحاضنة آخذة بالتغيير الجذري». كثيرون يساعدون الجيش في العثور على مخابئ المسلحين. في الآونة الأخيرة قتل مئات المسلحين بعد مساعدة الأهالي.
تفاؤل الأسد أمام زواره في الأسابيع الماضية يتقاطع مع جملة من المعطيات الدولية والإقليمية أبرزها:
[ قلق أميركي فعلي من تمدد «جبهة النصرة» والجهاديين على حساب المعارضة «المقبولة غربياً». يرافقه شبه يقين من أن الجيش السوري الذي لم ينشق عنه سوى جزء بسيط جداً في خلال نحو عامين ما عاد قابلاً للتفكك. ينسحب الأمر على السلك الديبلوماسي السوري الذي فاجأ، كما الجيش، السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد. هذا الديبلوماسي الأميركي الذي جاهد لإحداث اختراقات كبيرة في المؤسستين الأمنية والديبلوماسية، والذي كان منذ الشهر الثاني للأزمة السورية يمني النفس بإقناع ضباط وشخصيات سياسية علوية بالانشقاق، قال قبل أيام، وهو يرفع يديه صوب السماء أمام احد الضيوف، «لا أدري كيف سيرحل الأسد، هو قد لا يرحل مطلقاً، لا يريد الرحيل». قالها بمرارة الفاشل. الصدى نفسه قد يتردد في دوائر غربية وبينها في الخارجية الفرنسية.
الحركات الجهادية ليست مزحة. «انقلب الكثير من السحر على السحرة»، يقول مسؤول سوري رفيع. فوجئ الأميركيون ومعهم بعض الأوروبيين بأن سماحهم بمرور بعض الجهاديين عبر الحدود الأوروبية ثم التركية فاق التوقعات. من سيناء إلى العراق وسوريا وصولاً إلى الأردن وشمال لبنان يتعمق العامل الجهادي القاعدي في جسد الشرق. لا بد إذاً من غض الطرف عن عمليات الجيش السوري ضد هؤلاء. كلما قتل الجيش من الجهاديين كلما خفف عبئاً عن الغرب.
[ التورط الفرنسي في مالي، وخطف الغربيين في الجزائر، وفشل تحرير الرهينة في الصومال، أيقظ كل ذلك الدول الغربية من سباتها. حصلت اتصالات مكثفة في الأيام القليلة الماضية بين باريس وواشنطن ولندن وبعض الدول العربية لتسريع خطوات تطويق هذا المد الجهادي. صدرت مواقف فرنسية تقول إن بعض الدول العربية مسؤولة عن تعزيز هذا المناخ الجهادي القاعدي. توجهت أصابع الاتهام إلى من دعم تسليح «القاعدة» في ليبيا. سيصدر كتاب خطير في الأيام القليلة المقبلة في باريس يتحدث عن الدور القطري في عدد من الدول العربية وفي التأثير على فرنسا وغيرها. يوقع الكتاب إعلاميان بارزان وخبيران بشؤون المنطقة هما جورج مالبرونو وكريستيان شينو. من الصعب انتظار دور فرنسي مباشر في الأزمة السورية قبل مرور أشهر طويلة على هذا الخطأ الديبلوماسي والأمني في غرب أفريقيا.
[ تغيير في الموقف العربي. ملك الأردن عبدالله الثاني قال صراحة لشخصين على الأقل هما عبد الباري عطوان، صاحب جريدة «القدس العربي»، وناهض حتر، الكاتب الأردني المقبل على دور سياسي يساري في بلاده، إن الأسد باق وإن المعادلة آخذة بالتغيير. الاستخبارات الأردنية قالت أمراً مماثلا للاستخبارات اللبنانية والسورية. ثمة اتصالات بعيدة عن الأضواء تجري مع السعودية ساهمت في تعديل بعض الرياح بين الرياض ودمشق. لم يصل الأمر إلى نتائج كبيرة بعد ولكنها بداية جيدة. الكلام عن السعودية في دمشق لا يشير إلى طرف مركزي، يحكى عن أطراف متعددة في الدولة ويقال إن احد ابرز هذه الأطراف له رأي مخالف للتدخل في سوريا. وحدها قطر لا تزال المتهم الأبرز في دمشق حتى ولو بقي الكلام عن السعودية وتركيا حاضراً في حديث وليد المعلم. نقل مسؤولون جزائريون وعراقيون ولبنانيون ومصريون استياءً فعلياً من «التعنت» القطري حيال تسليح المعارضة.
[ تفاهم روسي أميركي على الكثير من التفاصيل بشأن الأزمة السورية، رافق ذلك تغييرات جوهرية في إدارة أوباما. يستند هذا التفاهم أساساً إلى اتفاق جنيف. لا بد إذاً من تسوية تضم النظام الحالي وأطراف المعارضة. دمشق قابلة بإعادة تفعيل مهمة الأخضر الإبراهيمي ولكن بشروطها. موسكو لن تقبل مطلقاً الضغط على الأسد للتخلي عن السلطة. أكد لافروف صراحة لنظرائه الأوروبيين في الأسابيع الماضية أن الأسد لا يزال يحظى بشعبية كبيرة في سوريا تسمح له بالترشح وربما النجاح في الانتخابات المقبلة. الإيرانيون قالوا للروس صراحة أن لا مجال للتفكير بإجبار الأسد على الرحيل. ها هو علي اكبر ولايتي، احد أهم الشخصيات المقربة من المرشد السيد علي خامنئي، يقول صراحة إن «الأسد خط أحمر». ومن يزور طهران يسمع كلاماً أقوى بكثير من هذا، لا يوازيه سوى نقمة اكبر على قطر ودورها، ولوم شديد على تركيا. ولايتي تعمد التصريح بذلك قبل يومين لقناة «الميادين».
[ الدور التركي آخذ بالتراجع، رغم ضرورة استمرار التصريحات المناهضة للأسد. يشعر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بحجم المأزق. تتردد معلومات في باريس عن احتمال إبعاد وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو في المرحلة المقبلة. يبدو أن النظام السوري نجح كثيراً في تعزيز التفاهم مع الأكراد. بات مقاتلو «حزب العمال الكردستاني» سداً منيعاً أمام التحرك التركي. المسؤولون الأمنيون السوريون مرتاحون جداً لـ«حزب العمال الكردستاني». يحكى عن مفاجآت مقبلة عند الحدود. يؤكد مسؤول في حلف شمال الأطلسي أن إرسال «الباتريوت» إلى تركيا هو لحمايتها وليس للهجوم. أنقرة قلقة إذاً على أمنها بعدما كان أردوغان، ولفترة طويلة، سيد «المبشرين» بسقوط قريب للأسد. هل كان اغتيال الناشطات الكرديات الثلاث في باريس من قبيل الصدفة؟
[ ثمة معلومات كثيرة يسمعها زائر سوريا عن تغييرات محتملة في السعودية وقطر. يقال إن المملكة، التي شنت حرباً إعلامية شعواء مع الإمارات والكويت على الإخوان المسلمين في مصر وتونس، تعيش مرحلة التمهيد الفعلي لما بعد الملك عبدالله. واشنطن ترعى حالياً مرحلة استبدال الجيل السابق من قادة السعودية بجيل من الشباب. في صحيفة «واشنطن بوست» قبل فترة مقال مفصل عن ذلك. صحة الرجل ما عادت تساعد. يحكى أيضاً عن استعدادات في الدوحة لمرحلة التغييرات السياسية المقبلة وسط كلام عن صحة الأمير.
قد يسمع زائر دمشق تحليلات حول كل هذه المتغيرات، ولكن الأهم يبقى الخيار العسكري في الوقت الراهن. استئصال الجهاديين والمقربين من «القاعدة» صار أولوية. حتى الكلام عن المعارضة «المعتدلة» ما عاد مسموعاً كثيراً. فهؤلاء برأي القيادات السورية فقدوا الكثير من أهمية حضورهم على الساحة الداخلية، «تركوا الساحة لمقاتلين لا يعرفون عن الإصلاح والحريات والديموقراطية شيئاً»، ولم يتخذوا المواقف في الوقت المناسب. هذا كلام يتردد كثيراً في دمشق من رأس هرم السلطة حتى المفاصل الأساسية.
ومع ذلك فالحل السياسي مطروح. يقول زوار الأسد إنه في كل مرة يتحدث عن الإصلاح إنما يعيد السائل إلى خطابه الأخير. يقول إنه قدم مشروعاً متكاملاً في دار الأوبرا. تحدث عن الدستور والميثاق والاستفتاء والانتخابات. هذه أمور جوهرية متفق عليها أصلاً مع الروس. موسكو ارتاحت لخطابه. شكلت إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سداً منيعاً أمام الهجمات الغربية والعربية على الخطاب. ذهبت الإدارة الروسية ابعد من ذلك، اعتبرت أن خطاب الأسد هو أقصى ما يقدمه النظام وأنه بات على المعارضة تقديم تصورها للحل.
كل ما تقدم مهم، ولكن الأهم أن صورة المعركة على الأرض آخذة في التغيير. دخلت معطيات جديدة وإستراتيجيات عسكرية. تعلم الجيش من بعض الأخطاء السابقة. أحكمت القبضة على المفاصل الأمنية التي كانت تمر عبرها بعض الاختراقات بدواعي الفساد المالي. تم تشكيل لجان شعبية تدربت بشكل مكثف في الأشهر الماضية. وضعت شبكة معلومات وتجهيزات تنصت وغيرها (بمساعدة روسية كبيرة)، نافست كل المساعدات الغربية للمعارضة المسلحة. اتخذت إجراءات لحماية ذاتية في مناطق الأقليات. يقال إن ما حققته اللجان الشعبية في بعض المناطق تخطى ما انتظره الجيش.
ترافق كل ذلك مع إجراءات اقتصادية ساهمت فيها روسيا وإيران والعراق، وصولاً إلى دول أخرى لا مجال لذكرها الآن. يحكى عن صفقة لإعادة الإعمار تم التوافق عليها مع الروس. دخلت عوامل نفطية على الخط. لم يوقف ذلك من استفحال الأزمة الاقتصادية ولكن الوضع كان سيكون أسوأ بكثير لو لم تتخذ هذه الإجراءات. الهم الاقتصادي كبير ولكن الأسد يبدو واثقاً من الخطوات المقبلة. في كل المناطق التي حصلت فيها تسويات، ومنها مثلا حمص، يصار إلى تحسين أوضاع المواطنين. ثمة أمل في تسويات مقبلة في حلب تجنب المدينة حروباً جديدة. أوضاع اللاجئين والنازحين دفعت البعض إلى إعادة مد جسور مع النظام.
كيف يمكن توظيف التقدم السياسي لاحقاً؟
مع استمرار تشديد القبضة الأمنية على الأرض، ستبدأ سلسلة من الاجتماعات للمعارضة في الخارج. ثمة أمل معلق على ما تعده هيئة التنسيق ورئيسها في الخارج الدكتور هيثم مناع في جنيف. هذا المعارض، الأكثر ثباتاً على موقفه الرافض للحلول العسكرية ولعسكرة الثورة وللتدخلات الخارجية، التقى حتى الساعة أكثر من 32 وزير خارجية. الطلبات عليه كثيرة، وخصوصاً من الخليج، هذه الأيام. سيشرف مناع على اجتماع قريب في جنيف (هو نفسه الذي لم يعقد سابقاً في سانت ايجيدو الايطالية). يقال إنه سيكون أهم مما كان منتظراً في الاجتماع السابق. قد تنضم إليه شخصيات من النظام (ربما من مجلس الشعب) وشخصيات أخرى تدور في فلك الإخوان المسلمين. اجتماعات كهذه تعقد برعاية روسية وتعاون أوروبي وترحيب إيراني ومن بعض دول الخليج المناهضة لدور كبير للإخوان المسلمين. من المنتظر أن يتبع ذلك خطوات سياسية بين السلطة والمعارضة. روسيا وإيران والسعودية ومصر على الخط. تركيا مضطرة لأن تتبع ذلك.
تستند موسكو إلى مثل هذه اللقاءات والتحركات لتقول لواشنطن، أن لا سبيل لوقف الحرب في سوريا سوى واحد: تطبيق اتفاق جنيف ونقل الصلاحيات لحكومة مشكلة من كل الأطراف والإعداد للانتخابات المقبلة. وليس مقبولاً منع الأسد من المشاركة في الانتخابات.
الخيارات واضحة، إما القبول بهذه التسوية ووقف الحرب، بما في ذلك وقف دعم المسلحين، وإما حرب تطول، ولا شيء يشير إلى احتمال تغيير المعادلة سوى إذا نجح المسلحون في اغتيال الأسد بمساعدة غربية. لذلك قالت موسكو وبعدها طهران إن الأسد خط احمر. يبدو الأسد بالنسبة للعاصمتين ضمانة بقاء النظام.
في اللقاءات المصرية السعودية الأخيرة، وكذلك في الاتصالات غير المعلنة على الخط المصري الإيراني السعودي التركي، تتقدم القناعة يوماً بعد آخر بأن لا حل سوى بتسوية سياسية يشارك فيها الجميع، بمن فيهم الأسد.
ماذا عن لبنان؟
يحلو لبعض المسؤولين السوريين التذكير بأن اتفاقات دولية، وخصوصاً مع فرنسا، هي التي جاءت بالرئيس ميشال سليمان رئيساً وأن مواقفه ليست مفاجئة، فهو كما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اعتقدا لوهلة باحتمال سقوط قريب للنظام. يقولون إن اللبنانيين يخطئون دائما في تصديق الغرب حين يتحدث عن تغييرات. يبقى ميقاتي في دمشق أفضل موقفاً من سليمان، لكن الأسئلة كبيرة. لا رضى ولا نقمة على المسؤولين اللبنانيين وإنما كثير من العتب، خصوصاً لسماحهم بتهريب السلاح وبهجومهم على السفير السوري. «سمحت لنا الأزمة السورية باكتشاف من هم أصدقاؤنا الفعليون» يقول مسؤول سوري، لن ننسى هذه الدروس مطلقاً.
يحلو للمسؤولين السوريين أيضاً الإشارة إلى أن زيارة رئيس جبهة النضال وليد جنبلاط إلى روسيا تعني الكثير في الوقت الراهن. الرجل بالنسبة لهم بدأ تحولاً كبيراً يريده من عاصمة كبيرة. يقولون إنه فهم أن الرياح في الأزمة السورية سارت بعكس أشرعته. يشيرون بشيء من الابتسام إلى الانقسام اللبناني حول قانون الانتخابات، والى المواعيد التي ضربها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للعودة إلى لبنان ولم تتم. هم واثقون أن عودته ستكون نتيجة تفاهم سوري مع السعودية. هذا ليس قريباً. يقول احدهم إن القوانين السورية لا شك متقدمة كثيراً على قانون الستين وتوابعه. يؤكد بعضهم أن «دمشق لن تنسى من وقف معها، تماماً كما لن تنسى من ساهم في سفك الدماء». هل ثمة ترجمة فعلية لذلك؟ ....الصمت سيد الموقــف يرافقه تســـريب معلومة عن شخصيات لبنانية مناهضة للأســـد حاولـــت فتح خطـــوط في الشهرين الماضيين.
يناقض كل هذا المشهد ما يقوله مسؤول امني لبناني كبير، من أن النظام السوري سيسقط بعد شهرين. تماماً كما كان يقول أوباما وساركوزي وأردوغان.
مرة جديدة يتبين أن مصالح الدول أقوى من عذابات الشعوب. خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بالعرب، وبانتظار التسوية، فإن الحرب لا تبدو قريبة الانتهاء.
النهاء
سليمان يدعو إلى قوننة عقد الزواج المدني
الداخلية: الطلب مردود ولن يُبتّ إيجاباً
الداخلية: الطلب مردود ولن يُبتّ إيجاباً
الوزيران شربل وقرطباوي لـ "النهار": مع الزواج المدني الاختياري في لبنان
خلود ونضال: حملات دعم كثيرة ونعدّ لخطوات مقبلة عدة في هذا الشأن
خلود ونضال: حملات دعم كثيرة ونعدّ لخطوات مقبلة عدة في هذا الشأن
ما أطلقه رئيس الجمهورية ميشال سليمان امس
عن وجوب قوننة عقد الزواج المدني في لبنان، فاجأ كثيرين بدءا من المحيطين
به. وعلم ان الرئيس فوجىء أيضاً بردات الفعل على تعليقه عبر " تويتر"
و"فايسبوك" وبالردود الايجابية التي وردت عبر صفحته الخاصة، تأييداً لهذا
الاقتراح. وهو لذلك عاد ودعا في تغريدة جديدة عبر "تويتر" كل المتابعين الى
التعبير عن افكارهم وآرائهم واقتراحاتهم في موضوع الزواج المدني في لبنان،
وقال ان العدد الكبير من الردود منحه أكثرية كبيرة لطرح المشروع.
واوضحت اوساطه لـ"النهار" ان 95 في المئة من التعليقات كانت مؤيدة وداعمة لطرحه، وهذا الأمر سيشكل دافعاً له لتكوين معطيات واقعية في تقديم طرح مستقبلي ووفق الاصول والقوانين، وانه سيدرس المشروع بكل جوانبه مع الخبراء والمستشارين.
واوضحت اوساطه لـ"النهار" ان 95 في المئة من التعليقات كانت مؤيدة وداعمة لطرحه، وهذا الأمر سيشكل دافعاً له لتكوين معطيات واقعية في تقديم طرح مستقبلي ووفق الاصول والقوانين، وانه سيدرس المشروع بكل جوانبه مع الخبراء والمستشارين.
خلود ونضال
وقد أعاد التعليق الالكتروني للرئيس
سليمان أمس تحريك الملف العالق في اروقة وزارتي الداخلية والعدل في انتظار
بتّه ايجاباً او سلباً. وقد سألت "النهار" خلود سكرية وزوجها نضال درويش عن
مصير طلبهما، فاجابت سكرية انها لم تتلق وزوجها اي اتصال من المسؤولين،
وتحديداً من وزارة الداخلية.
وتوقفت عند كلام رئيس الجمهورية قائلة: "فرحت كثيراً عندما قرأت هذا الموقف، وان شاء الله يضغط الرئيس من أجل بت هذه المسألة واعطاء الشعب اللبناني حقه في ان يتزوج في بلده، وفي ان يكون ضمن مجتمع بعيد عن الطائفية". واوضحت ان "كثراً من اللبنانيين واللبنانيات يحاولون الاستفسار منا عن طريقة عقد الزواج المدني في لبنان، ويخبروننا أنهم عدلوا عن السفر الى الخارج لعقد الزواج في دول أخرى".
وعن الخطوة التالية، وخصوصاً اذا لم توقع وزارة الداخلية عقد زواجهما، افادت خلود ان "المستشار القانوني طلال الحسيني هو من يتابع المسألة من الناحية القانونية، وهو يعد لخطوات عدة في هذا الشأن".
وكشفت انه "قبل الاعلان عن خطوتنا، كانت وزارة الداخلية تعدنا باصدار تعميم يسمح بالزواج المدني في لبنان وبتسجيله وبالاعتراف به، الا اننا فضّلنا التريث الى حين اعلان عقد زواجنا، خوفاً من اي عراقيل. انما المفاجأة انه بعد الاعلان عن عقد الزواج، اختفى وزير الداخلية مروان شربل". واشارت الى انها شخصياً لم تحاول الاتصال بشربل بعد اعلان الزواج، وان معظم وسائل الاعلام لم توفق في أخذ رأيه في الخطوة.
اما عن موقف اهلها، فقالت ان "عقد الزواج تمّ في منزل والدي، واخي كان الشاهد. اهلي اعتادوا افكاري التي يرونها مختلفة عن بيئتي، او كما يقولون "عوجة"، الا انهم يتركون لي هامش الحرية كي أعيشها. هذا ما حصل".
وتوقفت عند كلام رئيس الجمهورية قائلة: "فرحت كثيراً عندما قرأت هذا الموقف، وان شاء الله يضغط الرئيس من أجل بت هذه المسألة واعطاء الشعب اللبناني حقه في ان يتزوج في بلده، وفي ان يكون ضمن مجتمع بعيد عن الطائفية". واوضحت ان "كثراً من اللبنانيين واللبنانيات يحاولون الاستفسار منا عن طريقة عقد الزواج المدني في لبنان، ويخبروننا أنهم عدلوا عن السفر الى الخارج لعقد الزواج في دول أخرى".
وعن الخطوة التالية، وخصوصاً اذا لم توقع وزارة الداخلية عقد زواجهما، افادت خلود ان "المستشار القانوني طلال الحسيني هو من يتابع المسألة من الناحية القانونية، وهو يعد لخطوات عدة في هذا الشأن".
وكشفت انه "قبل الاعلان عن خطوتنا، كانت وزارة الداخلية تعدنا باصدار تعميم يسمح بالزواج المدني في لبنان وبتسجيله وبالاعتراف به، الا اننا فضّلنا التريث الى حين اعلان عقد زواجنا، خوفاً من اي عراقيل. انما المفاجأة انه بعد الاعلان عن عقد الزواج، اختفى وزير الداخلية مروان شربل". واشارت الى انها شخصياً لم تحاول الاتصال بشربل بعد اعلان الزواج، وان معظم وسائل الاعلام لم توفق في أخذ رأيه في الخطوة.
اما عن موقف اهلها، فقالت ان "عقد الزواج تمّ في منزل والدي، واخي كان الشاهد. اهلي اعتادوا افكاري التي يرونها مختلفة عن بيئتي، او كما يقولون "عوجة"، الا انهم يتركون لي هامش الحرية كي أعيشها. هذا ما حصل".
شربل: رفض لأسباب قانونية
وتحدث وزير الداخلية والبلديات مروان شربل
المتهم بالغياب الى "النهار"، فقال انه مع الزواج المدني الاختياري ومع
تطبيقه في لبنان على غرار سائر الدول التي تطبقه، لكنه لفت الى ان هذا
الامر يحتاج الى قانون يفصل كل الحقوق والواجبات، وينظم العلاقة بين
الزوجين قبل الزواج وخلاله وبعده، ويغوص في أدق التفاصيل المتعلقة بحقوق كل
من الزوجين، والطلاق، والارث وغيرهما، وهذا لا يمكن الا ان ينطوي في اطار
قانون متكامل يصدر في مجلس النواب.
وأضاف: "لا يكفي ان يتزوج خلود ونضال ليشق مشروع الزواج المدني طريقه الى التطبيق في لبنان. لقد استندا الى قرار رقمه 60/ال.أر. صدر في العام 1936 عن المفوض السامي الفرنسي دو مارتيل الذي تقدمت اليه اميرة لبنانية بطلب يسمح لها بالزواج المدني من شخص فرنسي فأصدر قراره الذي قضى بالسماح لها بالزواج منه، هذا القرار موجود لدينا، لكن ذلك لا يعني ان في استطاعتنا الركون اليه والسماح بالزواج المدني لمن يشاء من دون قوانين ناظمة وآليات تفصيلية، وليس في مقدور المحاكم ان تبتها لعدم وجود مرجع دستوري لذلك".
ورد شربل على سؤال لـ"النهار" عن مشروع القانون الذي طرح في عهد الرئيس الياس الهراوي وأثار زوبعة في حينه، بالقول ان هذا القانون نام في ادراج مجلس الوزراء في حينه ولم يعرض على مجلس النواب ولا يزال في الادراج الحكومية، معلناً انه مع قوننة الزواج المدني الاختياري لمن يرغب.
وعن طلب خلود ونضال قال شربل "ان وزارة الداخلية أحالته قبل اشهر عند وروده على هيئة الاستشارات في وزارة العدل التي درسته وردته الينا مع عدم موافقتها عليه لعدم وجود القانون الناظم لذلك، وما دام الأمر كذلك فإن اي طلب مماثل لن يبت ايجاباً".
وأكد مجدداً ضرورة ايجاد قانون خاص ينظم العلاقات وحياة المتزوجين مدنياً، والاحوال الشخصية وقضايا الزواج والطلاق والارث وغيرها ليكون مرجعاً على غرار المراجع القانونية الخاصة بكل الطوائف اللبنانية الاخرى.
وأضاف: "لا يكفي ان يتزوج خلود ونضال ليشق مشروع الزواج المدني طريقه الى التطبيق في لبنان. لقد استندا الى قرار رقمه 60/ال.أر. صدر في العام 1936 عن المفوض السامي الفرنسي دو مارتيل الذي تقدمت اليه اميرة لبنانية بطلب يسمح لها بالزواج المدني من شخص فرنسي فأصدر قراره الذي قضى بالسماح لها بالزواج منه، هذا القرار موجود لدينا، لكن ذلك لا يعني ان في استطاعتنا الركون اليه والسماح بالزواج المدني لمن يشاء من دون قوانين ناظمة وآليات تفصيلية، وليس في مقدور المحاكم ان تبتها لعدم وجود مرجع دستوري لذلك".
ورد شربل على سؤال لـ"النهار" عن مشروع القانون الذي طرح في عهد الرئيس الياس الهراوي وأثار زوبعة في حينه، بالقول ان هذا القانون نام في ادراج مجلس الوزراء في حينه ولم يعرض على مجلس النواب ولا يزال في الادراج الحكومية، معلناً انه مع قوننة الزواج المدني الاختياري لمن يرغب.
وعن طلب خلود ونضال قال شربل "ان وزارة الداخلية أحالته قبل اشهر عند وروده على هيئة الاستشارات في وزارة العدل التي درسته وردته الينا مع عدم موافقتها عليه لعدم وجود القانون الناظم لذلك، وما دام الأمر كذلك فإن اي طلب مماثل لن يبت ايجاباً".
وأكد مجدداً ضرورة ايجاد قانون خاص ينظم العلاقات وحياة المتزوجين مدنياً، والاحوال الشخصية وقضايا الزواج والطلاق والارث وغيرها ليكون مرجعاً على غرار المراجع القانونية الخاصة بكل الطوائف اللبنانية الاخرى.
قرطباوي: لدرس اسباب الرفض
اما وزير العدل شكيب قرطباوي فأبلغ
"النهار" أنه لم يطلع على رأي هيئة الاستشارات في وزارة العدل المتعلق بهذا
الموضوع، وانه في صدد الاستفسار عنه اليوم للوقوف على حقيقة الأمر وأسباب
رفضها الطلب وخصوصاً اذا كان المعنيان قد تقدما بطلبهما قبل اجراء عقد
الزواج المدني.
وقال: "انني غير مطلع على تفاصيل الموضوع، لكنني من حيث المبدأ مع الزواج المدني الاختياري مئة في المئة، واذا لم تكن ثمة نصوص قانونية تفصل العلاقات الزوجية في هذا الاطار، فأنا مع ايجاد هذه النصوص في أسرع ما يمكن، علماً انني لم أدرس هذا الموضوع من الناحية القانونية البحتة، ولم أطلع بعد على تعليل هيئة الاستشارات في هذا الصدد.
وقال: "انني غير مطلع على تفاصيل الموضوع، لكنني من حيث المبدأ مع الزواج المدني الاختياري مئة في المئة، واذا لم تكن ثمة نصوص قانونية تفصل العلاقات الزوجية في هذا الاطار، فأنا مع ايجاد هذه النصوص في أسرع ما يمكن، علماً انني لم أدرس هذا الموضوع من الناحية القانونية البحتة، ولم أطلع بعد على تعليل هيئة الاستشارات في هذا الصدد.
المعارضة السورية تريد ضمانات قطرية للحكومة
تصعيد في ريف دمشق وبدء المناورات الروسية
تصعيد في ريف دمشق وبدء المناورات الروسية
أفادت مصادر مطلعة من المعارضة السورية
المجتمعة في مدينة اسطنبول التركية أن رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة
والمعارضة السورية" احمد معاذ الخطيب توجه إلى قطر للحصول على تعهدات
لتقديم مساعدات مالية لحكومة انتقالية تمارس مهماتها في المناطق التي يسيطر
عليها المعارضون.
وقالت إن المحادثات في شأن حكومة انتقالية تعثرت بسبب خلاف على مدى قدرة الحكومة الانتقالية على البقاء عندما غادر الخطيب قبل استكمال البحث.
وعلق عضو في الائتلاف طلب عدم ذكر اسمه: "يبدو أنه لن تكون هناك حكومة ما لم يعد الشيخ معاذ من قطر وفي جعبته ما يقنع عدداً كافياً من أعضاء الائتلاف بأن أي حكومة يشكلونها ستكون قادرة على البقاء".
والمحادثات التي بدأت السبت هي المحاولة الثانية تقوم بها المعارضة لتأليف حكومة انتقالية، الامر الذي جعل صدقيتها على المحك بعد اكثر من 22 شهراً من الازمة السورية.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لإذاعة "أوروبا 1 " بأن المعارضة السورية ستجري محادثات جديدة في باريس في 28 كانون الثاني.
وقال عضو الائتلاف أحمد رمضان إن ثمة اتفاقا على الحاجة إلى تأليف حكومة انتقالية، غير أن الغالبية تفضل عدم تأليفها الآن من دون ضمان مناطق تمارس فيها مهماتها وحصولها على دعم دولي كاف وضمانات للاعتراف الفوري بها. وأضاف أنه من دون ذلك ستولد الحكومة مشلولة.
وأعربت جماعة "الإخوان المسلمين" عن تفضيلها عدم تأليف حكومة في الوقت الحاضر. لكن مصادر من المعارضة قالت إن الجماعة يمكن أن تغير رأيها إذا قدمت قوى إقليمية دعمها لهذا المشروع خصوصاً تركيا ودول الخليج.
وأفاد مصدر آخر أنه "بين الجهود العسكرية والحاجات الإنسانية والإدارية، تحتاج الحكومة الانتقالية الى ما يصل إلى 40 مليون دولار يوميا لأداء عملها. لا جدوى من تأليف حكومة لا يمكنها تحقيق تطلعات الثورة".
وظهر عدد قليل من الأسماء التي يحتمل أن تنافس على منصب رئيس الوزراء أبرزها رياض حجاب أرفع المسؤولين المنشقين عن النظام منذ تفجر الانتفاضة والذي لا يتمتع بعلاقة طيبة مع "الإخوان المسلمين".
وقال عضو في الائتلاف المعارض: "اقترح اسم حجاب اليوم لتولي منصب رئيس الوزراء ولكن سرعان ما انطلقت صيحات غاضبة على الفور تقول إنه بعثي" في إشارة إلى حزب البعث الحاكم الذي ينتمي إليه الرئيس بشار الأسد وعمل فيه حجاب مدى عقود.
وقالت إن المحادثات في شأن حكومة انتقالية تعثرت بسبب خلاف على مدى قدرة الحكومة الانتقالية على البقاء عندما غادر الخطيب قبل استكمال البحث.
وعلق عضو في الائتلاف طلب عدم ذكر اسمه: "يبدو أنه لن تكون هناك حكومة ما لم يعد الشيخ معاذ من قطر وفي جعبته ما يقنع عدداً كافياً من أعضاء الائتلاف بأن أي حكومة يشكلونها ستكون قادرة على البقاء".
والمحادثات التي بدأت السبت هي المحاولة الثانية تقوم بها المعارضة لتأليف حكومة انتقالية، الامر الذي جعل صدقيتها على المحك بعد اكثر من 22 شهراً من الازمة السورية.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لإذاعة "أوروبا 1 " بأن المعارضة السورية ستجري محادثات جديدة في باريس في 28 كانون الثاني.
وقال عضو الائتلاف أحمد رمضان إن ثمة اتفاقا على الحاجة إلى تأليف حكومة انتقالية، غير أن الغالبية تفضل عدم تأليفها الآن من دون ضمان مناطق تمارس فيها مهماتها وحصولها على دعم دولي كاف وضمانات للاعتراف الفوري بها. وأضاف أنه من دون ذلك ستولد الحكومة مشلولة.
وأعربت جماعة "الإخوان المسلمين" عن تفضيلها عدم تأليف حكومة في الوقت الحاضر. لكن مصادر من المعارضة قالت إن الجماعة يمكن أن تغير رأيها إذا قدمت قوى إقليمية دعمها لهذا المشروع خصوصاً تركيا ودول الخليج.
وأفاد مصدر آخر أنه "بين الجهود العسكرية والحاجات الإنسانية والإدارية، تحتاج الحكومة الانتقالية الى ما يصل إلى 40 مليون دولار يوميا لأداء عملها. لا جدوى من تأليف حكومة لا يمكنها تحقيق تطلعات الثورة".
وظهر عدد قليل من الأسماء التي يحتمل أن تنافس على منصب رئيس الوزراء أبرزها رياض حجاب أرفع المسؤولين المنشقين عن النظام منذ تفجر الانتفاضة والذي لا يتمتع بعلاقة طيبة مع "الإخوان المسلمين".
وقال عضو في الائتلاف المعارض: "اقترح اسم حجاب اليوم لتولي منصب رئيس الوزراء ولكن سرعان ما انطلقت صيحات غاضبة على الفور تقول إنه بعثي" في إشارة إلى حزب البعث الحاكم الذي ينتمي إليه الرئيس بشار الأسد وعمل فيه حجاب مدى عقود.
غارات وقصف
ميدانياً، افاد "المرصد السوري لحقوق
الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان الطائرات الحربية السورية شنت غارات
جوية كثيفة على مدينة داريا ومناطق أخرى من ريف دمشق، مما أوقع 25 قتيلا
بين المدنيين. وأشار الى ان القصف الجوي والمدفعي تزامن مع اشتباكات عنيفة
في منطقة داريا بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.
وفي مدينة حمص، تحدث المرصد عن تعرض مناطق جوبر والسلطانية والخالدية لقصف عنيف من القوات النظامية السورية صباحا ثم بعد الظهر، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المناطق عينها بين "مقاتلين من كتائب عدة والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها على المنطقة".
وفي محافظة ادلب، قال المرصد إن "ما لا يقل عن عشرة مقاتلين من الكتائب بينهم قائد كتيبة قتلوا اثر اشتباكات عنيفة بينهم وبين عناصر حاجز الزعلانة للقوات النظامية في محيط معسكر وادي الضيف".
وأعلن مصدر عسكري في ادلب ان "المسلحين يشنون هجوما عنيفا بدأ عند الساعة 15:00 (13:00 بتوقيت غرينيتش) تقريبا على الحواجز المحيطة بسجن ادلب المركزي الواقع على طريق ادلب - أريحا".
وفي مدينة حمص، تحدث المرصد عن تعرض مناطق جوبر والسلطانية والخالدية لقصف عنيف من القوات النظامية السورية صباحا ثم بعد الظهر، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المناطق عينها بين "مقاتلين من كتائب عدة والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها على المنطقة".
وفي محافظة ادلب، قال المرصد إن "ما لا يقل عن عشرة مقاتلين من الكتائب بينهم قائد كتيبة قتلوا اثر اشتباكات عنيفة بينهم وبين عناصر حاجز الزعلانة للقوات النظامية في محيط معسكر وادي الضيف".
وأعلن مصدر عسكري في ادلب ان "المسلحين يشنون هجوما عنيفا بدأ عند الساعة 15:00 (13:00 بتوقيت غرينيتش) تقريبا على الحواجز المحيطة بسجن ادلب المركزي الواقع على طريق ادلب - أريحا".
صواريخ "باتريوت"
في غضون ذلك، وصلت باخرة آتية من هولندا وعلى متنها أنظمة الصواريخ الدفاعية "باتريوت" الهولندية إلى ميناء اسكندرون جنوب تركيا.
كذلك وصلت قوات ألمانية إلى محافظة أضنة بجنوب تركيا لتولي تشغيل صواريخ "باتريوت".
مناورات روسية
وكشفت موسكو أنها بدأت مطلع الاسبوع أكبر مناورات بحرية لها منذ سنوات. وقالت وزارة الدفاع الروسية ان ثماني سفن حربية على الاقل من الاساطيل الروسية في بحر الشمال وبحر البلطيق والبحر الاسود تشارك في المناورات التي تجري في البحر المتوسط والبحر الاسود.
ولم تشر روسيا في اعلانها عن المناورات الى سوريا لكن الخبير البحري في جماعة "كاست" البحثية العسكرية في موسكو اندريه فرولوف قال الاسبوع الماضي إن التدريبات هي لتذكير الغرب بصلة روسيا بسوريا. وكانت موسكو رفضت مرارا التدخل الاجنبي في الانتفاضة السورية.
وتستأجر موسكو منشأة بحرية للصيانة والامداد في ميناء طرطوس السوري. وقالت وكالات للأنباء ان سفينتين روسيتين متجهتين للمشاركة في المناورات حمّلتا بالذخيرة وهما في طريقهما الى طرطوس.
وصرح مسؤولون روس بأن المناورات التي تشارك فيها ايضا سفن أخرى معاونة وطائرات بعيدة المدى هي الاكبر من نوعها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 .
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان انها ستستمر حتى 29 كانون الثاني. وتجري المناورات أيضا بينما تحاول موسكو زيادة وجودها البحري. وفي وقت سابق من الشهر دشنت غواصة أولى من طراز جديد ستعتمد عليه موسكو لعقود آتية كقوة نووية استراتيجية.
كذلك وصلت قوات ألمانية إلى محافظة أضنة بجنوب تركيا لتولي تشغيل صواريخ "باتريوت".
مناورات روسية
وكشفت موسكو أنها بدأت مطلع الاسبوع أكبر مناورات بحرية لها منذ سنوات. وقالت وزارة الدفاع الروسية ان ثماني سفن حربية على الاقل من الاساطيل الروسية في بحر الشمال وبحر البلطيق والبحر الاسود تشارك في المناورات التي تجري في البحر المتوسط والبحر الاسود.
ولم تشر روسيا في اعلانها عن المناورات الى سوريا لكن الخبير البحري في جماعة "كاست" البحثية العسكرية في موسكو اندريه فرولوف قال الاسبوع الماضي إن التدريبات هي لتذكير الغرب بصلة روسيا بسوريا. وكانت موسكو رفضت مرارا التدخل الاجنبي في الانتفاضة السورية.
وتستأجر موسكو منشأة بحرية للصيانة والامداد في ميناء طرطوس السوري. وقالت وكالات للأنباء ان سفينتين روسيتين متجهتين للمشاركة في المناورات حمّلتا بالذخيرة وهما في طريقهما الى طرطوس.
وصرح مسؤولون روس بأن المناورات التي تشارك فيها ايضا سفن أخرى معاونة وطائرات بعيدة المدى هي الاكبر من نوعها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 .
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان انها ستستمر حتى 29 كانون الثاني. وتجري المناورات أيضا بينما تحاول موسكو زيادة وجودها البحري. وفي وقت سابق من الشهر دشنت غواصة أولى من طراز جديد ستعتمد عليه موسكو لعقود آتية كقوة نووية استراتيجية.
الاخبار
الجيش يطوّر أداءه... وداعمو المعارضة يضعون خططاً جديدة
سوريا: عودة إلى الميدان
سوريا: عودة إلى الميدان
بعد معلومات عن تغييرات جذرية أدخلت على عمل الجيش السوري وأدائه أخيراً، وفيما تلوح في الأفق جولة دبلوماسية جديدة بقيادة الطرف المعادي لسوريا عربياً ودولياً، تدخل سوريا مرحلة جديدة يُخشى أن تزيد من دموية الصراع القائم فيها
تتّجه سوريا صوب مرحلة جديدة، ميدانياً وسياسياً. المناخات الدبلوماسية الخارجية لا تشير أبداً إلى تسوية قريبة، لكنّ هناك مَن يتحرك من مكانه ولو ببطء. الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي حصل على تثبّت لكون أيّ حل سيقوم على أساس نظام جديد. لكنه لم يحصل على التنازلات التي يحتاج إليها من جانبي الحكم والمعارضة. كما يعيش مراوحة في الجدال الدبلوماسي من حوله. وهو يفسّر الأمر بأنه انعكاس للواقع الميداني.
على الأرض، برزت تطورات جديدة على أداء الجيش النظامي بعد فشل «غزوة دمشق»، والواقع، بحسب مصادر متعددة، أن تغييرات جذرية طرأت على آليات العمل والتخطيط وحتى التنفيذ، وإن الجهد الخاص بعمل الاستخبارات العسكرية قد تقدّم وأتاح للجيش تحقيق «نجاحات ميدانية» في مناطق عدّة من ريف دمشق ومنطقة حمص. ودفعت القراءة الجديدة إلى قرارات بالتخلّي عن «جهود لا طائل منها» أي إخلاء نقاط وعدم الدخول في مواجهات عسكرية في مناطق مختلفة، وخصوصاً في مناطق الشمال.
الأوساط الدبلوماسية تشير إلى أن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير في دار الأوبرا، وحصيلة محادثات الإبراهيمي في جنيف، كانت ذروة المرحلة الأخيرة، وكانت حصيلة الواقع الميداني المستجدّ. وبالتالي فإنّ النتيجة التي لا تحسم الجدال سوف تفتح الباب أمام أسئلة حول المرحلة التالية، وسط معلومات عن أن الطرف المعادي للنظام في سوريا، من تركيا إلى السعودية إلى قطر عربياً، وفرنسا ودول أوروبية والولايات المتحدة دولياً، يمهّد لجولة دبلوماسية جديدة متوقّعة خلال الأسابيع المقبلة.
وحسب المعلومات، فإن جهود القوى المعادية للحكم السوري تنصبّ مجدداً على الآتي:
أولاً: رفع معنويات الائتلاف السياسي المعارض، والدفع نحو خطوة عملانية جديدة تتمثّل في تشكيل حكومة مؤقتة، موعودة بأن تحظى بدعم من عواصم عربية وإقليمية ودولية وباعترافها.
ثانياً: محاولة توحيد المجموعات العسكرية المقاتلة تحت قيادة واحدة من جديد، واللجوء إلى حصر الإمدادات المالية والعسكرية بقيادة يُتّفق عليها، ما يؤدي بنظر هذه الجهات إلى منع الفوضى القائمة حالياً.
ثالثاً: تجميد البحث في ملف النصرة، والسعي إلى تفاهمات ميدانية تحول دون استمرار المواجهات المتفرقة بين مقاتلين من النصرة ومقاتلين من مجموعات أخرى، وخصوصاً في مناطق إدلب وريف حلب.
رابعاً: السعي إلى التعويض عن فشل «غزوة دمشق» بعملية نوعية، سواء من خلال عمل أمني يستهدف قيادات أساسية في النظام، أو من خلال عمل ميداني يوسّع رقعة سيطرة المسلحين في بعض المناطق، وسط رجحان كفّة اللجوء إلى عمليات القتل العشوائي من خلال تفجيرات في مناطق سيطرة قوات النظام.
على الجبهة المقابلة، يراهن الجانبان الروسي والإيراني على مزيد من «الواقعية» في نظرة دول عربية وإقليمية معنية بالأزمة. وكان لافتاً تخلي إيران عن الدبلوماسية المعهودة إزاء دول الخليج، وشن المستشار الأبرز لمرشد الثورة، الدكتور علي أكبر ولايتي، حملة مباشرة على دولة قطر، وإظهاره في الوقت نفسه مرونة تجاه تركيا والسعودية، بينما يجري الحديث عن دور مصري هدفه احتواء أيّ انقسام داخل الجبهة العربية، من خلال إعادة الملف إلى الجامعة العربية وربطه بمهمة الأخضر الإبراهيمي.
ميدانياً، تشير المعطيات الواردة من دمشق إلى أن قوات النظام تسعى إلى تحقيق خطوات هدفها الإمساك مجدداً بكل منطقة دمشق وريفها، وكذلك منطقة حمص وريفها. ما يعني توقّع عمليات عسكرية من الغوطة الشرقية إلى بعض المناطق المتصلة بالجنوب، إلى منطقة القصير وقرى في ريف حمص. وسوف يكون لنتائج هذه المواجهات انعكاسات أساسية على المرحلة المقبلة...
تبدو سوريا الغارقة في أزمة دموية غير مسبوقة، على موعد مع فصل دموي جديد، في ظل استمرار الانقسام الداخلي، واشتداد المواجهة الخارجية أيضاً.
برّي للسنيورة: دفنّا «الستّين» مع الأرثوذكسي
مع بداية الأسبوع، تفتتح مرحلة جديدة من النقاشات حول قانون الانتخاب، وسط مشهد بات مكتملاً لناحية اصطفاف جميع الأفرقاء المعنيين خلف مواقفهم. ووسط هذه الأجواء، تعاود اللجنة الفرعية المكلفة البحث في قانون الانتخاب اجتماعاتها اليوم برئاسة النائب روبير غانم.
فخريطة المواقف تظهر حتى الآن أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان ضد المشروع الأرثوذكسي ومع مشروع الحكومة القائم على النسبية مع 13 دائرة، مع إمكان تعديل عدد الدوائر، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يدعم التوجه نفسه. أما تكتل التغيير والإصلاح، فخياره الأول المشروع الأرثوذكسي الذي يحظى حتى الآن بدعم الكتل المسيحية والرئيس نبيه بري وحزب الله، لكنه أيضاً منفتح على أي مشروع يؤمّن المناصفة، فيما يدعم حزبا القوات اللبنانية والكتائب المشروع الأرثوذكسي متمسكين بمشروع الخمسين دائرة كخيار ثان. ويرفض المستقبل والنائب وليد جنبلاط رفضاً قاطعاً مشروعي النسبية والأرثوذكسي، وحتى الآن لا يقبلان سوى بقانون الستين، في حين يبدي المستقبل ليونة محدودة حيال الدوائر الخمسين. ولأن الصورة تظهر أن أفق الحل لا يزال مقفلاً، برز توجه في عدد من الأوساط لإعادة البحث في خيارات مشاريع انتخابية تخرج الأزمة من الحلقة المفرغة التي دخلتها. من هنا تقدم مجدداً، وبقوة في أوساط رئيسي الجمهورية والحكومة وبكركي، طرح مشروع الباحث الانتخابي والمسؤول في المؤسسة المارونية للانتشار يوسف شهيد الدويهي «التصويت التراكمي» أو المعزز في 38 دائرة يتراوح عدد مقاعدها بين اثنين وخمسة مقاعد (منشور في «الأخبار» يوم 18 نيسان 2012). وكذلك أعيد مشروع الوزير السابق ناجي البستاني القائم على نظام أكثري في 34 دائرة. في وقت يتواصل فيه الحديث عن مشروع الوزير السابق فؤاد بطرس ودرس مشاريع مقترحة لمزج النظامين النسبي والأكثري بأرقام مختلفة حول مقاعد النسبية ومقاعد الأكثرية.
في هذا الوقت، باتت الكرة في ملعب رئيس المجلس النيابي نبيه بري لجوجلة كل النقاشات التي يخوضها مع المعارضة والأكثرية ومعرفة ما يمكن أن يخلص إليه لجهة قراره بالذهاب الى الجلسة العامة قبل الاتفاق على مشروع واحد، أو الذهاب الى المجلس من دون اتفاق. وفي معلومات «الأخبار» أن بري سليتقي جنبلاط، ووفداً قيادياً من حزب الكتائب يستطلع منه موقفه من الذهاب الى الجلسة العامة وما لديه من أفكار حول المخرج لقانون الانتخاب ومعرفة حقيقة موقفه من المشروع الأرثوذكسي، ولا سيما أن الكتائب تعتبر أن هذا المشروع نال أكبر عدد من المؤيدين، وتالياً يجب الذهاب الى المجلس للتصويت عليه. وقالت مصادر قريبة من بري إن رئيس المجلس قال للرئيس فؤاد السنيورة، الذي زاره على رأس وفد من «المستقبل» الأسبوع الماضي، إن «النصاب الذي تأمن لمشروع القانون الأرثوذكسي دَفَن قانون «الستين» ولا مجال لإعادته إلى الحياة»، مشدداً على أنه «مستمر بتأييده لإجماع الأحزاب المسيحية الأربعة على المشروع الأرثوذكسي». وأردف بري قائلاً: «عليكم أن تضعوا في حسبانكم أنه لا مفر بعد اليوم من النسبية»، مشدداً على أنه لن يوافق على أي مشروع لا يتضمن النسبية. ولفتت مصادر بري إلى أن السنيورة، ورغم معارضته للنسبية، فإنه بدا متفهماً لموقف بري، ما أدى إلى فتح باب للنقاش بين الطرفين. وأشارت مصادر في فريق الأكثرية إلى أن ممثليها في اللجنة النيابية التي ستجتمع اليوم لاستكمال البحث في مشروع قانون الانتخابات سيقاربون المشروع المختلط (المزج بين النسبية والأكثري وفق مشروع «لجنة فؤاد بطرس» معدّلاً)، لكن مع التمسك بمشروع اللقاء الأرثوذكسي، أي أن يتم التعامل بإيجابية مع هذا الطرح، لكن على أن تبقى الأولوية للأرثوذكسي.
وأشارت مصادر في قوى 14 آذار الى ان المهل الدستورية باتت تحتم ايجاد مخرج سريع لقانون الانتخاب وبتّ هذا الملف سريعاً، وإن هذا الأسبوع يجب ان يكون حاسماً لجوجلة كل الأفكار الانتخابية ومناقشة كل المشاريع وعدم تضييع المزيد من الوقت، ولا سيما ان مناقشة قانون الانتخاب بدأت منذ اكثر من عام.
وتحدث مصدر في المعارضة عن ان قوى 14 آذار ستعمل مع بري لإيجاد «فذلكة» تساهم في حلحلة العقد الحالية من اجل الذهاب الى المجلس النيابي والتصويت على مشروع قانون الانتخاب.
من جهته، أكد عضو كتلة الكتائب النائب سامي الجميل في مؤتمر صحافي «عدم فرض قانون انتخابي على احد، بل ينال الإجماع، ونحن لسنا متمسكين بالطرح الارثوذكسي او الدوائر الصغرى»، داعياً الى تقديم اقتراحات تؤمن المناصفة.
على صعيد آخر، عقدت «المبادرة الوطنية للدفاع عن السلم الأهلي والتغيير الديموقراطي» في قصر الأونيسكو، مؤتمرها الوطني لإقرار مشروع الورقة السياسية، التي شدّدت في مضمونها على ضرورة عقد مؤتمر وطني لتشكيل قوة سياسية شعبية قادرة على بناء موقفها النقيض للمشهد الطائفي الانحداري. وشدّدت الكلمات على ضرورة اعتماد خيار ثالث لمنع انهيار الدولة ومواجهة نهج الطبقة السياسية الحاكمة.
انشقاق في «مستقبل» البقاع: وعوده كاذبة
ثلاثون من كوادر المستقبل ومناصريه في
البقاع غادروا التيار، الذي لطالما كانوا في طليعة منفذي أوامره على الأرض،
من قطع طرق وإشعال دواليب. يشعر هؤلاء بالمرارة من «الوعود الكاذبة»
عفيف دياب
تعيش قواعد تيار المستقبل في البقاع حالاً
من الضياع. لا يخفى وجود سوء فهم بين قادة التيار الازرق وقواعده الشعبية
المتروكة لتواجه وحيدة مصيرها، باحثة عن مستقبلها السياسي والاجتماعي، بعد
تدهور أحوالها الاقتصادية، على الأقل منذ عام 2005. وبعد فشل الاطراف
المناوئة في استيعاب جمهور كان قد بدأ منذ نهاية 2009 يدرك مخاطر التجييش
والتحريض المذهبيين عليه، وعلى يومياته الاقتصادية والاجتماعية، لم يعد يجد
سوى الصراخ والتحدث بصوت عال عن اوجاعه وقهره، فيما صُمّت الآذان في قيادة
التيار عن الاستماع الى هواجس مجموعة لا بأس بها من مناصري الرئيس سعد
الحريري. كان هؤلاء ينزلون الى الشارع من دون تردد، ويلتفون حول «الأزرق»
كحزام نار يحميه في معاركه السياسية، منذ احداث السابع من أيار 2008 حتى
الشهر الماضي. ولأن الصمت لم يعد يجدي، اتخذ هؤلاء قرار الكلام المباح،
واعلان الانشقاق عن تيار لم يعد يلبي طموحاتهم، او يحاكي هواجسهم السياسية.أكثر من 30 شابا من كوادر المستقبل ومناصريه في البقاع اجتمعوا في منطقة دير زنون (بر الياس)، ووجهوا انتقادات لاذعة إلى التيار، بعدما فشلوا في ايصال رسالتهم مباشرةً الى منسقيتيه في البقاعين الاوسط والغربي، وابداء ملاحظاتهم على الاداء السياسي والتنظيمي.
ويقول سليمان عرفات، الذي يعدّ من «القوة الضاربة» على الارض في «مستقبل» البقاع الاوسط، إن محاولات «ايصال صوتنا الى القيادة المركزية في بيروت فشلت، والتجاوب معنا كان سلبياً». ويضيف: «تركَنا التيار بعد انتخابات 2009 وحدنا، ولم يكترثوا لنا». ويتابع: «التزمنا بالتيار وبمرشحيه على اساس وعود سياسية وتنموية، وأوصلنا سبعة نواب لا نرى وجوههم». واوضح أننا اكثر من 30 شاباً «تجمعنا وقررنا مغادرة تيار المستقبل، وهناك مجموعة اخرى اكثر عدداً منا تستعد للمغادرة». ويشرح عرفات أن المشكلة مع «المستقبل» تعود أساساً الى «تخلي التيار عنّا»، إذ «لا نرى احداً منهم الا حين يريدون منا قطع طرق وضرب عصي». ويكشف ان التيار طلب منهم اثر اغتيال اللواء وسام الحسن النزول الى الشارع وحرق الاطارات و«بعد يومين طُلبنا للتحقيق الأمني عند الدولة، ولم نجد مسؤولاً واحداً من التيار يسأل عنا».
حسين عاصي، أحد المنشقين، يقول إن التيار «يحكي معنا بلغة خشبية. ولم نعد نفهم عليهم ولا يفهمون علينا». ويؤكد أن المجموعة لم تنشق لأسباب مالية، على رغم أن معظم المنشقّين كانوا موظفين في شركات أمن تابعة للتيار او موظفين في مؤسسات قريبة منه و«أغلبهم اليوم عاطل من العمل». ويوضح نادر الحاج ان من اعتراضاتهم التي أبلغوها على نحو غير مباشر الى قيادة التيار في بيروت، ما يتعلق بأداء القيادة المحلية في البقاع الاوسط، لافتاً إلى ان «اداء التيار هنا سياسياً سلبي جداً، وللأسف اصبحت قيادتنا تشبه حزب البعث السوري، الذي يريدون مواجهته». وأكد ان لا أحد من المجموعة «يبحث عن منصب أو موقع. كل همنا ان يكون التيار في الموقع الصحيح والاداء السليم. تعبنا من الخطاب الطائفي والمذهبي. نحن نفتقد قيادة ومرجعية نظيفة».
منشق آخر شدد على «أن همّنا ليس المئة دولار كما يقولون. فبيوتنا مشيدة قبل وجود آل الحريري السياسي»، فيما يشير حسين شهاب الى أن تواصلاً جرى مع سمير ضومط وخالد شهاب في قيادة المستقبل في بيروت، لكن «للاسف كلامهما لم يكن مجدياً او نافعاً لنا. وتحدثا معنا بفوقية». وإذ أكد أن أياً من المنشقين لم يكن يتقاضى راتباً من التيار، أكد انه «اذا اراد التيار اموالا فنحن جاهزون للتبرع، لكننا لا نرى منهم ما يسهم في رفع مستوانا الاقتصادي والسياسي، وكل الوعود الانتخابية كانت كذباً». ويلفت شهاب الى «اننا نريد قيادة جديدة في البقاع تكون اقرب الى تطلعاتنا، وتقف الى جانبنا عند الشدائد». ويكشف عمر عرفات «اننا عندما نتعرض لمشاكل قضائية او اقتصادية لا نجد إلا جماعة 8 آذار قربنا، أو يحاولون مساعدتنا لحسابات خاصة بهم».
ولمجموعة المنشقّين الثلاثين قراءات سياسية ايضا. فاعتراضهم يبدأ من شكل العلاقة التي تربط التيار برئيس الحزب التقدمي النائب وليد جنبلاط «الذي غدر بنا». ويوضح عرفات ان اخطاء التيار السياسية «كبيرة ولا تحصى، فقد تحالف مع جنبلاط وسمير جعجع، وهما تخليا عنا في احلك الظروف». ويضيف: «بعد احداث 7 أيار اتفق جنبلاط مع حزب الله على حساب دمائنا، والشيخ (سعد) الحريري زار دمشق من دون اكتراث لنا»، مطالباً التيار بحسم خياراته السياسية، إذ «لم نعد نقبل اللون الرمادي».
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .