الراعي في
زيارةٍ تاريخية لعكار: عيشكم الواحد هو النموذج والثروة
هل يريد «14
آذار» تكرار سيناريو شهود الزور للنيل من العلاقة مع سورية؟
هل ينتهي التحقيق الذي بدأه القضاء العسكري
مع الوزير السابق ميشال سماحة إلى نسف كل ما سُرِّب عن التحقيقات التي
أجراها فرع المعلومات؟ وهل أن هناك من سيناريو جرى «تركيبه وإحاكته» بدقة
للإيقاع بسماحة؟
أسئلة كثيرة طرحت في الساعات الماضية خاصة مع بعض المعلومات التي تسربت بطريقة أو بأخرى عن مضمون التحقيق الذي أجراه قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا أمس مع سماحة والذي سيستكمله في وقت لاحق.
وما زاد من الشكوك أن ما سرب من معلومات يكشف معطيات جديدة عن قضية الشاهد الرئيسي المدعو ميلاد كفوري الذي يبدو أن هناك من قام بتهريبه إلى خارج لبنان قبل لجوء فرع المعلومات إلى توقيف سماحة لغايات وخلفيات يفترض أن يظهرها التحقيق العسكري لاحقاً. كما أن ما زاد من الشكوك حول الاتهامات التي جرى تسريبها أن كفوري الذي يحمل جوازاً أجنبياً كان قد زار «إسرائيل» لمرات عدة في فترات سابقة وآخرها ليس ببعيد، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول «المسلسل الهوليودي» الذي جرى تركيبه.
لذلك، لا تستبعد مصادر متابعة ـ وبغض النظر عما إذا كان سماحة قد أخطأ في مكان ما ـ أن يكون ما يحصل اليوم مشابهاً للسيناريو الذي جرى تركيبه في العام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري بحيث أفضى هذا السيناريو في حينه إلى توقيف الضباط الأربعة بناء على شهادة زور كان قد قدمها «ما يسمى» الشاهد الملك زهير الصديق، وتبين لاحقاً أن كل «السيناريو» جرى ترتيبه خارجياً مع بعض المتورطين في «تيار المستقبل» لتبرير الانقلاب الذي قام به فريق «14 آذار» بدعم أميركي وغربي.
سيناريو الـ2005
وانطلاقاً من ذلك، تشير المعطيات إلى أن هناك من أعد «سيناريو» مشابهاً لما حصل العام 2005، لكن هذه المرة يراد منه وضع لبنان داخل الجبهة المضادة التي تتآمر ضد سورية. وهو ما ظهر من خلال دعوة بعض قيادات «14 آذار» إلى إلغاء كل المعاهدات مع سورية وصولاً إلى قطع العلاقة معها. ويبدو أن هناك من يصغي إلى هذا السيناريو من داخل الحكومة وخارجها، ما يعرض البلاد لأزمة خطيرة في المرحلة المقبلة في حال أمعن أصحاب الرؤوس الحامية في غيهم والبناء على الشائعات والتسريبات، إذ إن بعض هؤلاء لا يريد انتظار التحقيق العسكري، بل ذهب إلى تحديد روزنامة على الحكومة أن تعمل بها ضد سورية بناء على تسريبات ومعلومات يبدو أنها غير دقيقة في الحد الأدنى، إذا لم تكن كلها «مركبة» من أجهزة داخلية بالتضامن الكامل مع أجهزة خارجية،
وهو الأمر الذي ذهب إليه رئيس حزب الكتائب أمين الجميل أمس، ما يعني أن هناك «مايسترو» واحد «أعد وأخرج» السيناريو ضد سماحة ويريد الاستثمار السياسي من خلاله، على غرار ما حصل بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي استغلت دماؤه لغايات فئوية ولربط لبنان بالمشروع الأميركي.
ولاحظت مصادر مطلعة أنه جرى توزيع أدوار بين هذا الفريق لناحية إطلاق هذه المواقف كما فعل رئيس حزب الكتائب أمين الجميل في مؤتمره الصحافي أمس.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، لا بل واصلت القوى الأمنية الحديث عن العملية متبنية التسريبات التي جرت في اليومين الماضيين، وذلك من خلال التنويه الذي أعطاه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لرئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن، ما يشكل نموذجاً من نماذج استثمار هذا الملف الذي لم يدخل دائرة القضاء الفعلي إلا اعتباراً من يوم أمس.
في هذا الوقت لم يصدر عن فريق 8 آذار أي موقف جديد وفضّلت أطراف هذا الفريق انتظار القضاء رافضة الدخول في أي رد فعل على محاولات الاستثمار السياسي لهذه المسألة.
سماحة إلى الفياضية
وكان قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا قد استمع أمس إلى سماحة على مدى ثلاث ساعات ونصف الساعة بحضور وكيله المحامي مالك السيد، وبعدها نقل سماحه إلى سجن الشرطة العسكرية في الفياضية على أن يحدد له القاضي أبو غيدا جلسة ثانية في وقت لاحق.
وقد حضر المحامي السيد جلسة الاستجواب بعد أن تلقى وعداً من وزير العدل شكيب قرطباوي بفتح تحقيق حول الجهة التي قامت بتسريب أخبار عن التحقيق مع سماحة في فرع المعلومات. وذكر أن دفاع سماحة ادعى على المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والعقيد وسام الحسن بتهمة تسريب معلومات عن التحقيق.
وبعد انتهاء جلسة الاستجواب قال المحامي السيد إن التحقيق يسير بطريقة جيدة معرباً عن أمله في أن يبقى المسار القضائي بعيداً عن الضغوط السياسية، متمنياً على الإعلام توخي الحذر في أي تسريبات.
وأوضح اننا «اكتشفنا أن موضوع التسريب مضر جداً في مسار التحقيق». وإذ شدد على أنه «لا يمكن أن نتكلم بسرية التحقيق»، اعتبر أن «من بديهيات الأمور أن أي شخص يشهد، يجب أن يكون بتصرف التحقيق، وإلا لا تتجلى الحقيقة بالنواحي كافة». وقال: «هناك إعادة تحقيق بكل نقطة في فرع المعلومات وبعيداً عن الضغط على المدعى عليه».
وقد سمح للوزير سماحة بعد انتهاء جلسة التحقيق بلقاء عائلته في مكتب أبو غيدا.
مصادر أمنية
وفي معلومات خاصة لـ«البناء» أن مسار التحقيق مختلف عما جرى تسريبه من معلومات. وقالت مصادر مطلعة إن الأمور ليست كما يجري تصويرها من قبل بعض السياسيين، مشيرة إلى ان استكمال التحقيق سيضيء على الكثير من اللغط الذي حصل في الأيام الماضية.
ومساء أمس أوضحت قناة «المنار» نقلاً عن مصادر قضائية أن سماحة تراجع عن إفادته التي أدلى بها أمام فرع المعلومات، وقال إنه استدرج عبر المخبر كفوري إلى كمين نصبه له فرع المعلومات، لافتاً إلى أنه «قال ما قال تحت الضغط النفسي». وأعلن أن الهدف من المتفجرات وضعها على الحدود الشمالية لمنع تهريب المسلحين والسلاح عبر الحدود الى سورية.
كذلك ذكرت بعض وسائل الإعلام أن سماحة تراجع عن أقواله السابقة. ونقلت عن مصادر مطلعة أن الدفاع أصر على إحضار ميلاد كفوري للتحقيق معه وعدم الاكتفاء بما أدلى به عند فرع المعلومات باعتباره «الشاهد الملك» في قضية سماحة، مشيرة إلى أنه «لم يعرف إذا كان سيمثل أمام القضاء باعتبار أن هناك كلاماً أنه صار خارج لبنان».
كما تحدثت معلومات عن تعميم اسم المدعو ميلاد كفوري على الأمن العام من أجل معرفة وجهة سفره.
ولوحظ في هذا الإطار أيضاً إصرار بعض المصادر الأمنية التي باتت معروفة للجميع على تسريب المعلومات السابقة نفسها حول اتهام سماحة، ما يعني أن معدي هذا «السيناريو» مصممون على استكماله بغض النظر عن طبيعة التحقيق في القضاء العسكري.
لا جلسة حوار الخميس
على صعيد آخر، بات في شبه المؤكد أن فريق «14 آذار» لن يشارك في جلسة الحوار التي كان قد دعا إليها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يوم بعد غد الخميس. وفيما أشارت أوساط بعبدا إلى أن الرئيس سليمان لم يتبلغ أي شيء من فريق المعارضة حول مشاركته أم عدمها في جلسة الحوار، توقعت مصادر متابعة أن يتبلغ سليمان اليوم موقف قوى «14 آذار».
وقالت المصادر إن ما يطرحه هذا الفريق من شروط للعودة إلى جلسات الحوار ليس سوى غطاء سياسياً لرفض هذه المشاركة. وأوضحت أن السعودية وعبر رئيس استخباراتها بندر بن سلطان هي التي طلبت من هذا الفريق وقف مشاركته في الحوار بانتظار ما ستؤول إليه التطورات الإقليمية خاصة الوضع في سورية، علماً ان بندر بن سلطان كان يراهن على حصول تطورات سلبية في سورية تنسجم مع ارتباطه بالمشروع الأميركي ـ «الإسرائيلي».
وقد عبّرت مصادر بارزة في 8 آذار عن استيائها من هذا التعاطي ملاحظة أنه ينطوي على موقف لا مسؤول بل يتعارض مع أبسط حدود المسؤولية في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد، واصفة موقف المعارضة بأنه استهتار بكل ما يتصل بالحياة السياسية.
الراعي في عكّار
على صعيد آخر، بدأ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أمس جولة له في منطقة عكار تستمر لأربعة أيام سيتنقل خلالها في معظم مدنها وقراها، وكانت نقطة الانطلاق من منطقة العبدة التي أكد منها أن منطقة عكار هي أرض سلام وتفاهم وتعاون واعتدال، وفيها تجدد الولاء الكامل للبنان والالتزام بميثاق العيش المشترك الإسلامي ـ المسيحي.
وإذ شدد على أن عكار هي رمز الشهادة والعنفوان والخزان البشري للدولة بكل مؤسساتها العسكرية والأمنية طالب كل الوزراء والمسؤولين بالعمل لتأمين احتياجات المنطقة وتفعيل الإنماء على كل المستويات تلبية لاحتياجات أهل هذه المنطقة وما يمكنهم من البقاء في أرضهم.
ومن العبدة انتقل الراعي إلى حلبا وببنين وبرقايل وقبعيت وحرار وبقرزلا والحصنية على أن يتابع جولته اليوم على عدد من القرى والبلدات.
وفي بلدة الحصنية، نظمت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي استقبالاً للبطريرك الراعي عند نصب شهداء الحزب القومي في البلدة، وكان في مقدمة المستقبلين عميد القضاء ومنفذ عام عكار في الحزب عصام بيطار وعدد من مسؤولي الحزب وفاعليات وحشد من القوميين والمواطنين.
وبعد كلمة لبيطار رحّب فيها باسم رئيس الحزب النائب أسعد حردان وباسم القوميين في عكار بالبطريرك الراعي، ألقى البطريرك كلمة شكر فيها القوميين على الاستقبال الحار، وأكد على مبدأ «الشركة والمحبة» الذي هو بمثابة دعوة صريحة وصادقة وضرورية للوحدة بين الجميع، معتبراً أن الانقسام والخلافات عوامل تفتيت للوطن والوحدة.
وفي لفتة إلى شهداء الحزب القومي في عكار شدّد البطريرك على أهمية معنى الشهادة وأبعاده الوطنية، معتبراً أن شهداء الحزب القومي هم شهداء الوطن.
الوضع السوري
أما في الشأن السوري، فقد واصلت القوات السورية عملية تطهير بعض أحياء حلب وبعض «الجيوب» في مناطق أخرى. وذكرت قناة «الدنيا» أن الجهات المختصة لاحقت الإرهابيين في مدينة أريحا والأحراج المجاورة لها.
دمشق ترحّب
ببيان اجتماع طهران
إلى ذلك، رحبت الخارجية السورية بالبيان الذي صدر عن اجتماع طهران التشاوري وقالت في بيان لها إنها «تابعت باهتمام مجريات اجتماع طهران التشاوري حول سورية بهدف تعزيز جميع الجهود الدولية والإقليمية لمساعدة سورية على إيجاد مخرج للأزمة، وعلى أساس تنفيذ خطة البنود الستة للمبعوث الأممي السابق كوفي أنان وتحضير الأرضية المناسبة لحوار وطني في مناخ سلمي بين أبناء الشعب السوري».
واوضحت الخارجية انها «ستواصل العمل البناء على هذه المبادرات الإيجابية والتواصل مع الدول المعنية بكل ما يساعد على تشجيع المبادرات البناءة التي تهدف لمساعدة سورية».
كذلك أعرب سفير سورية في طهران حامد حسن عن ترحيب الحكومة السورية بالمحادثات البناءة والحوار المنطقي مع المجموعات المعارضة في سورية، والشرط الأساسي لهذه المحادثات هو أن تكون بإشراف الرئيس السوري بشار الأسد، لافتاً إلى أن «سورية كانت سباقة دوماً في مجال تطبيق الإصلاحات».
شعبان تزور بكين
في المواقف، أعلنت الصين أن مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان ستزور الصين للقاء وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي»، وأضافت أن «الصين تفكر أيضاً في دعوة عدد من أعضاء المعارضة السورية لزيارة البلاد لتعزيز الحل السياسي للمشكلة السورية».
من جهته، دعا أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو خلال اجتماع وزراء خارجية المنظمة في السعودية إلى «ضرورة وقف أعمال العنف ورأى «أن سورية تعيش مآسي حرب طاحنة».
غاي يدعو إلى الحوار
إلى ذلك، دعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين العاملة في سورية الجنرال باباكار غاي أمس طرفي النزاع للانتقال من منطق المواجهة الى منطق الحوار، مؤكداً استعداد المنظمة الدولية لدعم حوار وطني بين السوريين.
وأشار غاي في مؤتمر صحافي عقده في دمشق إلى ان العنف يزداد في العديد من المناطق السورية، معربا عن أسفه لاستمرار طرفي النزاع بالقتال وعدم التزامهما بوعودهما.
وقال ان «هناك هجمات من قبل المعارضة السورية المسلحة في الريف ضد أفراد الحكومة وهناك استخدام عشوائي للاسلحة الثقيلة من قبل الحكومة».
تقرير روسي:
«الجيش الحرّ» أمام هزيمة
في سياق متصل، أشارت صحيفة «أرغومنتي نيديلي» الروسية إلى أن «الجيش السوري يخوض معركة حاسمة في حلب التي احتشد فيها ما يقرب من عشرة آلاف مقاتل من المرتزقة.
ولفتت الصحيفة إلى ان «وجود المدنيين والدروع البشرية هو ما يعرقل استخدام الجيش للمدفعية الثقيلة والطيران، حيث انحصر استخدامهما في المناطق الخالية من المدنيين»، مشيرة إلى ان «التصريحات التي تطلقها قيادات «الجيش الحر» على أنهم سيتجنبون في المرحلة المقبلة الدخول في مواجهة مباشرة مع الجيش النظامي ويزيدون من اعتمادهم على أسلوب حرب الاستنزاف، وهذه التصريحات إن دلت على شيء فإنما تدل على أن هزيمة «الجيش الحر» باتت وشيكة.
عطل في طائرة سورية
في مجال آخر، نقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري اعلانه عن ان إحدى الطائرات السورية المقاتلة تعرضت لعطل فني طارئ خلال قيامها بتنفيذ طلعة تدريبية اعتيادية في المنطقة الشرقية، موضحا ان العطل الطارئ في الطائرة أدى إلى تعطل أجهزة القيادة وعدم إمكانية متابعة الطيران ما دفع الطيار إلى مغادرتها بالمقعد المقذوف ولا تزال عملية البحث جارية عنه.
وفي هــذا الإطار، ادعى «الجيش السوري الحر» أنه أسقــط مقاتلة سورية في دير الزور.
أسئلة كثيرة طرحت في الساعات الماضية خاصة مع بعض المعلومات التي تسربت بطريقة أو بأخرى عن مضمون التحقيق الذي أجراه قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا أمس مع سماحة والذي سيستكمله في وقت لاحق.
وما زاد من الشكوك أن ما سرب من معلومات يكشف معطيات جديدة عن قضية الشاهد الرئيسي المدعو ميلاد كفوري الذي يبدو أن هناك من قام بتهريبه إلى خارج لبنان قبل لجوء فرع المعلومات إلى توقيف سماحة لغايات وخلفيات يفترض أن يظهرها التحقيق العسكري لاحقاً. كما أن ما زاد من الشكوك حول الاتهامات التي جرى تسريبها أن كفوري الذي يحمل جوازاً أجنبياً كان قد زار «إسرائيل» لمرات عدة في فترات سابقة وآخرها ليس ببعيد، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول «المسلسل الهوليودي» الذي جرى تركيبه.
لذلك، لا تستبعد مصادر متابعة ـ وبغض النظر عما إذا كان سماحة قد أخطأ في مكان ما ـ أن يكون ما يحصل اليوم مشابهاً للسيناريو الذي جرى تركيبه في العام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري بحيث أفضى هذا السيناريو في حينه إلى توقيف الضباط الأربعة بناء على شهادة زور كان قد قدمها «ما يسمى» الشاهد الملك زهير الصديق، وتبين لاحقاً أن كل «السيناريو» جرى ترتيبه خارجياً مع بعض المتورطين في «تيار المستقبل» لتبرير الانقلاب الذي قام به فريق «14 آذار» بدعم أميركي وغربي.
سيناريو الـ2005
وانطلاقاً من ذلك، تشير المعطيات إلى أن هناك من أعد «سيناريو» مشابهاً لما حصل العام 2005، لكن هذه المرة يراد منه وضع لبنان داخل الجبهة المضادة التي تتآمر ضد سورية. وهو ما ظهر من خلال دعوة بعض قيادات «14 آذار» إلى إلغاء كل المعاهدات مع سورية وصولاً إلى قطع العلاقة معها. ويبدو أن هناك من يصغي إلى هذا السيناريو من داخل الحكومة وخارجها، ما يعرض البلاد لأزمة خطيرة في المرحلة المقبلة في حال أمعن أصحاب الرؤوس الحامية في غيهم والبناء على الشائعات والتسريبات، إذ إن بعض هؤلاء لا يريد انتظار التحقيق العسكري، بل ذهب إلى تحديد روزنامة على الحكومة أن تعمل بها ضد سورية بناء على تسريبات ومعلومات يبدو أنها غير دقيقة في الحد الأدنى، إذا لم تكن كلها «مركبة» من أجهزة داخلية بالتضامن الكامل مع أجهزة خارجية،
وهو الأمر الذي ذهب إليه رئيس حزب الكتائب أمين الجميل أمس، ما يعني أن هناك «مايسترو» واحد «أعد وأخرج» السيناريو ضد سماحة ويريد الاستثمار السياسي من خلاله، على غرار ما حصل بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي استغلت دماؤه لغايات فئوية ولربط لبنان بالمشروع الأميركي.
ولاحظت مصادر مطلعة أنه جرى توزيع أدوار بين هذا الفريق لناحية إطلاق هذه المواقف كما فعل رئيس حزب الكتائب أمين الجميل في مؤتمره الصحافي أمس.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، لا بل واصلت القوى الأمنية الحديث عن العملية متبنية التسريبات التي جرت في اليومين الماضيين، وذلك من خلال التنويه الذي أعطاه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لرئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن، ما يشكل نموذجاً من نماذج استثمار هذا الملف الذي لم يدخل دائرة القضاء الفعلي إلا اعتباراً من يوم أمس.
في هذا الوقت لم يصدر عن فريق 8 آذار أي موقف جديد وفضّلت أطراف هذا الفريق انتظار القضاء رافضة الدخول في أي رد فعل على محاولات الاستثمار السياسي لهذه المسألة.
سماحة إلى الفياضية
وكان قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا قد استمع أمس إلى سماحة على مدى ثلاث ساعات ونصف الساعة بحضور وكيله المحامي مالك السيد، وبعدها نقل سماحه إلى سجن الشرطة العسكرية في الفياضية على أن يحدد له القاضي أبو غيدا جلسة ثانية في وقت لاحق.
وقد حضر المحامي السيد جلسة الاستجواب بعد أن تلقى وعداً من وزير العدل شكيب قرطباوي بفتح تحقيق حول الجهة التي قامت بتسريب أخبار عن التحقيق مع سماحة في فرع المعلومات. وذكر أن دفاع سماحة ادعى على المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والعقيد وسام الحسن بتهمة تسريب معلومات عن التحقيق.
وبعد انتهاء جلسة الاستجواب قال المحامي السيد إن التحقيق يسير بطريقة جيدة معرباً عن أمله في أن يبقى المسار القضائي بعيداً عن الضغوط السياسية، متمنياً على الإعلام توخي الحذر في أي تسريبات.
وأوضح اننا «اكتشفنا أن موضوع التسريب مضر جداً في مسار التحقيق». وإذ شدد على أنه «لا يمكن أن نتكلم بسرية التحقيق»، اعتبر أن «من بديهيات الأمور أن أي شخص يشهد، يجب أن يكون بتصرف التحقيق، وإلا لا تتجلى الحقيقة بالنواحي كافة». وقال: «هناك إعادة تحقيق بكل نقطة في فرع المعلومات وبعيداً عن الضغط على المدعى عليه».
وقد سمح للوزير سماحة بعد انتهاء جلسة التحقيق بلقاء عائلته في مكتب أبو غيدا.
مصادر أمنية
وفي معلومات خاصة لـ«البناء» أن مسار التحقيق مختلف عما جرى تسريبه من معلومات. وقالت مصادر مطلعة إن الأمور ليست كما يجري تصويرها من قبل بعض السياسيين، مشيرة إلى ان استكمال التحقيق سيضيء على الكثير من اللغط الذي حصل في الأيام الماضية.
ومساء أمس أوضحت قناة «المنار» نقلاً عن مصادر قضائية أن سماحة تراجع عن إفادته التي أدلى بها أمام فرع المعلومات، وقال إنه استدرج عبر المخبر كفوري إلى كمين نصبه له فرع المعلومات، لافتاً إلى أنه «قال ما قال تحت الضغط النفسي». وأعلن أن الهدف من المتفجرات وضعها على الحدود الشمالية لمنع تهريب المسلحين والسلاح عبر الحدود الى سورية.
كذلك ذكرت بعض وسائل الإعلام أن سماحة تراجع عن أقواله السابقة. ونقلت عن مصادر مطلعة أن الدفاع أصر على إحضار ميلاد كفوري للتحقيق معه وعدم الاكتفاء بما أدلى به عند فرع المعلومات باعتباره «الشاهد الملك» في قضية سماحة، مشيرة إلى أنه «لم يعرف إذا كان سيمثل أمام القضاء باعتبار أن هناك كلاماً أنه صار خارج لبنان».
كما تحدثت معلومات عن تعميم اسم المدعو ميلاد كفوري على الأمن العام من أجل معرفة وجهة سفره.
ولوحظ في هذا الإطار أيضاً إصرار بعض المصادر الأمنية التي باتت معروفة للجميع على تسريب المعلومات السابقة نفسها حول اتهام سماحة، ما يعني أن معدي هذا «السيناريو» مصممون على استكماله بغض النظر عن طبيعة التحقيق في القضاء العسكري.
لا جلسة حوار الخميس
على صعيد آخر، بات في شبه المؤكد أن فريق «14 آذار» لن يشارك في جلسة الحوار التي كان قد دعا إليها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يوم بعد غد الخميس. وفيما أشارت أوساط بعبدا إلى أن الرئيس سليمان لم يتبلغ أي شيء من فريق المعارضة حول مشاركته أم عدمها في جلسة الحوار، توقعت مصادر متابعة أن يتبلغ سليمان اليوم موقف قوى «14 آذار».
وقالت المصادر إن ما يطرحه هذا الفريق من شروط للعودة إلى جلسات الحوار ليس سوى غطاء سياسياً لرفض هذه المشاركة. وأوضحت أن السعودية وعبر رئيس استخباراتها بندر بن سلطان هي التي طلبت من هذا الفريق وقف مشاركته في الحوار بانتظار ما ستؤول إليه التطورات الإقليمية خاصة الوضع في سورية، علماً ان بندر بن سلطان كان يراهن على حصول تطورات سلبية في سورية تنسجم مع ارتباطه بالمشروع الأميركي ـ «الإسرائيلي».
وقد عبّرت مصادر بارزة في 8 آذار عن استيائها من هذا التعاطي ملاحظة أنه ينطوي على موقف لا مسؤول بل يتعارض مع أبسط حدود المسؤولية في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد، واصفة موقف المعارضة بأنه استهتار بكل ما يتصل بالحياة السياسية.
الراعي في عكّار
على صعيد آخر، بدأ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أمس جولة له في منطقة عكار تستمر لأربعة أيام سيتنقل خلالها في معظم مدنها وقراها، وكانت نقطة الانطلاق من منطقة العبدة التي أكد منها أن منطقة عكار هي أرض سلام وتفاهم وتعاون واعتدال، وفيها تجدد الولاء الكامل للبنان والالتزام بميثاق العيش المشترك الإسلامي ـ المسيحي.
وإذ شدد على أن عكار هي رمز الشهادة والعنفوان والخزان البشري للدولة بكل مؤسساتها العسكرية والأمنية طالب كل الوزراء والمسؤولين بالعمل لتأمين احتياجات المنطقة وتفعيل الإنماء على كل المستويات تلبية لاحتياجات أهل هذه المنطقة وما يمكنهم من البقاء في أرضهم.
ومن العبدة انتقل الراعي إلى حلبا وببنين وبرقايل وقبعيت وحرار وبقرزلا والحصنية على أن يتابع جولته اليوم على عدد من القرى والبلدات.
وفي بلدة الحصنية، نظمت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي استقبالاً للبطريرك الراعي عند نصب شهداء الحزب القومي في البلدة، وكان في مقدمة المستقبلين عميد القضاء ومنفذ عام عكار في الحزب عصام بيطار وعدد من مسؤولي الحزب وفاعليات وحشد من القوميين والمواطنين.
وبعد كلمة لبيطار رحّب فيها باسم رئيس الحزب النائب أسعد حردان وباسم القوميين في عكار بالبطريرك الراعي، ألقى البطريرك كلمة شكر فيها القوميين على الاستقبال الحار، وأكد على مبدأ «الشركة والمحبة» الذي هو بمثابة دعوة صريحة وصادقة وضرورية للوحدة بين الجميع، معتبراً أن الانقسام والخلافات عوامل تفتيت للوطن والوحدة.
وفي لفتة إلى شهداء الحزب القومي في عكار شدّد البطريرك على أهمية معنى الشهادة وأبعاده الوطنية، معتبراً أن شهداء الحزب القومي هم شهداء الوطن.
الوضع السوري
أما في الشأن السوري، فقد واصلت القوات السورية عملية تطهير بعض أحياء حلب وبعض «الجيوب» في مناطق أخرى. وذكرت قناة «الدنيا» أن الجهات المختصة لاحقت الإرهابيين في مدينة أريحا والأحراج المجاورة لها.
دمشق ترحّب
ببيان اجتماع طهران
إلى ذلك، رحبت الخارجية السورية بالبيان الذي صدر عن اجتماع طهران التشاوري وقالت في بيان لها إنها «تابعت باهتمام مجريات اجتماع طهران التشاوري حول سورية بهدف تعزيز جميع الجهود الدولية والإقليمية لمساعدة سورية على إيجاد مخرج للأزمة، وعلى أساس تنفيذ خطة البنود الستة للمبعوث الأممي السابق كوفي أنان وتحضير الأرضية المناسبة لحوار وطني في مناخ سلمي بين أبناء الشعب السوري».
واوضحت الخارجية انها «ستواصل العمل البناء على هذه المبادرات الإيجابية والتواصل مع الدول المعنية بكل ما يساعد على تشجيع المبادرات البناءة التي تهدف لمساعدة سورية».
كذلك أعرب سفير سورية في طهران حامد حسن عن ترحيب الحكومة السورية بالمحادثات البناءة والحوار المنطقي مع المجموعات المعارضة في سورية، والشرط الأساسي لهذه المحادثات هو أن تكون بإشراف الرئيس السوري بشار الأسد، لافتاً إلى أن «سورية كانت سباقة دوماً في مجال تطبيق الإصلاحات».
شعبان تزور بكين
في المواقف، أعلنت الصين أن مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان ستزور الصين للقاء وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي»، وأضافت أن «الصين تفكر أيضاً في دعوة عدد من أعضاء المعارضة السورية لزيارة البلاد لتعزيز الحل السياسي للمشكلة السورية».
من جهته، دعا أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو خلال اجتماع وزراء خارجية المنظمة في السعودية إلى «ضرورة وقف أعمال العنف ورأى «أن سورية تعيش مآسي حرب طاحنة».
غاي يدعو إلى الحوار
إلى ذلك، دعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين العاملة في سورية الجنرال باباكار غاي أمس طرفي النزاع للانتقال من منطق المواجهة الى منطق الحوار، مؤكداً استعداد المنظمة الدولية لدعم حوار وطني بين السوريين.
وأشار غاي في مؤتمر صحافي عقده في دمشق إلى ان العنف يزداد في العديد من المناطق السورية، معربا عن أسفه لاستمرار طرفي النزاع بالقتال وعدم التزامهما بوعودهما.
وقال ان «هناك هجمات من قبل المعارضة السورية المسلحة في الريف ضد أفراد الحكومة وهناك استخدام عشوائي للاسلحة الثقيلة من قبل الحكومة».
تقرير روسي:
«الجيش الحرّ» أمام هزيمة
في سياق متصل، أشارت صحيفة «أرغومنتي نيديلي» الروسية إلى أن «الجيش السوري يخوض معركة حاسمة في حلب التي احتشد فيها ما يقرب من عشرة آلاف مقاتل من المرتزقة.
ولفتت الصحيفة إلى ان «وجود المدنيين والدروع البشرية هو ما يعرقل استخدام الجيش للمدفعية الثقيلة والطيران، حيث انحصر استخدامهما في المناطق الخالية من المدنيين»، مشيرة إلى ان «التصريحات التي تطلقها قيادات «الجيش الحر» على أنهم سيتجنبون في المرحلة المقبلة الدخول في مواجهة مباشرة مع الجيش النظامي ويزيدون من اعتمادهم على أسلوب حرب الاستنزاف، وهذه التصريحات إن دلت على شيء فإنما تدل على أن هزيمة «الجيش الحر» باتت وشيكة.
عطل في طائرة سورية
في مجال آخر، نقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري اعلانه عن ان إحدى الطائرات السورية المقاتلة تعرضت لعطل فني طارئ خلال قيامها بتنفيذ طلعة تدريبية اعتيادية في المنطقة الشرقية، موضحا ان العطل الطارئ في الطائرة أدى إلى تعطل أجهزة القيادة وعدم إمكانية متابعة الطيران ما دفع الطيار إلى مغادرتها بالمقعد المقذوف ولا تزال عملية البحث جارية عنه.
وفي هــذا الإطار، ادعى «الجيش السوري الحر» أنه أسقــط مقاتلة سورية في دير الزور.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .