الاثنين، 3 ديسمبر 2012

موقف مشبوه لتيار المستقبل من تحرك الاسير في صيدا

احمد الحريري يدعم الشيخ الاسير ويوجهه نحو الفتنة


يبدو ان موقف تيار المستقبل في صيدا في شأن تحرك الشيخ أحمد الاسير هو موقف مشبوه وغير واضح، وان السيد احمد الحريري يقوم بتمويل الشيخ احمد الاسير، وصولا لفتنة سنية - شيعية، على قاعدة ان اهل السنة يجب ان يتحركوا في لبنان لتغيير موازين القوى ولاقامة توازن مع حزب الله وجعل صيدا محطة امتحان لحزب الله وحركة أمل. وعند حصول اي خلل يقوم الشيخ احمد الاسير باغلاق الطريق على حزب الله وحركة امل وشعب الجنوب في منطقة صيدا، ويؤدّي ذلك الى زعزعة الامن في بقعة تريدها حركة المقاومة ان تكون سليمة وبعيدة عن التوترات الامنية كي تستطيع المقاومة تعزيز قدرتها، اضافة الى ان اهل الجنوب كلهم يريدون السلم الاهلي في الجنوب على عكس ما يفعل الشيخ احمد الاسير.
تمرّ صيدا بأيام فيها مفاجآت نتيجة تحرك الشيخ احمد الاسير، الذي قام بحركة منذ اسبوعين، ادت الى مقتل 2 من مرافقيه يوم قرر نزع لافتات حزب الله من صيدا، وتوجه الى مستديرة كسر العبد، التي اطلق عليها الشيخ احمد الاسير مستديرة الكرامة، وهو يريد غداً زيارتها وقراءة الفاتحة هناك عن روح القتيلين اللذين سقطا منذ اسبوعين، ثم انه سيتحرك في المدينة، رغم تعزيزات كبيرة للجيش اللبناني، حتى ان البعض وصف صيدا بأنها ثكنة عسكرية كاملة، مع العلم ان اجتماع مجلس الامن المركزي لمنطقة الجنوب انعقد في حضور محافظ الجنوب ورئيس فرع الامن العسكري في الجنوب وقائد قوى الامن الداخلي في الجنوب، ومسؤول شعبة المعلومات في الجنوب، ومسؤولين امنيين آخرين.
والشيخ الاسير ابلغ معاونيه هذه المرة ان عليهم عدم التراجع اذا جرى اطلاق الرصاص عليهم، «واننا نحن قررنا الشهادة وقررنا العمل في خطنا الاسلامي الحنيف السنّي، ولن نتراجع الا بعد تصليح الوضع في البلاد، وأن يكون أهل السنّة بكرامتهم ومكانتهم ويكون لهم الكلمة الفصل، بالنسبة لاوضاع الجنوب لان مدينة صيدا هي عاصمة الجنوب، وهي مؤلفة من أهل السنّة بأكثريتها».
واذا كان البعض قد أطلق على مدينة صيدا انها باتت شبكة ثكنة عسكرية نتيجة تعزيزات الجيش فيها، فان مجلس الامن المركزي في الجنوب بكل قياداته الامنية اجتمع ويتابع الوضع فيما تحرك الشيخ الاسير غير معروف تماما، فهو اضافة الى اعلانه انه سيزور دوار او مستديرة كسر العبد، والتي اطلق عليها اسم مستديرة الكرامة، حيث يريد الصلاة عن روح القتيلين من مرافقيه، فانه من غير المعروف ماذا سيفعل الشيخ الاسير بعد قراءة الفاتحة وزيارة مستديرة الكرامة كما أسماها.
لكن واضح هذه المرة، ان الدولة اللبنانية عازمة على المواجهة عبر الجيش اللبناني، وذلك لاول مرة من خلال قرار واضح بعدم السماح باغلاق طريق الجنوب، مهما كلف الامر، وان فتح طريق الجنوب هو بعهدة الجيش اللبناني ولن يكون مسموحا للشيخ الاسير اغلاق الطريق.
وربما قد تقع احداث واطلاق نار اذا قرر الشيخ الاسير قطع الطريق، لان الجيش سيمنعه بالقوة، وفقاً لقرارات اتخذها سابقا منذ شهر ونصف مجلس الدفاع الاعلى برئاسة الرئيس سليمان كبديل عن اعلان منطقة صيدا منطقة عسكرية.
وفي وضعية منطقة صيدا، فان التنظيم الناصري برئاسة اسامة سعد سيكون له دور، كما ان لتيار المستقبل دوراً كبيراً لان له مؤيدين في منطقة صيدا، كذلك هنالك الهيئات الاقتصادية والعائلات الصيداوية، والفريق السياسي يدل في صيدا على ان تيار المستقبل هو الاقوى، ولن يعلن تيار المستقبل اي موقف من دعوة الاسير الى التظاهر في صيدا، لا سلباً ولا ايجابا، رغم انه عادة يعلن تيار المستقبل مواقفه من حركات من هذا النوع.
وليس بريئاً ان يغيب تيار المستقبل عن اعلان موقفه من مسيرة الاسير اليوم الاحد، لان مصير صيدا هو على المحك، ومن واجب تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري ان يتحمل مسؤوليته ويعلن موقفه من مظاهرة قد تكون مسلحة في مدينة صيدا، حيث مركز الثقل لتيار المستقبل في الجنوب.
على كل حال، الشيخ الاسير بما يطالب به انما يسير بالبلاد نحو الفتنة السنية - الشيعية، التي يريد حزب الله وحركة امل تجنبها بكل جهد وسيتجنبونها. والان الوضع بات بعهدة الجيش والموقف هو موقف مواجهة بين الاسير وحركته وبين الجيش اللبناني. واذا كان تيار المستقبل يحترم مؤسسات الدولة ويريد السلم الاهلي، فعليه ان يتخذ موقفا معلنا بالنسبة لحركة الشيخ الاسير، لان كل نقطة دماء تسقط في صيدا ستكون من مسؤولية تيار المستقبل، لانه هو الداعم للشيخ الاسير بواسطة السيد احمد الحريري سواء على مستوى السلاح او المال والتمويل، والذين مع الاسير يقبضون اموالاً ورواتب من الشيخ الاسير، وهذه الاموال تأتي من تيار المستقبل، لان تيار المستقبل يريد اقامة واجهة سنية متطرفة في وجه حزب الله، وحركة امل وحركة المقاومة، لكن هذا الامر لن ينجح لان المقاومة حريصة على السلم الاهلي، ولان الجيش اللبناني سيكون حاضرا بكل قوة لمنع قيام الشيخ الاسير بعمل مخلّ بالأمن.


كتب مراسل «الديار» من صيدا التقرير الآتي :
من المقرر ان تشهد مدينة صيدا، اليوم الاحد، يوما امنيا مشهودا، بفعل التظاهرة التي ينوي الشيخ احمد الاسير تنظيمها عند الثانية عشرة ظهرا ، تحت شعار «كفى استخفافا بكرامتنا»، ووسط مخاوف الاوساط الصيداوية من ان تُعيد هذه التظاهرة المدينة وسكانها تلك الاجواء الامنية المتوترة والخطابات المذهبية المتشنجة.
وتأتي تظاهرة الاسير وانصاره اليوم، بعد اسبوعين من الاحداث التي وقعت في محلة تعمير عين الحلوة، بين مناصري الاسير وآخرين من «حزب الله»، على خلفية تمزيق صور لشهداء للمقاومة سقطوا خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006، وهي احداث اسفرت عن مقتل اثنين من مرافقي الاسير وثالث من التابعية المصرية ، وعدد من الجرحى بينهم مسؤول «حزب الله» في صيدا الشيخ زيد ضاهر.
ومواكبة للوضع الامني الذي قد يطرأ على مدينة صيدا، عقد مجلس الامن الفرعي في الجنوب، اجتماعا له في سراي صيدا الحكومي، برئاسة محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر وقادة الاجهزة الامنية والعسكرية والقضائية، للبحث في خطة امنية تحاصر اي اشكال قد يسجل خلال التظاهرة، وافادت مصادر امنية، ان القوى الامنية والعسكرية، وبناء لقرار مجلس الوزراء بتكليف الجيش وقوى الامن الحفاظ على الوضع الامني وحال الاستقرار في صيدا، كبديل عن جعل المدينة منطقة عسكرية طالبت بها فاعليات ووزراء، ورفضها آخرون.
ولم تستبعد المصادر ان يلجأ الاسير وانصاره الى المناورة خلال التظاهرة، بهدف ارباك القوى الامنية التي ستواكب التظاهرة، من خلال اعتماد مسار جديد غير معلن، ويختلف عن خط المسار الذي اعلنه بأن تنطلق التظاهرة من امام مسجد بلال بن رباح الذي تحولت المنطقة التي يقع فيها في بلدة عبرا في شرق صيدا، الى مربع امني، باتجاه مستديرة المرجان عبر طريق القياعة ، فيما ترددت معلومات عن نية الاسير، غير المعلنة، التوجه الى مستديرة مكسر العبد الذي يطلق عليه الاسير وانصاره اسم «دوار الكرامة» في اشارة الى الاعتصام الذي نفذه قبل اشهر واستمر لخمسة اسابيع، وهو المكان الذي دُفن فيه اثنان من مرافقيه في حادثة تعمير عين الحلوة،
وترى اوساط متابعة في صيدا، ان الحملة الجديدة للاسير، تأتي ضمن العودة الى المربع الجغرافي الاول، استجابة للاجندة التي يعمل وفقها، بما ينسجم مع التطورات الاخيرة، وبالتزامن مع موجة الاستنكار الذي لاقته جولاته على مناطق الشمال والبقاع، يضاف اليهم حالة «العزل» التي تعيشها حالته، باستثناء التناغم الشديد بينه وبين تيار «المستقبل» الذي اطلق باتجاهه وخزات دعم وغزل.. على موجة العداء المطلق للمقاومة وسلاحها، كتعبير عن الحاجة لمثل هذا الخطاب، في مرحلة التصعيد التي رسمها «المستقبل» منذ اسابيع، نظرا لما يمكن ان يجيّش الساحة السنيّة في لبنان ضد «حزب الله» وسلاحه.
وتوقفت الاوساط عند التحرك الحثيث للنائبة بهية الحريري ورموز اخرى من تيار المستقبل، على خط القضاء، حيث اجرت الحريري اتصالات واسعة بكبار القضاة، وعلى رأسهم مدعي عام التمييز القاضي حاتم ماضي ومدعي عام الجنوب القاضي سميح الحاج، وطالبتهما باصدر مذكرات توقيف في حق متورطين في حادثة تعمير عين الحلوة محسوبين على «حزب الله»، وبعد ساعات صدرت مذكرات بحث وتحر في حق عدد من هؤلاء.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .