ادمون ساسين -
طبيعي ما يحصل في مصر اليوم لا بل أن هذا المخاض هو أمر مألوف بعد نجاح ثورة من مكونات مختلفة بالاطاحة بنظام ديموقراطي. ما يحصل هو ثورة على قاطفي ثورة أرادوا الشطح نحو نظام وصفه المعارضون له بالدكتاتوري وشكل أزمة سياسية كبرى بين المعارضة المصرية والاخوان المسلمين . هي أزمة عميقة تشهدها مصر اليوم لكنها طبيعة خصوصا أن الشعب المصري يعيش بكل أطيافه لحظة ثورة سواء كانت ثورة على قاطفي ثورة أو خط دفاع عن نتائج الثور
ة. حافظت مصر على حد
كبير من التماسك الاجتماعي بين مكوناتها التي شاركت في ميدان التحرير
للاطاحة بنظام مبارك وعلى الرغم من بعض الاضطرابات الخطيرة التي وقعت بين
السلفيين والأقباط في مصر الاّ أن الواقع المصري يشير اليوم الى أن
الانقسام ليس في شكل طائفي بين قبطي وسني بل بين نهج يشطح نحو الدكتاتورية
باسم الثورة وبين معارضين يطالبون بنظام ديموقراطي يحترم الفصل بين السلطات
كما بين حكم الشريعة والنظام الاجتماعي السياسي في مصر.
في سوريا ثمة مشهد مغاير تماما لما حصل ويحصل في مصر.
الاختلاف لا لأن وسيلة التغيير هي السلاح ولغة العنف في سوريا. الثورتان انطلقتا من رفض نظام استبدادي حكم عشرات السنوات من دون احترام التعددية السياسية والتنوع والتناوب على السلطة .
الثورتان شهدت مشاركة قوى اسلامية متطرفة اضافة الى مجموعات أخرى لها قناعات مختلفة جذريا عن القوى الاسلامية.
لكن الثورة السورية وقعت وسقطت في فخ الواقع الديموغرافي السوري ففشلت وفقدت صفة الثورة لأنها غرقت في جزء منها في مستنقع ما يعرف بالحرب أهلية. حتى المجتمع الدولي الذي يدعم في جزء كبير منه المسلحين السوريين المعارضين ويمّول ويسهل استمع الى أحدث تقرير للجنة التحقيق الدولية المستقلة المكلفة من قبل الامم المتحدة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان والمجازر وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية في سوريا. التقرير بخلاصته يقول أن أن الصراع السوري وبعد عامين من انطلاق مظاهرات الاحتجاج السلمية في سوريا قد أصبح صراعاً طائفياً بامتياز وان الاقليات المسيحية والدرزية والتركمانية والكردية وكذلك اللاجئين الفلسطينيين في سوريا قد تم جرهم الى الصراع. وأشارت اللجنة إلى أن الاقليات السورية شكلت لجاناً شعبية مسلحة للدفاع عن مناطقها خوفا من التعرض لهجمات المعارضة.
يضيف التقرير انه ومع زيادة حدة التوتر في مختلف المناطق السورية فإن ذلك قد أدى الى اشتباكات مسلحة بين جماعات مسلحة مختلفة على طول خطوط الانقسام الطائفي وهو ما تؤكده الوقائع على الارض في المجتمعات الطائفية المختلطة في مناطق سوريا وخصوصاً حين تحاول المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة السيطرة على مناطق تسكنها أغلبية من الاقليات الموالية للحكومة ولاسيما من العلويين والمسيحيين حيث امدتهم الحكومة بالسلاح والزي العسكري.
و قالت اللجنة ان معظم المقاتلين الأجانب الذين يتوافدون الى سوريا للانضمام الى المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة هم من السنة القادمين من بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا وبما يزيد حدة طائفية الصراع ويدفع جهات فاعلة اخرى الى الدخول فيه كما ذكرت اللجنة أن هناك تقارير يجري التحقق منها عن دخول مقاتلين شيعة من العراق أتوا الى سوريا كما أن هناك عناصر من حزب الله يقاتلون في سوريا. التقرير يتحدث عن اعدامات وتصفيات مذهبية بين الطرفين .
هكذا واستنادا الى هذا التقرير وغيره من التقارير والشهادات والوقائع المنقولة فان الواقع الديموغرافي في سوريا جعل الثورة السورية تخرج عن هدفها المعلن وساهم العدد الكبير من مقاتلي المعارضة غير السوريين والذين تمرسوا مع القاعدة أو مجموعات أخرى لا تقل تطرفا ساهموا بتكريس الاعتداء الأهلي على مناطق الأقليات التي تخشى مرحلة ما بعد الثورة . من هنا يخلص التقرير الدولي الى ضرورة الاسراع في ايجاد الحل السياسي للوضع في سوريا. والسؤال الواقعي الذي يطرح: ما مصير وحدة سوريا اذا سقط النظام السوري وما مصير الأقليات في سوريا ومناطقها التي تحميها اليوم لجان شعبية من هجمات المسلحين المعارضين؟
وبالتالي اذا كانت الثورة السورية تشهد فصول الحرب الأهلية فكيف يمكن بلورة الوحدة الوطنية اذا انتصرت ؟ والمجموعات المتطرفة التي تشكل اليوم عصب الثورة السورية وتكفر كل هذه الأقليات مجتمعة وتحلل دمها وقدمت نموذجا عن فكرها في تصفيات وتهجير وقتل ومحاصرة وخطف على اساس مذهبي كيف ستتصرف هذه المجموعات اذا انتصرت على النظام السوري ؟
للأسف تحولت الثورة السورية الى هاجس يقلق الأقليات بعدما شاهدوا تشوهاتها في عمق حرب أهلية لا تشكل طموح الأكثرية الطائفية في سوريا التي كانت تطمح الى ثورة ديموقراطية سلمية تحولت الى مسلحة متطرفة سقطت سلفا ولو وصلت يوما الى السلطة.
طبيعي ما يحصل في مصر اليوم لا بل أن هذا المخاض هو أمر مألوف بعد نجاح ثورة من مكونات مختلفة بالاطاحة بنظام ديموقراطي. ما يحصل هو ثورة على قاطفي ثورة أرادوا الشطح نحو نظام وصفه المعارضون له بالدكتاتوري وشكل أزمة سياسية كبرى بين المعارضة المصرية والاخوان المسلمين . هي أزمة عميقة تشهدها مصر اليوم لكنها طبيعة خصوصا أن الشعب المصري يعيش بكل أطيافه لحظة ثورة سواء كانت ثورة على قاطفي ثورة أو خط دفاع عن نتائج الثور
في سوريا ثمة مشهد مغاير تماما لما حصل ويحصل في مصر.
الاختلاف لا لأن وسيلة التغيير هي السلاح ولغة العنف في سوريا. الثورتان انطلقتا من رفض نظام استبدادي حكم عشرات السنوات من دون احترام التعددية السياسية والتنوع والتناوب على السلطة .
الثورتان شهدت مشاركة قوى اسلامية متطرفة اضافة الى مجموعات أخرى لها قناعات مختلفة جذريا عن القوى الاسلامية.
لكن الثورة السورية وقعت وسقطت في فخ الواقع الديموغرافي السوري ففشلت وفقدت صفة الثورة لأنها غرقت في جزء منها في مستنقع ما يعرف بالحرب أهلية. حتى المجتمع الدولي الذي يدعم في جزء كبير منه المسلحين السوريين المعارضين ويمّول ويسهل استمع الى أحدث تقرير للجنة التحقيق الدولية المستقلة المكلفة من قبل الامم المتحدة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان والمجازر وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية في سوريا. التقرير بخلاصته يقول أن أن الصراع السوري وبعد عامين من انطلاق مظاهرات الاحتجاج السلمية في سوريا قد أصبح صراعاً طائفياً بامتياز وان الاقليات المسيحية والدرزية والتركمانية والكردية وكذلك اللاجئين الفلسطينيين في سوريا قد تم جرهم الى الصراع. وأشارت اللجنة إلى أن الاقليات السورية شكلت لجاناً شعبية مسلحة للدفاع عن مناطقها خوفا من التعرض لهجمات المعارضة.
يضيف التقرير انه ومع زيادة حدة التوتر في مختلف المناطق السورية فإن ذلك قد أدى الى اشتباكات مسلحة بين جماعات مسلحة مختلفة على طول خطوط الانقسام الطائفي وهو ما تؤكده الوقائع على الارض في المجتمعات الطائفية المختلطة في مناطق سوريا وخصوصاً حين تحاول المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة السيطرة على مناطق تسكنها أغلبية من الاقليات الموالية للحكومة ولاسيما من العلويين والمسيحيين حيث امدتهم الحكومة بالسلاح والزي العسكري.
و قالت اللجنة ان معظم المقاتلين الأجانب الذين يتوافدون الى سوريا للانضمام الى المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة هم من السنة القادمين من بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا وبما يزيد حدة طائفية الصراع ويدفع جهات فاعلة اخرى الى الدخول فيه كما ذكرت اللجنة أن هناك تقارير يجري التحقق منها عن دخول مقاتلين شيعة من العراق أتوا الى سوريا كما أن هناك عناصر من حزب الله يقاتلون في سوريا. التقرير يتحدث عن اعدامات وتصفيات مذهبية بين الطرفين .
هكذا واستنادا الى هذا التقرير وغيره من التقارير والشهادات والوقائع المنقولة فان الواقع الديموغرافي في سوريا جعل الثورة السورية تخرج عن هدفها المعلن وساهم العدد الكبير من مقاتلي المعارضة غير السوريين والذين تمرسوا مع القاعدة أو مجموعات أخرى لا تقل تطرفا ساهموا بتكريس الاعتداء الأهلي على مناطق الأقليات التي تخشى مرحلة ما بعد الثورة . من هنا يخلص التقرير الدولي الى ضرورة الاسراع في ايجاد الحل السياسي للوضع في سوريا. والسؤال الواقعي الذي يطرح: ما مصير وحدة سوريا اذا سقط النظام السوري وما مصير الأقليات في سوريا ومناطقها التي تحميها اليوم لجان شعبية من هجمات المسلحين المعارضين؟
وبالتالي اذا كانت الثورة السورية تشهد فصول الحرب الأهلية فكيف يمكن بلورة الوحدة الوطنية اذا انتصرت ؟ والمجموعات المتطرفة التي تشكل اليوم عصب الثورة السورية وتكفر كل هذه الأقليات مجتمعة وتحلل دمها وقدمت نموذجا عن فكرها في تصفيات وتهجير وقتل ومحاصرة وخطف على اساس مذهبي كيف ستتصرف هذه المجموعات اذا انتصرت على النظام السوري ؟
للأسف تحولت الثورة السورية الى هاجس يقلق الأقليات بعدما شاهدوا تشوهاتها في عمق حرب أهلية لا تشكل طموح الأكثرية الطائفية في سوريا التي كانت تطمح الى ثورة ديموقراطية سلمية تحولت الى مسلحة متطرفة سقطت سلفا ولو وصلت يوما الى السلطة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .