الثلاثاء، 29 يناير 2013

سيناريوهات نهااية اللعبة...المملكة العربية السعودية ضد قطر في الموضوع السوري: بيتر لي





نشرت الصحف الأجنبية خلال السنتين الماضيتين تقارير وتحليلات تناولت فيها الأزمة السورية، ولكن تلك التقارير لم تتحدث عن الأهداف القطرية والسعودية المتفاوتة في سوريا.
قطر تدعم الأخوان المسلمين، وعلى ما يبدو، و هي لن تعترض على أي اتفاق لإنهاء التمرد الذي يسمح للأخوان بالبقاء تحت المظلة السياسية، ومن ثم اللعب من أجل الفوز بالسيطرة على الحكومة الجديدة من خلال مزيج من: الضغط الأجنبي، والتعبئة المحلية، والانتخابات.
المملكة العربية السعودية، على ما يبدو، لا تحب الأخوان المسلمين، ولكنها سعيدة تماما بالانتفاضة الدامية التي شنت من قبل الجهاديين الأجانب ضد النظام السوري، وذلك من أجل حرمان إيران من حليفها الإقليمي، وتحقيق انتصار جديد أمام تراجع الأصولية السنية، وزيادة الضغط على الحكومة التي يقودها الشيعة في العراق، من خلال إضافة عامل ضغط جديد من خلال تطلعها إلى قيام نظام سني مؤيد علنا للسعودية.
عندما أمرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بإعادة تنظيم صفوف المعارضة السورية في الخارج في نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2012، استضافت قطر "الائتلاف الوطني السوري المعارض" الذي قام باجتماعات مصيرية هدفت إلى تعزيز قاعدته التمثيلية في ظل أزمة الثقة مع الولايات المتحدة الساعية إلى قيام حكومة سورية في المنفى.
في ذلك الوقت، كتبت أن "شبح المأدبة" كان "المملكة العربية السعودية"، التي لديها جدول أعمال يعتمد على الجهاديين المتمردين لإسقاط النظام في سوريا، والتي تعتمد على الأصول التالية: عدم الاستقرار، وفقدان الديمقراطية ومناهضة الغرب.
والسابقة المماثلة في هذا المجال هي "صحوة الأنبار" في العراق في العام 2006، عندما عقد في محافظة الأنبار مؤتمر للعشائر أطلق عليه "مؤتمر صحوة الأنبار" وانبثق عنه "مجلس إنقاذ الأنبار" بزعامة الشيخ عبد الستار أبو ريشة الذي أخذ على عاتقه تطهير محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم القاعدة. وحصل المجلس على دعم وإسناد من القوات الأميركية في العراق التي تكفلت بدفع رواتب جميع المقاتلين ضد القاعدة، وحقق نتائج مذهلة على الصعيد الأمني، لكنه سرعان ما تعرض إلى انشقاق نتجت عنه     زعامتان، الأولى ساندت توجهات الحكومة العراقية والقوات الأميركية بشكل كلي، والثانية تعاطفت مع بعض جماعات المقاومة العراقية التي كانت تعمل في المدينة.
المملكة العربية السعودية ليست لديها مصلحة في الثورة السنية المعتدلة المضادة في سوريا، في رأيي، هي مهتمة قليلا بإجراء تسوية سياسية تفاوضية لجمع السنة الذين عانوا معا من جديد في نظام سوري معتدل، والتشجيع على استعادة قدر من الاستقرار والسيطرة السياسية على البلد المنكوب.
وقد اعترض الائتلاف الوطني السوري على دعوة التسوية عن طريق التفاوض.
وهذا الأسبوع، رفضت المملكة العربية السعودية أي محاولة للحوار، وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إن "حجم العنف الذي تستخدمه الحكومة السورية في قتالها مع مقاتلي المعارضة يعني أن التوصل إلى تسوية من خلال التفاوض للأزمة التي تشهدها البلاد أمر غير متصور".
"الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون يرحبون بالتسوية عن طريق التفاوض طالما يتم حفظ ماء وجههم بتنحي الأسد. وتركيا، التي تواجه الكارثة الكردية المتنامية، ربما تشعر بالتخمة من مغامراتها             السورية، وقطر لديها جدول أعمال انتخابي لمرحلة ما بعد الأسد يعتمد على الأخوان المسلمين.
ومع ذلك، وضع الأمير سعود الخط على الرمال، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية متفائلة بشأن سيناريو انهيار النظام في سوريا، ونهاية اللعبة السياسية اللاحقة التي يحتل فيها حلفاء السعودية مكانة متميزة في هيكل السلطة الجديد.
وعدم رغبة التحالف المناهض للرئيس الأسد، في دعم وتمكين، وترسيخ الإستراتيجية السعودية –التي تقضي بإرسال قوات لإعادة الاستقرار وبناء البلاد بعد انهيار النظام السوري- ربما يعود لحساسية الغرب المفرطة من التدخل المسلح في أي شيء.
وبعد سنوات من الانتقاد (للرئيس الأسد) أظن أن هناك اختلافا كبيرا بين أنصار السياسة الواقعية            و معارضي التسوية السياسية مع الرئيس الأسد.
المملكة العربية السعودية، التي تدعم المقاتلين داخل سوريا تحصل على حق النقض بحكم الأمر الواقع على أي موقف سياسي من القوى المعادية للأسد ومستقبل سوريا نفسها.
انفورميشين كليرينغ هاوس_ ترجمة وكالة أخبار الشرق الجديد

0 التعليقات:

إرسال تعليق

على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .