واشار السيد نصر الله في حديث له خلال الحفل الذي اقامه حزب الله في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت في الذكرى السادسة لحرب تموز الى ان "العدو الاسرائيلي كان دائما ولا يزال منذ ايام الحرب الاولى وحتى الآن يبحث عن انجازات"، واضاف ان "من انجازات العدو خلال هذه الحرب ما سمي بعملية الوزن النوعي وهي الخطة التي عرضها وزير الحرب الاسرائيلي على المجلس الوزاري المصغر الذي اجتمع في يوم 12 تموز 2006"، ولفت الى ان "حالوتس عرض خلال الاجتماع التباحث والتداول بأن اسرائيل جمعت منذ العام 2000 معلومات عن حزب الله وعن منصات صواريخه واماكن تواجدها واجريت خلال السنوات الماضية مناورات جوية واذا وافقتم فإن عملية الوزن النوعي سوف تؤدي الى كسر ظهر حزب الله وسوف تؤدي الى جعل حزب الله عاجزا عن اطلاق اي صاروخ متوسط او بعيد المدى".
ولفت السيد نصر الله الى انه "فعلا تمّ المصادقة على خطة الوزن النوعي وقامت طائرات العدو بقصف على ما يقول العدو ومعه الولايات المتحدة الاميركية انه منصات صواريخ فجر 2 وفجر 3 وان العملية حققت اهدافها"، وتابع ان "قادة العدو شبّهوا بما جرى في العام 1967 عندما قام سلاح الجو الاسرائيلي بضرب السلاح الجوي المصري وبضرب الصهاينة لصواريخ الـ(سام 6) السورية في لبنان وعندها خرج حالوتس الى الاعلام للقول اننا دمرنا القدرة الصاروخية لحزب الله".
واوضح السيد نصر الله ان "قادة العدو عندما اكتشفوا ان عملية الوزن النوعي قد فشلت عاد المجلس الوزاري المصغر ليجد حالوتس يقول ان اسرائيل قد دخلت في عملية كبيرة جدا"، ولفت الى ان "هناك في لبنان الكثير من ينشغل بالامور الداخلية بينما هناك قادة ومجاهدين في المقاومة يعملون ليل نهار على هذا الملف وهي تتابع الاسرائيلي ليل نهار ولا يشغلها شاغل عن العدو الذي يعمل لجمع المعلومات عن كل ما يخص المقاومة لينفذ الضربة الاولى التي تعتبر هامة في اي حرب مقبلة"، وتابع "أقول للعدو نحن نعرف ماذا تفعل ونعرف الضربة الاولى التي تريد ان تطلقها وفي اي وقت وفي اي مكان"، وشدد على انه "في اي حرب مقبلة نحن نعد العدو بمفاجأة كبيرة"، وتابع ان "من اعظم نتائج حرب تموز اننا في لبنان والعالم العربي نملك العقول والقدرة والعزائم لندير ونقاتل ونحارب وننتصر في نهاية المطاف"، واكد انه "ليس قدرنا كما حاول اغلب الحكام العرب والكتّاب العرب واغلب وسائل الاعلام ان يقنعوننا ان قدرنا هو الهزيمة واننا عاجزون وهذا الامر في جيناتنا"، ولفت الى انه "في حرب تموز وبعدها غزة اهم رسالة وجهنّاها للعالم ان قدرنا ان ننتصر لا ان نهزم وكما صنعنا النصر في 2000 و2006 قادرون على ان نصنع نصرا اكبر".
واشار السيد نصر الى انه "بعد انتهاء
الحرب ذهب العدو لتقييم ما جرى ومعه الاميركيين واستنتجوا العبر ومن هنا
دخلنا في مرحلة جديدة حيث ان هدف الحرب كان سحق المقاومة كحركة اساسية
لتدمير محور المقاومة في المنطقة"، وتابع ان "كان المطلوب تدمير المحور
الاولى والحركة الاولى اي سحق المقاومة في لبنان ولو سُحقت المقاومة كانت
الحرب ستستمر باتجاه سورية بادعاء ان سورية ساعدت المقاومة"، واوضح ان
"الحلقة الثانية كانت اسقاط النظام في سورية وتدمير سورية واخضاعها للمشروع
الاميركي الاسرائيلي لكن انتصار المقاومة اسقط الحلقة الثانية"، ولفت الى
انه "في الايام الاخيرة من حرب تموز كانت اسرائيل تستجدي الحل"، واضاف
"اسرائيل اخذت شيئا نوعيا في القرار 1701 هو التنديد بالمقاومة ولكن ما
انجازاتها؟"، وتابع "لو كان في لبنان في ذلك الوقت تضامن سياسي وطني وتكافل
سياسي ولو كانت بعض الخناجر في لبنان موضوعة في اغلفتها لا في ظهورنا
لأمكن في الايام الاخيرة من المفاوضات تحقيق انجازات لكن هناك من كان يساعد
اسرائيل على المستوى السياسي لاخراج نفسها من المأزق".
واكد السيد نصر الله ان "هناك مشروعا اميركيا اسرائيليا اسمه ممنوع ان تكون هناك جيوشا قوية في المنطقة من اجل اسرائيل بل يريدون ان يكون هناك جيوشا تلعب دور البوليس وانه اذا كان جيشا قويا فيجب ان يكون موصولا بأميركا"، ولفت الى انه "لم يعد في هذه المنطقة الا الجيش السوري ليس تدريبه وسلاحه من الاميركيين وكان هناك شغل لتدمير هذا الجيش"، واوضح ان "اميركا والغرب وادواتهم في العالم العربي قاموا باستغلال مطالب محقة للشعب السوري وادخلوا سورية في اتون حرب"، وتابع ان "المعارضة السورية حتى الوطنية ممنوعة في الحوار لان المطلوب تدمير سورية وشعبها وجيشها كما كان مطلوبا في العراق"، ودعا الى "حفظ سورية وشعبها وجيشها والحل فقط من خلال القبول بالحوار والمسارعة اليه"، وشدد على ان "الجيش السوري الذي تحمل ما لا يطاق لديه من القدرة والعزم والثبات ما يمكنه من الاستمرار رغم استشهاد القادة في التفجير الذي استهدف مركز الامن القومي في سورة ولدى هذا الجيش من هذه القيادات الوطنية الكثير الذي يمكن في ان يسقط آمال الاعداء"، وطالب "بالتفكير قليلا لمعرفة ماذا يجري في سورية ومن المستفيد مما يجري هناك".
وفي الشأن اللبناني، اعتبر السيد نصر الله ان "هناك نقطة اجماع وطني حول تقوية الجيش اللبناني"، وسأل "لكن هل هناك حقا اجماع وطني حول ذلك؟"، واضاف "اشك بذلك فأكثر ما يوهن الجيش في هذه الايام ويصيبه بالصميم اتهامه بالطائفية والمذهبية الاختراق من قبل جماعات والتشكيك بوطنيته وحياديته في المسائل الوطنية مع انه اثبت حياديته وانه يشكل ضمانة وطنية "، واضاف "ليكون لنا جيش قوي يجب ان يكون لنا موقف قوي اي ان لا نخاف من السفير الاميركي ولا الجنرال الاميركي"، واكد "اعطوا الجيش سلاحا فنحن لا نريد سلاحا منه ونحن لن نمد يدنا عليه"، وتابع "ايران قالت انها ستعطي الجيش سلاحا هبة او تبيعه اياه بسعر الكلفة"، وتساءل "من هو القوي في لبنان الذي يستطيع اتخاذ قرار لقبول هبة من ايران؟".
وحول التوترات الداخلية في لبنان، دعا السيد نصر الله "الجميع وفي مقدمتها وسائل الاعلام ان تتحمل واجبا وطنيا"، وتوجه الى اللبنانيين عموما والى جمهور المقاومة بالخصوص طالبا "بضرورة الصبر والتحمل والانضباط الشديد وان سمعوا الكثير من الشتائم"، وشدد على انه "عندما تثبت التجربة ان دماءنا وابناءها فداء لكرامة البلد واستقراره فلا مشكلة"، وتابع "لا تستجيبوا لاي استفزاز لالن هناك من يريد جركم الى قتال وهناك من يستعجل الفوضى والفتنة في لبنان وهناك من يعمل على تفتيت مجتمعنا في صراعات حزبية وطائفية ومذهبية"، واكد ان "هذا ليس بالصدفة وليس لان الناس محتاجة ولا لان الكهرباء مقطوعة بل لان هناك من يدفع المال ليقوم البلد"، واضاف "نحن نلتزم صمت الاقوياء والكل يعرف اننا لسنا ضعافا او جبناء ولكن نحن نقدم المصلحة الوطنية خصوصا في الموضوع الشيعي-السني".
وفي الشأن الحكومي والعلاقة مع الحلفاء، اوضح السيد نصر الله ان "الحكومة القائمة في لبنان حكومة ائتلافية فيها آراء متعددة وتختلف بين بعضها البعض ولكن الاصل ان نحل خلافتنا بالحوار"، واشار الى ان "اي خلاف مع اي مكون من مكونات الحكومة واي خلاف مع اي حليف لا نذكره في العلن بل نفضل ان نتحاور بشأنه"، وشدد على "العلاقة الاستراتيجية الطيبة والحميمة والطيبة مع كل حلفائنا وبالاخص العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر"، واكد "العلاقة الاستراتيجة مع شخص العماد ميشال عون ومع افراد تكتله وجمهوره"، ولفت الى ان "ما صُنع بيننا خلال الست سنوات ماضية لا يمكن ان يفكه خلاف او فرضية خلاف على قضية مطلبية"، واضاف "من جهتنا انا واخواني ننظر الى موقف العماد عون والتيار الوطني الحر وكذلك كل حلفائنا في حرب تموز انه اخلاقي وانساني خارج حسابات الربح والخسارة وخارج الحساب السياسي".
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .