السبت، 1 ديسمبر 2012

فيديو لأبو ابراهيم... فضائح من العيار الثقيل


الى أن تُطبَع هذه الكلمات وتغدو بين أيادي القراء قد يكون أبو ابراهيم أنهى فعلاً تصوير فيلمه الصادم... ذاك الفيلم الذي تقول آخر المعلومات إنه ما زال يتأرجح بين سيناريوهيْن قد يُبثّ في أي لحظةٍ على إحدى الشاشات المحلية (أغلب الظنّ الجديد) وقد يبقى في أدراج الثورة لحساباتٍ وضغوطٍ خاصّة وقد يُبثّ معدلاً ومخففاً...
هي سيناريوهاتٌ ثلاثة تفرض قبل الغوص في تفاصيلها سؤالاً بديهياً: بمَ شعر أبو ابراهيم العازم حديثاً على عدم إطلاق المخطوفين ليخرج بفيديو مماثل في هذا التوقيت بالذات؟ الجواب بسيطٌ كالسؤال مقارنة بالأسئلة التي يفرضها مضمون الفيديو: علم الرجل أن الجميع يتلاعبون في الملفّ ويجرّونه وفق مصالحهم الخاصة لا بل يدّعون أنهم فعلوا وفعلوا وفي الحقيقة لم يفعلوا شيئًا... هذا في العموميات، أما في التفاصيل فحقيقة أولى: يبدو أن أبو ابراهيم اكتشف أن ما اقتصده النائب عقاب صقر من أموال لم يستخدمها دفعةً أولى لإطلاق المخطوفين رغم أنها كانت في حوزته بل استثمرها في دعم فصيل مناهض لأبو ابراهيم رغم أن المجموعتين هما ابنتا الثورة السورية، وهو الفصيل نفسه (عمرو بن العاص) الذي هاجم أبو ابراهيم يومًا.
وقفت على 50 ألف دولار
“أبو ابراهيم بالصوت والصورة سيعرّي جميع الناس ويكشفهم على حقيقتهم ويعيد كلاًّ منهم الى حجمه الطبيعي من سعد الحريري الى عقاب صقر والشيخ ابراهيم الزعبي والشيخ بلال دقماق وهيئة العلماء المسلمين” تؤكد مصادر لـ “صدى البلد”.

ومن المقرّر أن يضع أبو ابراهيم وفق السيناريو الأول النقاط على الحروف من خلال نشر الحقائق بعدما بات على بيّنة من أنه لن يخسر شيئًا، وعلى رأس تلك الحقائق أن “صقر لم يدفع فرنكاً واحداً لإطلاق المخطوفين وكلّ ما أنفِق هو من جيب طرفٍ ثالثٍ يُدعى آدم. وآدم هو الاسم المستعار للمفاوض الرئيسي الذي دفع حتى الساعة مبالغ طائلة ولم يستعد منها فلساً واحداً بل جلّ ما حصل عليه من صقر هو التسويف والوعود والمماطلات والتأجيلات، حتى إن الأمور وقفت في الآونة الأخيرة على 50 ألف دولار لم يقوَ لا صقر ولا الدولة اللبنانية على تأمينها.
بلا فدية...أما السيناريو الثاني، وهو الذي يبدو أبو ابراهيم عاكفاً عن تبنّيه بسبب خيبته من الجميع، فيُظهر الرجل في بيانٍ بالصوت والصورة يؤكد فيه حصول مجموعته على مساعداتٍ غذائيّة بقيمة ماليّة محددة من دون الدخول في لعبة الأسماء، وبالتالي بناءً على هذه المعونات سيتمّ إطلاق 4 مخطوفين من دون أيّ فدية”... ولكن ما الذي قد يدفع أبو ابراهيم الى إيثار هذا السيناريو؟

الجواب: تمنّي عقاب صقر على أحد المفاوضين عدم الخروج بفيديو مماثل في هذا التوقيت بالذات، على أن يسدّد الأموال المستحقّة عليه وعلى الحريري في أقرب فرصة”... ولكن ما علمته “صدى البلد” ويبقى على ذمّة رواته أن “أبو ابراهيم أشاع في صفوف عارفيه أن صقر غير صادق وأنه لا يمكن التعويل على وعوده بعدما تبيّن للجميع أن الصيت له والفعل لسواه وأن “آدم” (الاسم المستعار للمفاوض الرئيسي) هو من يتكبّد دفع كلّ شيء وعندما ضاقت به الأمور ولجأ الى من يجب أن يدفع أصلاً لم يجد سوى عبارة: “خلص قلنالك بكرا مندفعون كلن” علمًا أنه سمع هذه العبارة مئات المرات منذ استحقاق الدفعة الأولى التي قابلها وعدٌ بالإفراج عن 4 مخطوفين”.
لمَ تعرقل إطلاق صالح؟
على جبهة المخطوفين، ورغم عزم أبو ابراهيم على عدم إطلاق أيٍّ منهم كونهم يشكّلون صمّام أمان له، فما زالت صيغة الأربعة قائمة خصوصًا أن الطرف المفاوض الرئيسي يضغط في هذا الاتجاه. وعلمت “صدى البلد” أنه “كان من المقرّر أن يُفرَج عن المخطوف جميل صالح في السادس والعشرين من الشهر الجاري ولكن أحدهم عرقل إطلاقه بطريقة غير مباشرة منذ قرابة 6 أيام.
نصف ساعة... عقاب صقر
إذاً تطوّرٌ جديٌّ يخترق ملف المخطوفين اللبنانيين في سورية هذه المرة قد لا يعني في الضرورة إنهاء الملفّ بالسرعة التي كان يتوقعها الجميع. فأبو ابراهيم غامر أمس الأول وتوجّه الى أنقرة مرافقاً أحد المفاوضين الذي أراد مقابلة عقاب صقر في أحد فنادق العاصمة والهدف واحد: الحقيقة.
 ذاك اللقاء الذي لم يدم أكثر من نصف ساعة تخلله الحوار التالي:
- المفاوض: اتفقنا أن نطلق سراحهم غداً وسنقول إنكم أنتم من قدمتم المال.
- صقر: ممتاز.
- المفاوض: ما وضع أموالي؟
- صقر: باقٍ من المبلغ 75 ألف دولار ادفعها من حسابك وأنا سأدفع لك لاحقاً.
- المفاوض: لم يعد في حوزتي مال.
- صقر: إذاً لن أدفع لك شيئًا اليوم.
- المفاوض: لم تدفع شيئًا أصلاً. يجب أن تشعرني بأنك تساهم معي.
- صقر: لا تحسب حساباً لهذا الموضوع أينما كنت في العالم سأرسل المال لك لاحقاً.

ذاك اللقاء أفضى الى قناعةٍ ترسّخت في نفس المفاوض: “أبو ابراهيم كان محقاً في مكان ما. صقر لن يرسل الى حسابي فرنكاً واحداً”. علمًا أن أبو ابراهيم لم يجالس صقر وعاد أدراجه بعد نصف ساعة، لا بل توجّه الى المفاوض الذي كان يحاول طوال الطريق بلع الصدمة التي وقعت على رأسه مشيراً الى أنه ربما يظلم صقر، بالكلام التالي: “ إما أنك غبيٌّ وإما أنك طيّب القلب زيادة عن اللزوم”. ذاك الكلام هو ما دفع اليوم بالمفاوض الى القناعة التالية: “سأوقف منح الهدايا لحساب أجندات خاصة”.
خراب بيوت
اليوم، يبدو أن صقر بات على علمٍ بأن ذاك البيان المصوّر سيصدر في اليومين المقبليْن، وهو ما دفعه، حسب المصادر نفسها، الى “الضغط في اتجاه بثّ الفيديو بصيغة مغايرة من دون ذكر اسمه أو اسم الحريري أو حتى أي اسم لأن في أيّ سيناريو مغاير خرابَ بيوت، مقابل الاكتفاء بالإشارة الى أنه والحريري قدما مساعدات إنسانية للإفراج عن المخطوفين ”. علمًا أن المفاوض كما الخاطفين يعلمون من خلال متابعتهم للأرضية اللبنانية أن تأكيد حصولهم على مساعدات إنسانية من دون ذكر الجهة ستوجّه الأذهان اللبنانية الى أن عقاب صقر بإيعاز من الحريري هو من قدّم هذه المعونات خصوصًا بعدما أشيعت أخبارٌ من هذا القبيل في الأوساط المحلية منذ أشهر.
مصالح وتجاذبات
إذاً من ملفِّ إنسانيٍّ بحت الى ملفٍّ تعتريه المصالح والتجاذبات والفضائح... هكذا ينام المخطوفون اللبنانيون وذووهم على فضيحةٍ ويستيقظون على أخرى أما أبو ابراهيم فيضع لمساته الأخيرة على فيديو أول قد يفضح الكثير... وقد لا يفعل. فالقرار ابن لحظته وأحد السيناريوهات لا بدّ أن ينتصر، فهل يخرج أبو ابراهيم بأقوى أوراقه ويقول كلّ شيء أم أن محاولات ردعه ستنجح

0 التعليقات:

إرسال تعليق

على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .