وفي مواجهة هذه التحركات اعتمد آل سعود طريق القمع والاضطهاد، ولكن هذه المرة مباشرة من قبل الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي نكص بكل وعود الإصلاح التي قطعها لشعبه وللعالم رغم عمليات التجميل التي تحاول الأمبرطورية الإعلامية السعودية إصباغها على مملكة الظلام السعودية.

وحسب مصادر غربية عليمة وصل قائد الحرس الوطني متعب بن عبد الله آل سعود على عجل إلى منطقة القطيف في 8 تموز الماضي للإشراف على عملية نشر 1200 من الحرس الوطني في المنطقة بناء على طلب أميرها محمد بن فهد آل سعود للمساعدة على قمع التحركات والتظاهرات الشعبية المناهضة لآل سعود.
المصادر تنقل عن دبلوماسيين غربيين يعملون في الرياض قولهم أن الاحتجاجات أصبحت تجري بشكل يومي منذ شهر حزيران وتحصل المواجهات يوميا بين محتجين من سكان المنطقة والأمن والشرطة السعوديين على خلفية اعتقال السعودية للشيخ نمر النمر وللشيخ توفيق العامر الذين تتهمهم السلطات السعودية بتأجيج المشاعر والاحتجاجات ضد العائلة السعودية الحاكمة عبر خطب تنادي بالثورة ضد آل سعود. وتضيف المصادر أن السلطات السعودية والسفارات الغربية تأخذ على محمل الجد البيان الذي وزعته مجموعة غير معروفة باسم (الشباب الثائر في القطيف) تدعو فيه إلى تفجير المنشآت النفطية.

ويبدو أن بدء حركات الاحتجاج بصورة يومية أرعب العائلة السعودية الحاكمة فعمد الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى إعادة لملمة صفوف العائلة لمواجهة وصول موجة الربيع العربي إلى السعودية وهو قام باسترضاء إخوته المعترضين على تعيين سلمان وليا للعهد دون عقد اجتماع لهيئة البيعة لانتخابه عبر إعطائهم المال كما حصل مع شقيقه عبد الرحمن بن عبد العزيز كما انه أعاد بندر بن سلطان إلى المخابرات العامة وعمد إلى استرضاء آل فهد عبر استقباله عبد العزيز بن فهد الذي يعيش في الخارج منذ عشرين شهرا رغم توليه منصب وزير كامل الصلاحية..
وعود لأهل القطيف نكث بها عبد الله بن عبد العزيز..

بعيد تبوئه عرش السعودية نصح بعض المستشارين اللبنانيين المحيطين بعبدالله بن عبد العزيز الأخير بالقيام بحملة علاقات عامة يظهر من خلالها للغرب تحديدا انه ملك إصلاحي ويريد إحداث تغييرات جذرية في ملف حقوق الإنسان والحريات العامة وتحجيم دور المؤسسة الدينية في بلاده، وقد أوكل الملك عبدالله إلى رئيس الديوان الملكي مستشاره خالد التويجري مهمة الاتصال بمعارضين شيعة وأعطى عبد الله رئيس ديوانه صلاحيات واسعة في تقديم ضمانات لمن يعود منهم إلى المملكة تقول شخصية عربية مقربة من العائلة السعودية الحاكمة، مضيفة أن التويجري نجح في إقناع البعض بالرجوع إلى السعودية وأمن لهم اجتماعا مع الملك وأثناء الاجتماع قال عبد الله للحاضرين أطلبوا (وهذه طريقة في عرض العطايا) فلم يجيب احد من الحاضرين فكرر عبد الله كلامه، فأخرج احد الحاضرين كتابا مدرسيا سعوديا يدرس للأطفال في المنهاج التعليمي السعودي وعرض على الملك كيف يكفر الشيعة في هذا الكتاب، قائلا أن أولادنا يقرأون تكفيرهم وذمهم في المدارس فأبدى الملك استغرابه لما رآه ومن ثم تكلم الوفد بقضايا حقوقية فوعد عبدالله بتغيير جذري ونهائي في نقاط عديدة ومحددة اتفق عليها غير أنه بعد عشر سنوات من هذا الاجتماع لم ينفذ بند واحد من وعود الملك عبدالله، وخلال الفترة الماضية مارست السلطات السعودية أكثر عمليات القمع وحشية ضد أهالي القطيف وشنت حربين واحدة في اليمن والأخرى في البحرين التي احتلتها قوات آل سعود منذ 17 شهرا..
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .