
مصادر متابعة لحركة الأسير تكشف أن "أسباباً عدة أوصلته الى ما هو عليه اليوم، والى العدول عن الإعلان عن الجناح العسكري، منها ما هو صيداوي داخلي ومنها ما يتخطى حدود بوابة الجنوب".
وبحسب الأوساط عينها، ففي الداخل الصيداوي، فشل الأسير في إستغلال عائلتي مرافقيه لبنان العزي وعلي سمهون الذين قتلا في حادث تعمير عين الحلوة، إذ كان يريد أن يضع أهالي القتيلين في الواجهة كي يرفع السقف عالياً ويشرعن سلاحه كل ذلك تحت حجة أن هؤلاء يريدون الإنتقام على قاعدة العين بالعين والسن بالسن فيما لو لم تلق الدولة القبض على قاتلي العزي وسمهون، لا بل صعق الأسير عندما سمع أن عائلة العزي تبحث عن الطريقة المناسبة لنقل جثمان نجلها من الساحة التي دفنه فيها الأسير من دون أي إعلان مسبق الى مدافن العائلة لإنزعاجها مما حصل.
أما على صعيد الأجهزة الأمنية، فلقد وصلت الى الأسير معلومات مفادها أن أي إعلان عن جناح عسكري سيواجه هذه المرة ليس عن طريق قوى الأمن الداخلي التابعة الى وزير الداخلية مروان شربل صاحب نظرية، "توقيف الأسير يفوق قدرات الأجهزة" بل عبر التدخل الفوري للجيش اللبناني، الذي شعر الأسير جيداً بإنتشاره في صيدا بعد حادثة التعمير، ما يعني أن الدولة لن تكون غائبة هذه المرة كما سابقاتها عن صيدا وأن الجيش سيضرب بيد من حديد، وفي نهاية المطاف هل حجم الأسير أكبر من عشيرة آل المقداد التي تضم حوالى 20 ألف نسمة وما يقارب العشرة آلاف مسلح؟
رسائل أخرى من نوع آخر تلقاها الأسير ودفعت به الى التريث عن إعلان الجناح العسكري، وفيها أن الذي قتل العزي وسمهون كان بإمكانه وفي منتهى السهولة أن يصوب على الأسير في لحظة عمت الفوضى فيها مدينة صيدا وبات السلاح يشكل الوسيلة الوحيدة للتخاطب بين الأفرقاء، خصوصاً بعدما نشر على موقع الفايسبوك فيديو يتحث فيه الأسير بعد إغتيال اللواء وسام الحسن عن "المشروع الإيراني الخنزير الذي يرأسه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله" ودائماً بحسب الفيديو المذكور.
إذاً هكذا تراجع الأسير عن خطاباته وعندما تكون الأسباب كثيرة ومتعددة، يتخلى "شيخ المنابر" حتى عن الإعتصام الصيداوي المفتوح الذي لوح في مرحلة معينة بالعودة اليه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .