والسؤال هل يمكن للبنانيين في ظل الظروف التي تحيط بهم ان يضعوا هكذا ميثاق ويلتزم به الجميع من سياسيين ورجال دين ووسائل اعلام، بحيث تبقى الخلافات أيا تكن، سياسية او مطلبية او اجتماعية او غيرها، ضمن اطارها الطبيعي ولا تتعداه لتُستغل في بث الفتن الطائفية والمذهبية بهدف ادخال لبنان في أتون فوضى لا يستفيد منها الا اعداء لبنان الذين يحاولون الاستفادة من اي امر لضرب الاستقرار والسلم الاهلي بين اللبنانيين.
وهل بالامكان ان يلتزم الجميع في لبنان بهكذا ميثاق؟ ام ان هناك من سيرفض مجرد طرح مثل هذه الفكرة فقط لان هناك غايات له لا يمكنه تحقيقها الا من خلال الفوضى في لبنان ومن خلال اثارة النعرات الطائفية فيه او لان البعض له ارتباطات خارجية وأجندات ترتبط بالوضع في المنطقة وتكون وقودها الفتن الطائفية كمدخل للنيل من الوحدة الوطنية والعيش المشترك في لبنان.
الفرزلي: لبنان ساحة وأحد المنافذ الرئيسية فيه لبلوغ الفوضى الفتنة المذهبية

وفيما أسف الفرزلي ان "الوقاحة لدى البعض بلغت حد انهم ذهبوا الى مرحلة متقدمة من الشتائم والاستفزاز على قاعدة الاستدراج لردة فعل تؤدي الى صراعات مذهبية وطائفية عسى ولعل تغرق البلد في الفتنة الطائفية والمذهبية"، اعتبر ان "السيد نصر الله عندما يدعو الى مثل هذا الميثاق يكون قد حقق أمرين اولهما محاولته بأن يضع حدا للتوغل كثيرا في هذا المخطط من قبل الاطراف المعنية عبر فضح المخطط وشرح الاستعداد لوضع هذا الميثاق وثانيهما وهو الاهم انه اذا وقعت مشاكل لا يمكن دفعها(ولا شك سيكون لها نتائج سلبية ومضرة على البلد) يكون السيد نصر الله وما يمثله من فريق سياسي عريض في البلد قد تبرأ تاريخيا من هذه الاحداث من خلال دعوته المسبقة لدرء هذه الفتن"، وتابع "لا أعتقد بامكانية التوصل الى مثل هذا الميثاق وإن حصل ووجد مثل هذا الميثاق يكون ميثاقا كلاميا ليس الا لان من يخطط لمشروع بث الفتن ومن يرقص على انغام هذا المشروع لا علاقة له لا بالميثاق ولا بالشرف وهو نتيجة ارتباطات بأجندات خارجية".
ورأى الفرزلي في حديث لموقع قناة "المنار" الالكتروني ان "الوضع في لبنان مفتوح على كل الاحتمالات وان موقف السيد نصر الله وحزب الله لجهة استيعاب الواقع هو موقف محترم ومحل تقدير ولكن الظروف والتطورات في المنطقة في ظل خطة إغراق المنطقة بالفوضى الشاملة وفي ظل وجود من يرقص على انغام هذه الخطة ومن يتلذذ به وينفذ اجنداته غير آبه بوحدة العالم العربي"، واضاف ان "لبنان بلد مفكك بكل المعايير ولكن هل سيتحول الوضع في لبنان الى حالة ساخنة فهذا الامر غير معروف في الوقت الحاضر لان البلد مفتوح على كل الاحتمالات"، واعتبر انه "قد يكون هناك قرارا خارجيا بعدم تسخين الجبهة الداخلية اللبنانية بل بالعكس قد يعتبرون ان تسخين الداخل اللبناني قد يؤدي الى لفت الانظار عما يحصل على الجبهة الاساسية الا وهي سورية".
الصايغ: الاستفزازات التي تثير المشاعر الطائفية يمكن توظيفها سياسيا ولكن نتائجها كارثية

واعتبر الصايغ في حديث لموقع قناة "المنار" الالكتروني ان "الوضع في لبنان اليوم الى جانب الانقسامات الحادة على كل المستويات السياسية والحزبية والادارية وحتى داخل النظام بلغت درجة يمكن ان نقول ان البلد مقسوم على كل شيء"، ورأى ان "اشد اشكال هذه القسمة شراسة عندما تستعمل في السياسية الاساليب الدنيئة والرخيصة في الاطار الطائفي والمذهبي والديني حيث الاحساس والمساس بالمشاعر يمكن ان يولد فجأة وبسرعة نزولا الى الشارع وعمليات رد فعل وردود فعل مضادة مما يجعل الشارع يقول الإمرة لي وبالنهاية يكون اهل السياسة مطيعين لما يجري في الشارع واذا ارادوا لملمته يكونوا عاجزين عن ذلك".
ورأى الصايغ ان "دعوة السيد نصر الله لوضع ميثاق شرف في هذه المرحلة وفي المناسبة التي اطلقت فيها ربما يكون صداها غير محدد لدى الاطراف الاخرى خاصة وان الاتهامات سواء كانت على مستوى الداخل او على مستوى الخارج جعلت من العقل اللبناني مؤجر لاحداث ومشكلات وقضايا من كل حدب وصوب وكلها تصب في زيادة الانقسام"، وسأل "هل تكون الاطراف اللبنانية قادرة على لملمة وضعها ومقتنعة الى انها بحاجة الى مثل هذا الموضوع بأن يحصل معالجة لكل حالة مذهبية من خلال ابناء هذا المذهب وقياداته"، موضحا "اظن ان هذا الامر لم يعد متوفرا في هذه الايام خاصة وان الكثير من القيادات السياسية لم تعد قادرة على لمّ الغرائز من الشارع والاعلام الذي يحرّض ويبث السموم مما يجعل هذه الدعوة لميثاق شرف قلّ من يوقع عليها واذا وجد من يوقع عليها لا يستطيع تنفيذها الا بصعوبة".
ولفت الصايغ الى ان "الاصطفافات السياسية في لبنان من الرأس حتى القاعدة بما فيها السياسيين ورجال الدين والادارة والاعلام والمواطنين والانقسام ما زال مستمرا"، ورأى ان "الضمانات بعدم الانزلاق الى مزيد من التوتير يتمثل في ان من يريد توظيف الانقسام عاجز عن ذلك ولكن هذا لا يمنع من الانزلاقات على جوانب السياسة التي اصبحت داخل المذاهب ولكن مخاطرها محدودة لان الافق لها هو مجرد فعل ورد فعل ومن ثم تهدئة"، وختم منبها من ان "وجود البيئة الحاضرة للفتن المذهبية يشكل خطرا على لبنان خصوصا اننا نعيش قرب براميل بارود متفجرة تحتاج الى عود الثقاب الذي لا يضمن احد عدم ايجاده للانزلاق الى اشعال الوضع في لبنان".
وتبقى دعوة السيد نصر الله لعقد "ميثاق شرف" لحماية لبنان من الفتن المذهبية والطائفية طرح او مشروع او فكرة تحتاج الى طرف او اطراف اخرى كي تتبلور وتتوثق لتصبح ملزمة لجميع من يوافق عليها، هذه الدعوة تنتظر خصوصا افرقاء انغمسوا بشكل او بآخر بتسعير الفتن المذهبية والطائفية ورفع سقف الخطاب الفتنوي لاسباب لا نحتاج الى مناقشتها هنا لانها ايا تكن فهي غير صائبة، وتبقى هذه الدعوة مدخلا لعودة الخطاب العقلاني الذي يحتاجه لبنان في الوقت الحاضر كورقة عبور من خانة العمل لتحقيق مصالح الآخرين الى خانة تحقيق مصلحة لبنان اولا واخيرا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .