عين الملك السعودي
عبد الله بن عبد العزيز ابن اخيه بندر بن سلطان رئيساً للاستخبارات بعد
اعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز من منصبه الذي تسلمه عام 2005 من دون
تقديم مبررات للقرار. فمن هو بندر بن سلطان؟ وماذا وراء تعيينه رئيساً
للاستخبارات في هذا الوقت تحديداً؟

وفي حين تنقل صحيفة "وول ستريت جورنال" أن قرار استبعاد
الأمير مقرن عن رئاسة الاستخبارات يعود إلى فشله في إدارة الجهاز وانشغاله
بملاذ الحياة. تؤكد صحيفة
المنار المقدسية أن الموضوع مرتبط بخلافات بين
أمراء الأسرة الحاكمة على خلفية السياسات التي تتبعها المملكة اتجاه الأزمة
في سورية، لسببين: الأول عدم ثقة هؤلاء بالسياسة الأميركية التي قد تضحكي
بحكم آل سعود في أي صفقة تستلزم ذلك، والثاني معارضة هذا الجناح لدعم
الارهاب في سورية كونهم يعتبرون أن الغلو في هذا الدعم لن يكون في صالح
المملكة، خصوصاً بعد ما أظهره النظام السوري من تماسك وثبات.
لماذا "بندر بوش"؟

تجمع التحليلات ان لوصول الأمير بندر أو
"بندر بوش"* كما ينادى إلى رأس جهاز الاستخبارات دلالات إقليمية ودولية
تساهم في ايضاحها علاقاته بالرؤساء وكبار المسؤولين الأميركيين.
لوصول الأمير بندر. يساهم في إيضاح هذا
التفسير التوغل في سيرة الأمير المعيّن. هو يُعدّ من المقربين من الأوساط
السياسية والديبلوماسية في واشنطن، والتي عمل فيها كسفير لبلاده على مدى 22
عاماً.
وتنقل "الأخبار" عن السفير الأميركي
السابق لدى الرياض، روبرت غوردان، أن تعيين بندر قد يساعد في تعزيز التحالف
بين واشنطن وأقرب حلفائها العرب ويقصد السعودية.
أما "وول ستريت جورنال" فتنقل بدورها عن
الخبير السياسي، عبد الله الشمري، إشارته إلى التشابه بين العمل الأميركي
السعودي المشترك خلال الثمانينيات ضدّ السوفيات في أفغانستان، والظروف
الحالية في سورية، حيث يتعين عليهما أن يواجها الاعتراضات الروسية على عمل
أقسى ضدّ نظام بشار الأسد، فيما ورأى المحلل السياسي في معهد الخدمات
الملكية المتحدة في قطر، مايكل ستيفنز، أن الاجتياح السوفيات لأفغانستان
كان سبباً رئيسياً لإقامة بندر علاقات طيبة مع الصين، مضيفاً "اذا أرادوا
أن يحسنوا الانخراط المتعدد في المسألة السورية، فان بندر هو رجلهم"، بحسب "الأخبار".
وتذهب صحيفة
"المنار" المقدسية إلى أبعد من علاقات بن سلطان
الأميركية، لتشير إلى علاقاته القوية بالمسؤولين الإسرائيليين. وتقول
الصحيفة إن هذه العلاقة بدأت في منتصف الستينات عندما كان يتعلم الطيران في
بريطانيا، لتتعزز لاحقاً بعد توليه منصب سفير بلاده في الولايات المتحدة
وتصل إلى مرحلة التعاون الاستخباراتي.
الصحيفة نفسها، تشير إلى أن بن سلطان كان
وراء إقناع الملك السعودي الحالي بإطلاق "مبادرة السلام العربية" عام 2002.
وتتابع كاشفة ان الأمير السعودي أدار خلال حرب لبنان الثانية قناة الاتصال
وتبادل المعلومات والمشاورات بين السعودية والحكومة الاسرائيلية، من خلال
زيارات قام بها إلى القدس الغربية والتقى خلالها برئيس الحكومة آنذاك ايهود
أولمرت.
إلى ذلك يعتبر بندر بن سلطان من أبرز
مهندسي مجزرة بئر العبد المروعة التي كانت المخابرات المركزية
الأميركية تنوي من خلالها استهداف سماحة السيد محمد حسين فضل الله(قدس) لما
مثله من حالة إسلامية التي رفعت لواء التحرّر من الصهيونية والإستكبار.
ويفضح رئيس تحرير الواشنطن بوست بوب وودورد في كتابه "الحجاب" دور الأمير
السعودي في التواصل مع أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية ومخابرات
الجيش اللبناني آنذاك من اجل تنفيذ العملية الإرهابية، ودفعه ثلاثة ملايين
دولار لتمويل المجزرة التي أودت بحياة حوالي 80 مدنياً من أطفال ونساء
وشيوخ.
وسبق أن ترددت معلومات عبر وسائل الاعلام
عن ضلوع "بندر بوش" نفسه في عملية اغتيال الشهيد القيادي في حزب الله عماد
مغنية، ليتردد اسمه لاحقاً مع بداية الأزمة السورية اثر نشر ما عرف بـ "خطة
بندر"، قيل إنه أعدها بمساعدة جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية
الأميركية لشؤون الشرق الأوسط.
وتكشف صحيفة المنار اليوم عن اجتماع
استخباراتي استضافته دولة عربية شارك فيه بن سلطان إلى جانب وزير الحرب
الصهيوني ايهود باراك مع عدد من المسؤولين الاستخباريين الغربيين
والاقليمين ليستمر خمس ساعات كاملة أفرد لمناقشة سلسلة من المفات على رأسها
الملف السوري.
*"بندر بوش": عرف بندر بن
سلطان بهذا الاسم بسبب علاقاته الوطيدة بعائلة الرئيس الأميركي جورج بوش
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .