ميسم رزق - الأخبار
![]()
هكذا تبدو اليوم صورة الوضع المالي
للامبراطورية الزرقاء. حديث عن عمليات بيع يقوم بها وريث العائلة السياسي
في طرابلس وعكّار، تنغل رؤوس المنتمين إلى التيار بالأوهام. مستقبل زعيم
«المستقبل» مجهول. ومستقبلهم هم ينقلهم يومياً إلى عوالم التحليل، باحثين
عن إجابات شافية، ليأتيهم الرد ببرود لا يتماهى مع غليانهم: «السؤال
ممنوع». هكذا صار المناخ في تيار المستقبل.
منذ عام تقريباً «فاحت» رائحة الازمة. لم
يعرف كثيرون التفاصيل. انشغلوا بانعكاساتها على الموظفين العاملين في
وسائله الإعلامية، والاجتماعية والادارية. 300 عائلة باشرت عملية التعايش
مع «الايام العجاف» للزعيم الشاب، ورزحوا تحت عبء الديون وتسديد القروض
المصرفية.
بقدرة سعودية كما هي العادة. وبعد ستّة
أشهر من توقف «الحنفية» المالية، عادت المياه الى الجريان. ثم عاودت الأزمة
تتفاقم منذ فترة ثلاثة أشهر، لتلقي بظلالها هذه المرة، لا على المؤسسات
الاعلامية بل على كل المؤسسات. علماً أن الشحّ المالي الذي يعانيه التيار،
بدأ يطال «كبار القوم» داخله، حتّى ضمن الدائرة الضيقة اللصيقة بسعد، والتي
يمكن وصف عائداتها المالية بالكبيرة نسبياً، نظراً لما يتقاضاه الآخرون،
وهؤلاء لم يستشعروا النار إلا أخيراً.
موظفون اداريون وعناصر من الحرس الخاص
والأمن المكلف حماية المؤسسات والمكاتب، عبّروا عن تذمرهم بعد توقف صرف
رواتبهم منذ حوالي خمسة أشهر. في ظل قلق يرتسم حول مصير أتعابهم المؤجل،
فيما تزداد الهواجس لدى البعض من احتمال إقفال هذه المؤسسات.
لا يستطيع هؤلاء التعليق في ما بينهم حتّى
لجهة الموضوع. ولا يحق لهم رمي التساؤلات عند أبواب المرجعيات المعنية.
بات ذلك بمثابة «ضرب من الجنون» عند المسؤولين الذين يعتبرون أن «خدمة
المشروع السياسي الذي يمثلّه الحريري تقتضي التسليم بالأمر الواقع».
لا يطلب العاملون في التيار ومؤسساته أكثر
من «موقف» يوضح حقيقة الأزمة، حتّى يباشر هؤلاء البحث عن لقمة عيشهم في
مكان آخر». يقول بعضهم إنهم باتوا عرضة للتهكّم، ولم «يعد أحد يقبل تسليفهم
الأموال لمجرّد أنهم ينتمون إلى التيار»، وهذا يعني أن « الأموال ستذهب
إلى غير رجعة».
الهارب من ديونه يجول في يخته بعيدا عن
ضجيج المتضررين. فكّ ارتباطه مبدئياً، بأولئك الذين ناصروه وعاهدوه على
إكمال المسيرة، بعد استشهاد والده. لم يرث منه لقب «أبو الفقير». بات هو
نفسه فقيراً بخدماته، ومساعداته، وحتّى بسياسة الاحتواء التي انتهجها
الحريري الأب.
بين الحريري وهؤلاء، طاقم صغير يمنعهم من
الالتقاء به. افراد هذا الطاقم يتمتعون حصريا برؤية الرجل والتواصل معه
مباشرة. وهم عدد قليل بينهم الاقارب من نادر واحمد الحريري، والمستشارون من
باسم السبع الى هاني حمود بالاضافة الى الصديق السياسي الدائم مروان
حمادة. الباقون خارج الصورة وبعيدون عن قاعدة التيار، التي تتحدث عن
تهرّبهم من الكثير من اللقاءات مع الوفود التي تلاحقهم بالاستفسار، لا سيما
أحمد الحريري.
على خط الإعلام المرئي، لا دخان كثيراً
يلف القنوات الإخبارية. من المعروف أن الحريري خصّص لها مبلغاً كبيراً من
الأموال لا تزال «تسكّج» عليه، عندما باشر بدفع التعويضات للموظفين
المصروفين سابقاً.
![]()
لا يبدو الحريري هارباً من القضاء والقدر،
خوفاً على حياته من التهديد الأمني فقط. ديونه السياسية والمالية تدفعه
أيضاً للهرب. هناك لا مصير واضحاً لأزمته المالية، باستثناء الحديث «الطالع
نازل» تارة عن مشاريعه وأعماله، وتارة أخرى عن نشاطاته الصيفية. هنا، صورة
أخرى تلفّ «المستقبل». هنا مؤسسات خدماتية أقفلت في معاقل الحريري،
ومؤسسات أخرى تنتظر الإقفال أو الفرج. هنا أيضاً، إمبراطورية زرقاء تُروى
من دم الشهيد فقط!
|
السبت، 11 أغسطس 2012
لحظة الوفاء: رجال الحريري يسددون ديونه!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .