الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

الرابع عشر من آب : طعم العودة كان بطعم النصر


ثلاثة وثلاثون يوما وترسانة العدو الصهيوني تصب حمم نيرانها على قرى الجنوب الصامد الذي بقي يتحدى بإرادة ابطاله جيش العدو الذي اذّل وقُهر على اعتاب عيتا وبنت جبيل وحوّل مجاهدو المقاومة الاسلامية نخبة جنودهم ونخبة ترسانتهم الى وهم أكد مرة جديدة مقولة سيد المقاومة أنهم أوهن من بيت العنكبوت .


وكانت الهزيمة النكراء لجيش العدو وكان النصر الإلهي الذي حققته المقاومة الاسلامية في الرابع عشر من آب ، وفي استعادة للذاكرة فإنه بعد ساعات قليلة على وقف العمليات الحربية بدأت قرى و طرقات الجنوب تزدحم بالعائدين رغم علمهم ان لا بيوت ولا دور تأويهم ولكن طعم العودة كان بطعم النصر .

عملت الجرفات على ردم الحفر الكبيرة التي أحدثتها الغارات الجوية لطائرات العدو وسط الطرقات الرئيسية افساحا في المجال لعبور طوابير السيارات العائدة الى قرى الجنوب كافة على الرغم من تواجد عدد من جنود العدو الذين كانوا لازالو متوارين داخل زوايا بعض القرى التي غزوها خلال العدوان .


ففي سهل الخيام حيث أحرق أبطال المقاومة دبابتهم كان يعمل العدو على سحب دبابته المدمرة تحت أنظار العائدين ، المشهد الذي افرح قلب الحاج ابو حسن عواضة العائد الى الخيام التي دمرها العدو الصهيوني بالكامل ولم يبق فيها بيت سالم حيث قال ابو محمد "كنت على علم بتدمير منزلي ومنازل ابنائي ولكن عندما وصلت الى سهل الخيام وشاهدت بأم العين دبابات العدو المحترقة اثلج ذلك المشهد قلبي وقلت للذين من حولي أدفع كل ما أملك مقابل هذا المشهد الذي اعادني عزيزا الى بلدتي شامخا بنصر حققه ابناؤنا على هؤلاء الجنود المهزومين ".

اما القوافل المتوجهة الى مدينة بنت جبيل التي غطت ساحاتها الانقاض وغابت معالم احيائها فقد عمد اهلها الى نصب الخيم امام الركام وراحوا يهنئون بعضهم بالعودة الميمونة وبسلامة ابطال المقاومة .


و المشهد الذي أذهل الداخلين الى بلدة مارون الرأس هو ذاك الرجل الثمانيني الذي خرج من بين الانقاض حيث لم يسلم من بيته سوى غرفة صغيرة آوته وزوجته المقعدة حيث رفضا ترك البلدة وبقيا طوال فترة العدوان يقتاتون البرغل الناشف حيث بادرا الى قول " ما الذي جاء بكم فمنذ قليل مرّ جنود العدو من هنا ".

نعم مرّ جنود العدو من هنا حاملين قتلاهم وجرحاهم الذين ظنوا ان الدخول الى قرى الجنوب سيكون سهلا لكنهم ادركوا ان المقاومة اعادت كتابة التاريخ من جديد ومحت من صفحات العروبة سطور الهزيمة لتكتب بما سطرت من ملاحم ان شعبنا ومقاومتنا هزموا عدوا لم يعتد على الهزيمة ودونوا في اسفارهم جملة جديدة " لقد هزمنا حزب الله ".



فاطمة شعيب ـ الجنوب

0 التعليقات:

إرسال تعليق

على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .