تناولت الصحف اللبنانية الصادرة
صباح اليوم الثلاثاء عدّة عناوين كان أبرزها تفاعل قضية "داتا الاتصالات"
مع استمرار الجدل حول جدوى تسليمها وما قد تشكله من استباحة لخصوصيات
اللبنانيين في حال كشفها، بالمقابل وبحسب راي اخرين الاهمية من وراءها لكشف
جرائم الاغتيالات في لبنان، أما دولياً فتحدثت الصحف عن الزيارة التي قام
بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان
في اسطنبول لبحث الازمة السورية.
السفير
صحيفة السفير ركزت الحديث عن قضية "داتا الاتصالات" والتي ما زالت تتفاعل بين الاوساط السياسية والامنية والقضائية، كما تحدثت عن موضوع الانتخابات التي ستجري وبحسب مرجع رسمي للصحيفة في الثاني من حزيران من العام المقبل، أما دولياً فتحدثت السفير عن تطورات الازمة السورية واللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان.
مرجع أمني يحذر الأكثرية: «الرسائل» أو الشراكة في الجرائم
انتخابات 2013 دفعة واحدة في 2 حزيران
وكتبت
تقول "كلما ازداد اشتعال البركان السوري، كلما ازداد الخطر على لبنان، غير
أن اللبنانيين يعرفون كيف يملأون «الوقت الضائع»، محليا وإقليميا، بقضايا
أمنية وسياسية واقتصادية، من دون أن يغادروا «أجنداتهم» وحساباتهم الضيقة.
وحسب مرجع رسمي لبناني واسع الاطلاع، فإن أول أحد من حزيران 2013، «هو الموعد الرسمي المبدئي للانتخابات النيابية»، وقال لـ«السفير» إن التوجه الرسمي يقضي بأن تجري الانتخابات في يوم واحد، مشيرا الى أن وزارة الداخلية ستباشر بإعلام اللبنانيين بكل ما يتصل بالإجراءات الإدارية واللوجستية للانتخابات على أساس القانون النافذ حاليا، أي قانون الستين معدلا وفق «صيغة الدوحة».
وكشف المرجع أن ثمة محاولة استنقاذية أخيرة تجري من أجل طرح صيغة انتخابية، تشكل نوعا من الحل الوسط بين «قانون الستين» ومشروع الحكومة (لبنان 13 دائرة على أساس النسبية)، «فإذا سار بها النائب وليد جنبلاط، يمكن أن تخلط كل الأوراق الانتخابية مجددا».
وفيما تحركت الحكومة، أمس، من خلال رئيسها نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور على خط قضية اللبنانيين الذين وقعوا في كمين تلكلخ، من أجل معرفة مصير عناصر المجموعة التي تجاوزت العشرين شابا، فإن مدينة طرابلس شهدت اعتبارا من ليل أمس، توترا أمنيا بين جبل محسن والتبانة، يحمل في طياته بذور تفجير واسع، اذا لم تتدارك القوى السياسية الطرابلسية المعنية الأمر، علما أن الجيش سارع إلى اتخاذ خطوات ميدانية سريعة للجم الموقف.
في هذه الأثناء، تفاعلت قضية طلب فرع المعلومات الحصول على الرسائل الخلوية النصية (اس. ام. اس.) لكل اللبنانيين، لمدة شهرين، في الشهرين اللذين سبقا جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، وذلك على مسافة حوالي الشهر من المهلة الممنوحة لحصول الاجهزة الامنية على الحركة الكاملة للاتصالات (الداتا) في نهاية الشهر الحالي.
وفيما أكدت «الهيئة القضائية المستقلة» المنوط بها التثبت من إجراءات الاعتراض الإداري على المخابرات الهاتفية عدم قانونية اعتراض المخابرات والرسائل «لمخالفته مبدأ صون التخابر الذي كفلته أحكام الدستور والقانون 140»، رمى وزير الاتصالات نقولا صحناوي برفضه الاستجابة لطلب فرع المعلومات الكرة في ملعب مجلس الوزراء، تاركاً له أن يقرر كيف يتعامل مع هذه الخطوة غير المسبوقة، حتى في عز زمن «الوصاية السورية».
وقال صحناوي لـ«السفير» ان الكرة في ملعب مجلس الوزراء «فهو صاحب القرار في النهاية وعليه ان يتحمل المسؤولية»، وأضاف: «أنا لا يمكن أن أسير بخرق من هذا النوع»، وسأل «كيف يمكن ان نسلم البلد بالكامل لجهاز أمني»، وقال: «لنسأل كل مواطن لبناني هل يقبل بأن تكشف أسراره، أنا من جهتي كمواطن لبناني وقبل أن أكون وزيرا أرفض أن يمس أحد خصوصيتي».
ولفت صحناوي الانتباه الى ان الاستجابة لطلب كشف الرسائل النصية عبر الهاتف الخلوي، معناها إتاحة المجال لجهاز امني ان يمسك البلد ويتحكم بكل مفاصله، «فعلى سبيل المثال، لو تم كشف رسائل وخصوصيات 10 سياسيين و10 امنيين و10 قضاة و10 إعلاميين و10 متمولين و10 اقتصاديين و10 رجال دين، فماذا تكون النتيجة؟ الإمساك بخناق البلد والتحكم بكل مفاصله»؟
في المقابل، حمّل مرجع أمني كبير وزير الاتصالات ما قد يحصل من تبعات جراء عدم الاستجابة لطلب فرع المعلومات، وقال المرجع الذي تمنى عدم ذكر اسمه لـ«السفير» ان فرع المعلومات طلب الرسائل النصية على مستوى كل لبنان فور اغتيال اللواء الحسن، من أجل مساعدة التحقيقات الجارية في هذه الجريمة، إلا ان هذا الطلب رفض، «فعدنا وطلبنا الرسائل النصية على مستوى محافظتي بيروت وجبل لبنان، ومع ذلك جاء الرد سلبيا، علما اننا لم نتلق أي رد مباشر بل قرأناه عبر جريدة «السفير»، أمس».
ورأى المرجع ان على الدولة ان تختار بين أولوية الامن عموما وأولوية الحفاظ على جزء من الخصوصيات، وقال «على الكل ان يعلم ان الدولة مكشوفة بشكل خطير، وكل الدول التي تحترم نفسها عندما تكون في وضع مماثل لما نحن فيه، تضع الامن في قائمة الاولويات على حساب كل ما عداه».
وسأل المرجع الأمني: «لماذا العرقلة، البلد مستهدف والعدو أصبح في قلب البلد، وشهداؤنا نلملم أشلاءهم، نحن نقدم شهداء ودمنا في الشوارع وهناك من يمنع عنا ما يفترض ان نبني من خلاله تحصينات للوضع الداخلي ولأمن الناس»، واعتبر أن الاختباء خلف الاصبع «لا يفيد، ووزير الاتصالات مسؤول. ونحن نسأله لو كان احد من فريقه السياسي الذي ينتمي اليه في دائرة الخطر، ولو كان هو مكاننا، فهل كان امتنع عن تسليم الداتا بكل تفاصيلها، وهل كان انتظر أحدا ليستأذنه في ذلك».
وتابع المرجع: «في البدء حاولوا اغتيال بطرس حرب ثم سمير جعجع، واغتالوا اللواء الحسن، ولا أحد يعرف من هو التالي، نحن مضطرون لان نقول انهم عندما يمتنعون عن إعطائنا ما نطلبه، سواء في «داتا» الاتصالات أو «الرسائل النصية»، انما يجعلوننا نشك ونخشى من أن هناك جريمة ما يجري التحضير لها»، وختم «الهدف ليس الاطلاع على خصوصيات المواطنين او المس بها، لأن أخلاقنا لا تسمح لنا بذلك، واذا كانوا لا يثقون بنا في مؤسسة قوى الامن الداخلي، فليأتوا بمن يثقون بهم غيرنا».
اشتباكات متواصلة في ريف دمشق وحلب وأنباء عن استقالة جهاد مقدسي
بوتين وأردوغان: أفكار حول سوريا .. ولا اتفاق
لم يستطع اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، في اسطنبول أمس، جسر الهوة بين البلدين بشأن الحل المطلوب للازمة السورية، بالرغم من تأكيدهما وجود توافق بينهما وتوصلهما الى أفكار جديدة حول التسوية المحتملة.
وقالت مصادر سورية لـ«السفير»، رداً على الأخبار التي تم تداولها بشأن المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن «لا معلومات لديها عن مقدسي» الذي اختفى منذ الجمعة الماضي، مشيرة إلى أن أية قرارات لم يتم اتخاذها بشأنه بانتظار جلاء الصورة، وذلك خلافاً لما ذكر إعلامياً عن إعفائه من منصبه.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مقدسي استقال، موضحا انه «تعرض لضغوط من قبل بعض المحيطين بالرئيس السوري بشار الاسد لكن ليس من الرئيس نفسه»، مشيرا الى انه غادر الى لندن عبر مطار بيروت الدولي.
إلى ذلك، قال معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، إن اشتباكات عنيفة تواصلت بين القوات النظامية والمسلحين في ريف دمشق. وقال مسؤول في شركة مصر للطيران إن الشركة أمرت طائرة تابعة لها كانت في طريقها من القاهرة إلى دمشق بالعودة بسبب «سوء الأوضاع الأمنية» عند مطار العاصمة السورية. وشن الطيران السوري غارة على بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا، التي كان المسلحون سيطروا عليها، بينما سارعت أنقرة إلى نشر مقاتلات على امتداد الحدود.
وقال مصدر عسكري سوري: «بدأت القوات النظامية حملة عسكرية على شمال شرق حلب، الذي يسيطر عليه المسلّحون، متقدمة للمرة الأولى إلى حي تحت سيطرة مسلّحين إسلاميين». وأضاف إن «الجيش السوري اقترب من السيطرة على شارع بستان الباشا الرئيسي في المنطقة، وان الاشتباكات الآن تتركز في الأحياء والشوارع الفرعية التي تغص بمسلحي جبهة النصرة وأحرار الشام المتحصنين في المنازل والمحال».
إلى ذلك، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي، خلال لقائه رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية في المهجر هيثم مناع في طهران، أن الدول التي تتدخل في شؤون سوريا تحولت بحد ذاتها إلى جزء من المشكلة.
وأكد وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، خلال لقائه مناع «ضرورة وقف العنف في سوريا وتخفيف معاناة وآلام الشعب السوري»، مشددا على أن «الحل السياسي هو الحل الوحيد والمنطقي لعودة الهدوء والاستقرار إلى سوريا». ورأى ان «استمرار الوضع الحالي لا يصب في مصلحة أي من الطرفين»، معتبرا أن «بعض الإجراءات التي تنم عن تدخل القوى الأجنبية تصب الزيت على النار وتؤجج الخلافات بين أصحاب التوجهات السياسية والدينية والمذهبية في سوريا، بغية تحقيق مآرب سياسية مغرضة في سوريا».
بوتين وأردوغان
وحذر بوتين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اردوغان في اسطنبول، السلطات التركية من أن موضوع نشر حلف شمال الأطلسي صواريخ «باتريوت» على الحدود مع سوريا، يزيد المخاوف من توسع النزاع.
وقال بوتين: «نشاطر تركيا قلقها من التطورات التي تحصل على الحدود، ولكننا ندعو إلى ضبط النفس. إن وضع قدرات (عسكرية) إضافية على الحدود لا يهدئ الوضع، بل بالعكس يوتره». واستند إلى مثل شعبي روسي ليشرح معارضة بلاده نشر هذه المنظومة الصاروخية. وأوضح: «يقولون: انه إذا كانت بندقية معلقة على جدارك في بداية لعبة، ستستخدم بالتأكيد لإطلاق النار في نهايتها».
وحول احتمال قيام سوريا باعتداء على تركيا، قال بوتين إن «ذلك أمر مستبعد لان سوريا تشهد نزاعا داخليا وليس بإمكانها مهاجمة الجيران»، مضيفا إن «قصف المناطق الحدودية التركية جاء عن طريق الصدفة».
وأعلن بوتين أن «مواقف روسيا وتركيا تتطابق في ما يخص تقدير الوضع في سوريا، ليس فقط في المسألة الإنسانية، إنما أيضا حول الوضع الذي يجب التوصل إليه في سوريا، ولكن لم يتم التوصل إلى مبادئ مشتركة بشأن سبل التسوية»، موضحا انه ظهرت لدى موسكو وأنقرة أفكار جديدة حول التسوية السورية، لكن من السابق لأوانه الكشف عنها.
وكرر بوتين إن «روسيا ليست محاميا للنظام السوري، بل هي قلقة على مستقبل سوريا ولا تريد تكرار الأخطاء التي ارتكبت في الماضي القريب»، في إشارة إلى ليبيا. وأشار إلى أن «سوريا بعيدة عن صنع أسلحة نووية»، موضحا أنها «لم تقترب من ذلك أبدا».
وأعلن اردوغان، من جهته، أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي احمد داود اوغلو سيعملان معا بشكل مكثف لإيجاد حل للازمة السورية. وأكد أن «تركيا وروسيا تتفقان على ضرورة وقف العنف في ســوريا بأسرع ما يمكن».
وبالرغم من خلافاتهما السياسية، عزز البلدان مؤخرا مبادلاتهما التجارية التي يفترض أن تبلغ هذه السنة 35 مليار دولار. وأشاد بوتين واردوغان بالعلاقــات الاقتصادية بين روسيــا وتركــيا، وأعلنا انه يجب ان ترتفع التــبادلات التجارية لتصل إلى 100 مليار دولار سنويا.
ووقع مسؤولون أتراك وروس 10 اتفاقيات، في مجالات التجارة والطاقة والاقتصاد والمصارف وغيرها. يشار إلى أن روسيا هي المزود الرئيسي لتركيا بالغاز ويفترض أن تبني أول محطة نووية في جنوب تركيا بموجب عقد وقع عام 2010.
وأعلن بوتين أنه «لا يرى أي خطر محدق يطال تحقيق مشروع بناء أول محطة كهروذرية في البلاد وهي محطة أكويو التي تقوم شركة روس أتوم بتشييدها». وأشار إلى أن حجم الاستثمار الكامل في هذا المشروع يتخطى الـ20 مليار دولار، موضحا أن 25 في المئة من هذا المبلغ يستخدم لتأمين فرص العمل في تركيا.
وقال مسؤولون أتراك إن انقرة طلبت ثلاثة مليارات متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي من «غازبروم» الروسية عبر خط أنابيب «بلو ستريم». وتشتري تركيا 30 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنويا.
لافروف والإبراهيمي
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن لافروف أكد في اتصال هاتفي تلقاه من المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «عدم وجود بديل للعمل مع كل الأطراف السورية بهدف وقف العنف فورا وبدء الحوار الوطني السوري من دون شروط مسبقة لحل القضايا الملحة لجدول الأعمال الوطني».
وأضاف البيان إن «روسيا تعمل بشكل دائم على هذا الاتجاه، من خلال اتصالاتها الحثيثة مع السلطات السورية والمعارضة على حد سواء، ومن الضروري أن يعمل اللاعبون الخارجيون على هذا النحو، وبما يتماشي مع الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف في 30 حزيران الماضي»."
النهار
صحيفة النهار تحدثت عن قضية "داتا الاتصالات" من وجهتها القضائية مع رفض "الهيئة القضائية المستقلة" تسليم الرسائل النصية، اما دولياً فكتبت الصحيفة عن الزيارة التي قام بها بوتين لأردوغان في اسطنبول.
الهيئة القضائية المستقلة رفضت تسليم الرسائل النصية
وكتبت
النهار تقول "رفضت الهيئة القضائية المستقلة اعطاء الأجهزة الأمنية
والعسكرية الاذن بالحصول على محتوى الرسائل النصية المرسلة على كامل
الأراضي اللبنانية باعتبار هذا الاجراء يشكل مساساً بالحريات الفردية ولا
يراعي أحكام القانون 140، وأبلغت رأيها في هذا الصدد الى مجلس الوزراء.
وتبين ان الهيئة وضعت رأيها هذا عقب تلقي وزارة الاتصالات طلباً للحصول على محتوى الرسائل النصية على كامل الأراضي اللبنانية خلال الشهرين اللذين سبقا اغتيال اللواء وسام الحسن.
ونشرت أمس "وكالة الأنباء المركزية" نص رأي الهيئة الذي جاء فيه: "أن الهيئة المجتمعة بكامل اعضائها في مقر رئيسها في بيروت، قصر العدل بتاريخ 21/ 11/ 2012. وبعد الاطلاع على تقرير المقرر تاريخ 20/ 11/ 2012 المتعلق بالتثبت من قانونية الاعتراض الاداري للمخابرات الهاتفية موضوع وثيقتي الإحالة في تاريخ 9/ 11/ 2012 رقم /7237أم ه/ سري ورقم /7236أم ه/ سري.
وحيث يتبين ان وثيقتي الاحالة المشار اليهما اعلاه لم تراع احكام القانون رقم 140 تاريخ 27/ 10/ 1999 لا سيما منه المادة 9 لأنها تضمنت تسليم مضمون الرسائل النصية المرسلة عبر شركتي MIC1 وMIC2 بكاملها وعلى كامل الاراضي اللبنانية مما يشكل مساساً بالحريات الفردية لا سيما الحق بصون المخابرات الهاتفية التي كفلها الدستور والقانون 140/ 99.
لذلك، ترى الهيئة باجماع آراء الاعضاء ان قرار الاعتراض النافذ والمطلوب تقدير قانونيته يخالف مبدأ صون التخابر الذي كفلته احكام الدستور كما واحكام القانون 140/ 1999، كما ترى الهيئة ابلاغ هذا الرأي الى رئيس مجلس الوزراء ووزيري الداخلية والاتصالات.
كما جاء في رأي الهيئة حول تأمين القاعدة الكاملة لبيانات الاتصالات للأجهزة الأمنية والعسكرية الذي قرره مجلس الوزراء في جلسته إثر اغتيال اللواء الحسن: "إن الهيئة المستقلة المنوط بها التثبت من اجراءات الاعتراض الاداري على المخابرات الهاتفية. بعد الاطلاع على الطلبات المقدمة اليها منذ تاريخ 19/ 9/ 2012 ولغاية تاريخه والرامية الى تأمين القاعدة الكاملة لبيانات الاتصالات للأجهزة الأمنية والعسكرية. وبما ان قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 20/ 10/ 2012 أوجب تأمين القاعدة الكاملة لبيانات الاتصالات للأجهزة الأمنية والعسكرية ابتداء من 19/ 9/ 2012 ولغاية 31/ 12/ 2012 وطلب الى كل من وزير الداخلية والبلديات ووزير الدفاع الوطني الطلب الى وزارة الاتصالات تسليمها عبر الهيئة.
وبما ان المادة التاسعة من القانون رقم 140 تاريخ 27/ 10/ 1999 المعدلة نصت على ان قرارات اجازة الاعتراض المقررة من وزيري الدفاع الوطني والداخلية تصبح نافذة بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء، كما نصت المادة العاشرة على أنه يتوجب على جميع العاملين لدى الجهات المعنية بموضوع وسائل الاتصال في القطاعين العام والخاص المعاونة في تنفيذ القرار القاضي بالاعتراض.
وبما انه من المسلم به ان اعطاء القاعدة الكاملة لبيانات الاتصالات على كامل الاراضي اللبنانية وبشكل دوري هو أمر مخالف لأحكام القوانين المرعية اذ يشكل تعدياً واضحاً على الحريات الأساسية ولا سيما سرية التخابر، وذلك في الظروف العادية.
وبما ان ما قدر يبرر المساس الجزئي بتلك الحريات يتمثل بطبيعة ظروف أمنية استثنائية تمر فيها البلاد توجب تأمين المصلحة الوطنية الأمنية.
وبما أن مجلس الوزراء مجتمعاً قد اتخذ القرار رقم 1 تاريخ 20/ 10/ 2012 بعد الوقوف على خطورة الاوضاع الامنية الاستثنائية.
وبما أن تحفظ هذه الهيئة على قرار مجلس الوزراء تاريخ 20/ 10/ 2012 ينطلق من مناقضته لأحكام المادة التاسعة من القانون الرقم 140/ 99 لجهة تجاوزه المدة القصوى عليها في متن المادة المذكورة والمحددة بشهرين على الأكثر اي حتى تاريخ 19/ 11/ 2012. لذلك، ترى الهيئة ابلاغ مضمون هذا الرأي الى رئيس مجلس الوزراء كما والى وزيري الدفاع الوطني والداخلية للاطلاع".
بوتين بعد لقائه أردوغان في اسطنبول: لا نحمي النظام السوري ولسنا محامين عنه
صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بان روسيا وتركيا لم تصلا إلى مبادئ مشتركة في شأن سبل تسوية المسألة السورية، وأن وزيري الخارجية التركي احمد داود اوغلو والروسي سيرغي لافروف كلفا إجراء مزيد من المحادثات في هذا الصدد.
ورأى في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن مواقف روسيا وتركيا متطابقة حيال سوريا من الناحية الإنسانية، ولكن"لم نتمكن من الوصول إلى مبادئ مشتركة لحل الأزمة وكلّفنا وزيري الخارجية إجراء محادثات إضافية" للتوصل إلى اتفاق على سبل تسوية المسألة.
وكشف بوتين أن أفكاراً جديدة ولدت خلال الإجتماع "ولكن من السابق لأوانه كشفها"، موضحاً إلى أنها تحتاج إلى مزيد من البلورة. وأكد أن حكومته لا تغض الطرف عن القصف السوري للأراضي التركية الحدودية الذي وصفه بأنه "عبء أخلاقي على سوريا وتركيا"، مؤكداً استمرار بلاده في التواصل مع تركيا لتسوية هذا الوضع.
وسئل عن إمكان استخدام سوريا أسلحة نووية، فأجاب بأن السؤال قد يكون فيه خطأ في الترجمة لأن "سوريا لا تملك أسلحة نووية ولم تقترب من صناعة أسلحة دمار شامل". وأضاف: "نحن لا نحمي النظام السوري ولسنا محامين عنه".
وعن طلب تركيا من حلف شمال الأطلسي نشر منظومة صواريخ "باتريوت" على حدودها مع سوريا، قال بوتين إن "أنظمة باتريوت ليست الأنظمة المثالية للدفاع الجوي في العالم... نشاطر تركيا تحفظاتها عن القصف السوري، لكننا ندعو إلى ضبط النفس". ودعا إلى عدم ايجاد أي إمكانات للتوتر، مشيراً إلى أن نشر الصواريخ لن يؤدي إلى الإنفجار، لكنه سيؤدي إلى مزيد من التصعيد. ولاحظ أن البندقية التي تعلّق على الحائط في أول المسرحية لا بد أن تطلق النار في نهاية المطاف.
وكرر أن "روسيا ليست محامية النظام السوري، لكننا قلقون من المستقبل ولا نريد تكرار أخطاء الماضي القريب"، موضحاً أن المجتمع الغربي لم يكن يظن أن سياسته في ليبيا سوف تؤدي إلى اغتيال السفير الأميركي في بنغازي، في إشارة مبطنة إلى انتشار التطرف في ليبيا بعدما اتهمت الولايات المتحدة "القاعدة" بأنها وراء الهجوم على القنصلية الاميركية. وخلص الى انه "قبل اتخاذ أية خطوات يجب أن ندرس التداعيات"، معلناً "استمرار المحادثات مع المجتمع الدولي لحل هذه العقدة".
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت روسيا تضمن ألاّ تهاجم سوريا تركيا، قال بوتين إن "سوريا منهمكة بالوضع الداخلي وليست لديها الإمكانات لمهاجمة أي دولة"."
الاخبار
كتبت صحيفة الاخبار عن قضية "داتا الاتصالات"، اما دولياً فتناولت الوضع السوري مع اللقاء الذي جمع بوتين بأردوغان لبحث الازمة السورية.
خيوط الجريمة بين 1.6 مليون حساب «فايسبوك»!
وكتبت
تقول "طلب فرع المعلومات داتا الاتصالات فحصل عليها كاملة. اليوم يريد
الجهاز الأمني نفسه كلمات المرور الخاصة بمليون ونصف مليون مستخدم لموقع
التواصل الاجتماعي الأول عالمياً «فايسبوك». برر «المعلومات» طلبه بأن ذلك
سيسهم في اكتشاف جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن. وزير الاتصالات
رفع طلب «الفرع» إلى مجلس الوزراء مع التحفّظ.
قبل عشرين عاماً بالتمام والكمال سلكت أوّل رسالة نصية قصيرة مسار الموجات. مضمونها كان: «ميلاد مجيد» (Merry Christmas). لكن مبتكر هذه التقنية، المهندس البريطاني نيل بابوورث، لم يكن في باله على الأرجح أنّ هذه الخدمة الحيوية ستتحوّل لتُشكّل عنصراً في حلّ الجرائم المرتكبة في بلد ربّما لم يسمع به ــــ أو ربما سمع حيث كان لبنان بقعة حامية عام 1992 ــــ بل لتشكّل معضلة أخلاقية على علاقة بالحريات الشخصية مباشرة.
فبناءً على ما تقدّم خلال اليومين الماضيين، يطلب فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي من وزارة الاتصالات كشفاً بالرسائل النصية لجميع اللبنانيّين خلال الشهرين اللذين سبقا اغتيال رئيس الفرع الراحل اللواء وسام الحسن، لربط خيوط مفترضة عن مدبّري التفجير الذي شهدته منطقة الأشرفية.
إزاء هذا الطلب، جدّد وزير الاتصالات نقولا صحناوي رفضه لكشف محتوى الرسائل النصية، وهو الموقف نفسه الذي كان قد اتخذه في قضية «داتا» الاتصالات الكاملة التي اضطرّت الوزارة إلى السفر إلى فرنسا لحسم الجدل بشأن مدى قانونيتها.
«عندما تشاورنا مع نظرائنا الفرنسيين بشأن شرعية طلب داتا الاتصالات، قالوا لنا: من يكشف معلومات كهذه يذهب إلى السجن مباشرة!» أوضح الوزير في حديثه مع «الأخبار». «وحتّى في البلدان حيث كانت الداتا متوافرة للأجهزة، فإنّ المعلومات التي يُشرعن توافرها أقلّ بكثير من المطلوب في لبنان».
ففي سوريا وفي ليبيا قبل تغيير الحكم، كانت المعلومات المتوافرة للأجهزة الأمنية تقتصر على حركة الاتصالات، من اتصل بمن وعلى مكان وجود أصحاب الخطوط الخلوية، يُتابع الوزير.
ولكن رغم هذه الممارسة المعتمدة في قطاع الاتصالات عالمياً، تمكّن فرع المعلومات من الحصول على داتا الاتصالات بقرار من مجلس الوزراء. فهل يتكرّر الأمر مع الرسائل النصية؟
«نحن رفعنا الطلب إلى مجلس الوزراء مع تحفظنا، فيما أعطت الهيئة القضائية الخاصة بهذا البحث رأياً سلبياً» يوضح صحناوي. «ولكن مهما يحصل، علينا التأكيد أنّهم (فرع المعلومات والفريق السياسي الذي يتصل به) كانوا يروّجون أن طلباتهم تقتصر على الحركة وليس على المضمون، وها هم يطلبون معرفة مضمون الرسائل وكشف ملايين اللبنانيين».
وخلال العامين الماضيين سجّل معدّل اختراق الهاتف الخلوي نمواً بارزاً في لبنان، إذ تجاوز عدد الاشتراكات 3.7 ملايين اشتراك وفقاً للبيانات المتوافرة لـ«الأخبار» حتّى تشرين الثاني 2012.
ولكن هناك أبعد من الرسائل النصية القصيرة وأخطر منها وأكثر تعقيداً في طلب فرع المعلومات. فهذا الجهاز يطلب أيضاً المعلومات الخاصّة بمستخدمي الإنترنت ومشغليه تحت حجّة البحث عن الخيوط نفسها.
«يريدون بيانات الاستخدام: الاسم، وكلمات السر للبنانيين الذين يستخدمون الإنترنت في لبنان، إضافة إلى بيانات مقدمي الخدمات وبوابات الولوج إلى الشبكة» يشرح نقولا صحناوي. ويجزم: «بالتأكيد لا يُمكننا الموافقة على توفير تلك المعلومات والتعرّض لخصوصيات المستخدمين، ولا أتصوّر أنّ مجلس الوزراء يُمكن أن يوافق على طلب كهذا».
ومن بين أبرز البيانات المطلوبة تلك الخاصة بمستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الأول عالمياً، «Facebook». والحديث هنا هو عن بيانات نحو 1.6 مليون مستخدم في لبنان لهذا الموقع. وقياساً بمعدّل النموّ المسجّل خلال الفترة الماضية، فإنّ معدّل اختراق هذا الموقع للبنانيين سيبلغ 50% برمشة عين.
يعكس هذا الرقم الكبير إقبال اللبنانيين كغيرهم من الشعوب على خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وخصوصاً مع توافر الإنترنت السريع على الهاتف الخلوي (3G)؛ ترتفع نسبة مشتركي الخلوي المشتركين أيضاً في خدمة الإنترنت الجوال صوب الثلث.
ولكن بغضّ النظر عن طبيعة الطلب المخيفة، هل يُمكن أن توفّر وزارة الاتصالات هذه البيانات لفرع المعلومات؟
«هناك بعض المعلومات التي يُمكن تأمينها وأخرى يجب الحصول عليها من الشركات مباشرة» يوضح صحناوي، مع تشديده على أنّ «البحث يجب ألا يكون عند هذا المستوى، بل في المجال المبدئي الخاص بالحريات الشخصية والمعطيات المنطقية».
هكذا يُمكن أن يدخل الطلب الأخير لفرع المعلومات في نفق طويل، كما حصل في قضية «داتا الاتصالات». المشكلة هي أنّ الأمور تزداد تعقيداً مع دخول الإنترنت في اللعبة. فهذا عالم غزير المعلومات والمؤشرات أيضاً. فعلى سبيل المثال، حتّى مع تزايد الإقبال على خدمات التواصل السريع (Instant Messaging) تبقى للخدمات الخلوية التقليديّة أهميّة خاصة. فوفقاً لشركة الاستشارات الخاصة بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، «Analysys Mason»، فإنّ 97% من مستخدمي خدمة «Whatsapp» لا يزالون يستخدمون خدمة الـ«SMS».
كذلك يدفع حراك الأعمال فيه إلى نشوء عمالقة يستطيعون السيطرة على الأخضر واليابس! فيوم أمس فقط كشف الموقع الإلكتروني الشهير «TechCrunch» أنّ «Facebook» يُجري مفاوضات لشراء «Whatsapp».
الأمور تزداد تشويقاً وغرابة للمحققين في الجرائم، وفي الوقت نفسه ترهيباً لمستخدمي الخدمات، أي المواطنين العاديين الأبرياء!
وضع يُفضّل صحناوي وصفه هكذا: «عوضاً عن المراوغة بأنّهم لا يريدون البيانات كاملة، وهو من الواضح أنهم يريدونه للتمتع بسيطرة عبر الاتصالات، لماذا لا يفكرون في الآتي: من هو المجرم الذي سيستخدم هاتفه الخلوي لإتمام عملية اغتيال؟ وهل فعلاً مبرّر كشف ملايين اللبنانيين على الإنترنت عوضاً عن التحوّط الأمني المسبق؟».
الرئيس الروسي يحذّر من ليبيا جديدة... والعربي يعتقد أنّ أيام النظام «معدودة»
بوتين في تركيا: أفكار جديدة ولا اتفاق
«أفكار جديدة ولدت». هذا ما توصّل إليه لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول، إذ حافظت موسكو على خشيتها من تحوّل سوريا إلى ليبيا جديدة
لم تؤدّ زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتركيا إلى أيّ تقارب في وجهات نظر الطرفين بشأن الأزمة السورية. واتفق الطرفان على تكليف وزيري خارجية كلّ من الدولتين إجراء المزيد من المحادثات، فيما رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أنّ النظام السوري يمكن أن يسقط «في أيّ وقت» بسبب تقدّم المعارضة سياسياً وعسكرياً.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارة لإسطنبول، أنّ تركيا وروسيا لم تتوصلا إلى رؤية مشتركة حول وسائل تسوية الوضع في سوريا. وقال بوتين، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إنّ «بلاده ستحافظ، رغم هذه التباينات، على الحوار مع تركيا». وأضاف: «سنكون على اتصال مع تركيا لمتابعة العمل معاً، حول وسائل تطبيع الوضع في سوريا. وكُلِّف وزيرا الخارجية، التركي والروسي، إجراء المزيد من المحادثات في هذا الصدد».
وكشف بوتين أنّ أفكاراً جديدة ولدت خلال الاجتماع «لكن من السابق لأوانه الكشف عنها»، مشيراً إلى أنّها تحتاج إلى المزيد من البلورة. وأكد أن بلاده لا تغضّ نظرها عن القصف السوري للأراضي التركية ــ الحدودية، الذي وصفه بأنه «عبء أخلاقي على سوريا وتركيا».
ورداً على سؤال عن إمكانية استخدام سوريا لأسلحة نووية، أجاب بوتين بأنّ السؤال قد يكون فيه خطأ في الترجمة؛ لأنّ «سوريا ليس لديها أسلحة نووية ولم تقترب من صناعة أسلحة دمار شامل». وعن طلب تركيا من حلف شماليّ الأطلسي نشر منظومة صواريخ باتريوت على حدودها، قال بوتين إنّ «أنظمة الباتريوت ليست الأنظمة المثالية للدفاع الجوي في العالم»، مشيراً إلى أنّ نشر الصواريخ لن يقود إلى الانفجار، لكنه سيقود إلى المزيد من التصعيد. وقال إنّ البندقية التي تعلّق على الحائط في أولّ المسرحية لا بدّ أن تطلق النار في نهاية المطاف. وجدّد التأكيد أنّ «روسيا ليست محامية النظام السوري. ولكننا قلقون من المستقبل، ولا نريد تكرار أخطاء الماضي القريب»، موضحاً أنّ المجتمع الغربي لم يكن يظن أنّ سياسته في ليبيا ستقود إلى اغتيال السفير الأميركي في بنغازي.
وأضاف بوتين: «قبل اتخاذ أيّ خطوات، يجب أن ندرس التداعيات»، مؤكداً «استمرار المباحثات مع المجتمع الدول لحلّ هذه العقدة». ورداً على سؤال عمّا إذا كانت روسيا تضمن ألّا تهاجم سوريا تركيا، قال إن «سوريا منهمكة في الوضع الداخلي وليس لديها الإمكانات لمهاجمة أيّ دولة».
من جهته، قال أردوغان إنّ الجانبين الروسي والتركي يسعيان إلى وقف العنف في سوريا في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى تقارب مواقف البلدين إلى حدّ ما حول الأزمة، إلّا أنّه كُلِّف وزيرا الخارجية العمل خلال الفترة المقبلة بجهد ونشاط أكبر للوصول إلى نقاط مشتركة ومحددة بالخصوص. وأضاف: «نريد أن يستفيد الشعب السوري من حقّ تقرير مصيره»، متمنياً «عودة السلام إلى الأراضي السورية، وهو ما يصبّ في مصلحة المجتمع الدولي بأسره، لا سوريا وحدها».
في موازاة ذلك، صرّح الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بأنّ النظام السوري يمكن أن يسقط «في أيّ وقت»، مشيراً إلى أنّه «يواجه معارضة تتقدّم سياسياً وعسكرياً. إنّها تحقّق تقدماً كلّ يوم»، مشيراً إلى أنّ «المعارك تدور الآن في دمشق». ورأى العربي أنّ الائتلاف الوطني السوري «يمضي قدماً». وتابع: «نحن على اتصال معهم ونقابلهم دوماً»، بعدما اعترفت الجامعة العربية به باعتباره «الممثل الشرعي للمعارضة السورية، والمحاور الأساسي للجامعة العربية».
ورداً على سؤال عن احتمال أن يؤثر النزاع السوري على الدول المجاورة، قال العربي: «الاحتمال قائم ولا يمكن أن نستبعده». وأعرب عن أسفه لدعم روسيا لدمشق، مشيراً إلى أنّه يمنع مجلس الأمن من تحقيق تقدم في الملف السوري. وأكد أنّ «الروس يصرّون على أن الأسد يجب أن يبقى حتى نهاية الفترة الانتقالية، بينما تقضي الخطة العربية لتسوية النزاع بأن تبدأ الفترة الانتقالية بتشكيل حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة، وبالتالي يصبح الأسد من دون سلطات». ورأى أنّ الصين يمكن أن تغيّر موقفها. وقال إنّ «التصريحات التي يدلي بها الصينيون تشير إلى أنّهم أكثر مرونة». وأشار أيضاً إلى أنّه لا يتوقع تغييراً في الموقف الإيراني «لأنّه موقف دوغمائي، لكنه ليس مؤثراً إلى هذا الحدّ».
من جهة أخرى، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إنّ إيران مع إرساء الديموقراطية في سوريا، لكن ليس بالطرق التي ترغب فيها الدول «الفاقدة للديموقراطية». وأضاف لاريجاني، في مؤتمر صحافي، أنّ وزارة الخارجية الإيرانية قامت ببعض المبادرات حول سوريا، وعقدت الاجتماعات ودعت إليها مختلف الدول، داعياً إلى تعزيز هذه المبادرات. وأشار إلى أنّه، خلال جولته الأخيرة، اطّلع عن كثب على الأوضاع في المنطقة وسوريا، و«ازددنا إصراراً على ضرورة الحلّ السياسي للمشكلات في سوريا». وأعرب عن اعتقاده بأنّ إرسال السلاح إلى سوريا «لن يغيّر الظروف الداخلية في هذا البلد، بل هو خطأ كبير». ولفت إلى وجود «إرادة قوية لدى المسؤولين السوريين لحلّ القضايا بالطرق السياسية»، مشيراً إلى أنّ «الحل الوحيد الذي يمكن أن يكون مؤثراً في سوريا هو الحوار وتعزيز الديموقراطية ووقف القتل والعنف».
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيرانية، علي أكبر صالحي، خلال استقباله رئيس «هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير السلمي» السورية في الخارج، هيثم مناع، على ضرورة وقف العنف في سوريا، مجدداً القول بأن الحل الوحيد في سوريا هو حل سياسي."
المستقبل
بدورها صحيفة المستقبل تحدثت عن الشأن السوري والتطورات الميدانية والسياسية في دمشق.
الأمم المتحدة تعلق عملياتها الاتحاد الأوروبي يقلص بعثته
أوباما للأسد: استخدام الأسلحة الكيميائية خطأ جسيم ستحاسب عليه
وكتبت
تقول "حذر الرئيس الأميركي باراك اوباما الرئيس السوري بشار الاسد أمس، من
اللجوء الى استخدام اسلحة كيميائية ضد شعبه، معتبراً أن ذلك "خطأ جسيم"
ستكون له "عواقب". وأضاف "اقول بكل وضوح للأسد ان العالم اجمع يراقب،
استخدام أسلحة كيميائية غير مقبول ولن يكون مقبولا بالمرة، وإذا ارتكبت
الخطأ المأسوي باستخدام تلك الأسلحة فستكون هناك عواقب وستحاسب".
وشدد الرئيس الأميركي على أنه "لا يمكننا ان نسمح بأن يغرق القرن الحادي والعشرون في السواد بسبب أسوأ اسلحة القرن العشرين..، وسنعمل على عملية انتقالية نحو سوريا محررة من نظام الاسد".
وأكد مسؤول اميركي ان نظام الاسد يقوم بتجميع المكونات الضرورية لتجهيز الاسلحة الكيميائية التي لديه بغاز السارين.
وفي أبرز المؤشرات على قرب سقوط نظام الأسد "في أيّ وقت" حسبما قال أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، برز في الداخل انشقاق المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ومغادرته سوريا حيث أعلنت الأمم المتحدة أمس تعليق عملياتها بسبب تدهور الوضع الأمني، كذلك وللسبب عينه قلص الاتحاد الأوروبي عدد أفراد بعثته الى الحد الأدنى.
وأفاد ناشطون أن مقاتلي المعارضة السورية أسقطوا أمس مقاتلة "ميغ" حربية في ريف دمشق كانت تقصف مدناً وبلدات في الغوطة الشرقية.
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وجهت من براغ "تحذيراً شديداً" الى نظام الاسد بشأن احتمال استخدام اسلحة كيميائية ضد شعبه.
وقالت كلينتون للصحافيين في العاصمة التشيكية "انه خط احمر بالنسبة للولايات المتحدة". واضافت "مرة جديدة نوجه تحذيراً شديداً جدا الى نظام الاسد بأن سلوكه مشين. اعماله ضد شعبه مفجعة". "لن ادخل في التفاصيل او اتحدث عن اي اجراءات محددة قد نتخذها في حال بروز اثباتات ذات صدقية على استخدام نظام الاسد اسلحة كيميائية ضد شعبه". واضافت "يكفي القول اننا سنتحرك بالتأكيد في حال حدوث هذا الامر". وتابعت "لا شك في ان هناك خطاً يفصل بين الفظائع التي ارتكبوها (نظام الاسد) ضد شعبهم واحتمال استخدام اسلحة كيميائية الذي تدينه الاسرة الدولية بشكل واسع".
وأكد مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن اسمه ان نظام الاسد يقوم بتجميع المكونات الكيميائية الضرورية لتجهيز الاسلحة الكيميائية بغاز السارين على الارجح. وأضاف ان "عددا من المؤشرات يحملنا على الاعتقاد انهم يقومون بتجميع المكونات الكيميائية".
وردت دمشق بالتأكيد على انها لن تستخدم الاسلحة الكيميائية "ان وجدت" ضد شعبها تحت اي ظرف كان.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية "تعقيباً على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية التي حذرت فيها سوريا من احتمال استخدام الاسلحة الكيميائية، فإن سوريا تؤكد مراراً وتكراراً بانها لن تستخدم مثل هذه الاسلحة ان وجدت، تحت اي ظرف كان".
وصرح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان نظام الرئيس بشار الاسد يمكن ان يسقط "في اي وقت" معتبراً انه يواجه معارضة تكسب مزيداً من الارض كل يوم.
وسئل العربي الذي كان يتحدث باللغة الانكليزية متى يتوقع سقوط نظام الاسد؟ فاجاب ان "هذا يمكن ان يحدث في اي وقت"، معتبراً ان الاوضاع "على الارض توضح بجلاء ان المعارضة السورية تتقدم سياسياً وعسكرياً. انها تحقق تقدماً كل يوم"، مشيراً الى ان "المعارك تدور الان في دمشق".
واعتبر الامين العام للجامعة العربية ان الائتلاف الوطني السوري (تحالف المعارضة السورية) الذي اسس في الدوحة في تشرين الثاني الماضي واختار القاهرة مقراً له "يمضي قدماً". وتابع "نحن على اتصال معهم ونقابلهم دوماً" بعد ان اعترفت الجامعة العربية بالائتلاف الوطني السوري باعتباره "الممثل الشرعي للمعارضة السورية والمحاور الاساسي للجامعة العربية".
ورداً على سؤال عن احتمال ان يؤثر النزاع السوري على الدول المجاورة، فقال "الاحتمال قائم ولا يمكن ان نستبعده".
واعرب العربي عن اسفه لدعم روسيا لدمشق معتبراً انه يمنع مجلس الامن من تحقيق تقدم في الملف السوري. وقال "هذا يوضح ان المجتمع الدولي يجب ان يراجع الطريقة التي يعمل بها مجلس الامن" حيث تتمتع خمس دول (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) بعضوية دائمة وبحق النقض (الفيتو).
واكد ان "الروس يصرون على ان الاسد يجب ان يبقى حتى نهاية" الفترة الانتقالية بينما تقضي الخطة العربية لتسوية النزاع بان "تبدأ الفترة الانتقالية بتشكيل حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة وبالتالي يصبح الاسد" من دون سلطات.
ورأى العربي ان الصين التي تؤيد سوريا كذلك في مجلس الامن يمكن ان تغير موقفها. وقال ان "التصريحات التي يدلي بها الصينيون تشير الى انهم اكثر مرونة".
ورداً على سؤال عن دور ايران في النزاع السوري، قال الامين العام للجامعة العربية "اقرأ في الصحف ان ايران تزود (النظام السوري) بالسلاح والمال" وهو ما "تنفيه طهران" الحليف الرئيسي لنظام الاسد في المنطقة.
وتابع العربي "لا اتوقع ان يتغير الموقف الايراني لانه موقف دوغماتي لكنه ليس مؤثرا الى هذا الحد" في النزاع السوري.
وقررت الامم المتحدة تعليق عملياتها في سوريا وسحب "موظفيها غير الاساسيين" من هذا البلد بسبب تدهور الاوضاع الامنية، كما اعلن أمس المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي.
وقال ان الامم المتحدة "ستعلق بعثاتها في سوريا حتى اشعار اخر". وكانت وكالة انباء في الامم المتحدة اعلنت ان المنظمة الدولية ستسحب "الموظفين الدوليين غير الاساسيين" من سوريا، اي 25 شخصاً من اصل نحو مئة، وستحد تنقلات موظفيها في البلد بسبب تفاقم الظروف الامنية.
وبحسب وكالة "آي آر آي ان" التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية، فقد قررت الامم المتحدة تعليق كل التنقلات خارج دمشق. وبين الموظفين الدوليين، فإن 25 شخصاً من اصل نحو مئة، قد يغادرون البلاد اعتبارا من هذا الاسبوع.
وستنسحب بعض وكالات الامم المتحدة ايضاً من مدينة حلب التي تشهد معارك بين الجيش السوري والمعارضين المسلحين. الا ان وكالة واحدة على الاقل ستبقي على وجودها في كل منطقة كبرى من سوريا خارج دمشق وفقاً لتوافر الموظفين المحليين.
واعلن رضوان نويصر منسق المساعدة الانسانية في سوريا حسبما نقلت عنه الوكالة التابعة لمكتب تنسيق المساعدات ان "الوضع الامني اصبح صعباً للغاية بما في ذلك في دمشق". واضاف ان الامم المتحدة "ستعيد تقويم حجم وجودها في البلد اضافة الى الطريقة التي تقدم بموجبها المساعدات الانسانية".
وبحسب المسؤول عن الامن في الامم المتحدة في سوريا صابر مغال فان "الوضع يتغير بشكل كبير" في البلد. وقال ان "المخاطر تزداد بالنسبة للعاملين الانسانيين بسبب العيارات النارية العشوائية والمواجهات بين اطراف" النزاع.
وقرر الاتحاد الاوروبي تقليص عدد افراد بعثته في دمشق الى الحد الادنى بسبب تدهور الاوضاع الامنية، كما اعلن المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين.
وقال مايكل مان في بيان ان "الاتحاد الاوروبي قرر تقليص انشطته في دمشق الى الحد الادنى لاسباب امنية". ولم يقدم المتحدث مزيدا من الايضاحات.
واوضح مصدر اوروبي مطلع ان بعثة الاتحاد الاوروبي سترسل موظفيها الاجانب الى بيروت.
وقال مصدر ديبلوماسي في المنطقة أمس إن جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية انشق عن حكومة الأسد وغادر البلاد. وأضاف المصدر الديبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه "لقد انشق. كل ما بوسعي قوله هو إنه خارج سوريا".
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان مقدسي "تعرض لضغوط من قبل بعض المحيطين بالرئيس السوري، لكن ليس من الرئيس نفسه"، مشيراً الى انه غادر الى العاصمة البريطانية عبر مطار بيروت الدولي.
ولم تعلق وسائل الاعلام السورية الرسمية على الموضوع حتى مساء الاثنين.
وفي اسطنبول، اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين ان رغبة تركيا في نشر صواريخ ارض-جو من نوع باتريوت للحلف الاطلسي على حدودها "سيزيد" التوتر مع سوريا.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في ختام زيارة عمل قصيرة الى تركيا ان "وضع قدرات اضافية على الحدود لا يهدئ الوضع بل بالعكس يوتره".
واكد بوتين في اسطنبول ان بلاده ليست محامياً لنظام الاسد.
وقال "لسنا مدافعين عن النظام السوري الحالي(..) لقد قلتها اكثر من مرة لسنا محامين عن النظام السوري. هناك اشياء اخرى تثير قلقنا منها على سبيل المثال ما سيحدث مستقبلا" في هذا البلد.
واعلن بوتين ايضا ان تركيا وروسيا لم تتوصلا الى اتفاق حول سوريا.
ونقلت وكالة انباء ايتار-تاس عن بوتين قوله في المؤتمر الصحافي مع اردوغان ان "روسيا وتركيا لم تتوصلا حتى الان الى رؤية مشتركة حول وسائل تسوية الوضع في سوريا".
وامتنع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن الاشارة الى الخلافات في وجهات النظر مع بوتين حول النزاع في سوريا متجنباًً الاجابة على اسئلة الصحافيين بشأن هذا الموضوع.
واعلن ديبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس ارسال طائرات حربية الاثنين الى الحدود مع سوريا بعد ان قصف الجيش السوري مواقع للمتمردين في بلدة واقعة على تخوم تركيا.
وقال هذا الديبلوماسي طالباً عدم كشف اسمه ان طائرات اف-16 اقلعت "كتدبير احترازي" من قاعدة ديار بكر بجنوب شرقي تركيا بعد غارة للطيران السوري على بلدة رأس العين السورية التي سقطت الشهر الماضي في ايدي المقاتلين المعارضين.
ميدانياً، تشن القوات النظامية حملة عسكرية على شمال شرقي مدينة حلب الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون. وتستمر الاشتباكات لليوم الرابع على التوالي في حي بستان الباشا (شمال شرق) الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون منذ اشهر، لا سيما جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة وكتائب احرار الشام.
وذكر المرصد في بيان الكتروني ان الاحياء الجنوبية من العاصمة تتعرض للقصف "حيث سمع دوي انفجارات في حيي التضامن والحجر الاسود".
وكان المرصد اشار في وقت سابق الى ان القصف طاول بعد منتصف ليل الاحد الاثنين حي التضامن ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقعين ايضا في جنوب العاصمة.
وفي محيط دمشق حيث تنفذ القوات النظامية منذ الخميس حملة عسكرية واسعة، شنت الطائرات الحربية غارتين على بلدة بيت سحم والبساتين المحيطة بها، بحسب المرصد الذي تحدث عن اشتباكات في هذه البساتين وتلك المجاورة لبلدة ببيلا المجاورة جنوب من العاصمة.
وفي الزبداني شمال غربي دمشق، افاد المرصد ان "مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا مبنى مدير المنطقة واشتبكوا مع عناصر الشرطة".
وقتل 12 شخصا على الاقل بينهم ثمانية مقاتلين معارضين في غارة جوية الاثنين على مدينة راس العين الحدودية في شمال شرقي سوريا، بحسب ما افاد المرصد. وفي حصيلة الامس، اعلنت المعارضة سقوط 192 شهيداً. واحصى المرصد سقوط اكثر من 41 الف شخص جراء النزاع المستمر منذ 20 شهرا."
اللواء
من جهتها أولت صحيفة اللواء اهتمامها للحديث عن الازمة السورية والتطورات التي حصلت، من سحب للبعثات الدبلوماسية من دمشق الى تحذير اوباما فاللقاء الذي جمع بوتين بأردوغان.
البعثات تهجر دمشق.. وأوباما يحذّر الأسد من السلاح الكيماوي
فشل محادثات بوتين - أردوغان.. وانشقاق المقدسي
وكتبت
اللواء تقول "تشابكت التطورات الميدانية والسياسية في سوريا ودخلت في
تحولات وأحداث شكلت منعطفاً بارزاً في مسار الصراع وتداعياته سواء في
الداخل السوري أو في البلدان ذات العلاقة بالازمة.
وفي حين دخل القتال في دمشق وريفها وحول مطارها الدولي مراحل حاسمة وحققت المعارضة تقدماً عسكرياً وسياسياً حسب الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي توقع سقوط نظام الرئيس بشار الاسد «في إي وقت»، شهد هذا النظام تصدعاً جديداً تمثل بانشقاق المتحدث الرسمي باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي. فيما كانت الامم المتحدة تعلق عملياتها في سوريا، وتسحب موظفيها ويقوم الاتحاد الاوروبي بتقليص انشطته الى الحد الأدنى.
بالتزامن اندلع جدال سوري أميركي حول امكانية استخدام النظام السوري للاسلحة الكيماوية ضد شعبه.في وقت تصدرت الازمة السورية وتداعياتها محور محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعماء الاتراك في أنقرة.
وفي تطور لافت شكل صفعة للنظام، قدم المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي استقالته من منصبه، وغادر دمشق الى لندن عبر مطار بيروت.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مقدسي»تعرض لضغوط من قبل بعض المحيطين بالرئيس السوري لكن ليس من الرئيس نفسه»، مشيرا الى انه غادر الى العاصمة البريطانية عبر مطار بيروت الدولي.
وفي تطور آخر يعكس القلق الدولي من التدهور الدراماتيكي للاوضاع، قررت الامم المتحدة تعليق عملياتها في سوريا وسحب «موظفيها غير الاساسيين» من هذا البلد بسبب تدهور الاوضاع الامنية.كماقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن مكتب الاتحاد في دمشق بصدد تقليص أنشطته هناك إلى الحد الأدنى بسبب الظروف الأمنية.
معركة دمشق والمطار
ميدانياً أكد مصدر سوري ان معركة ُدمشق مستمرة، واعنفُها في ريف دمشق لا سيما في الغوطة الشرقية حيث تشكل المناطقُ القريبة من قلب العاصمة التهديدَ الرئيسي.
واضاف أن المعركة حول دمشق لا يمكن أن تكون شبيهة بأي معركة أخرى في باقي البلاد، مشيراً الى حساسيتها وانتفاءِ الخِيارات فيها.ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن محللين عسكريين قولهم أن هناك معلوماتٍ تفيد بأن الأسد بدأ بتحضير قطع عسكرية موالية للدفاع عن العاصمة ومركز نفوذه.
وتواصل القصف على أحياء دمشق الجنوبية والريف مع استمرار زحف الجيش الحر باتجاه مطار دمشق ومحاصرته مطار دير الزور العسكري.
وأقصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة أحياء دمشق الجنوبية ومنها العسالي والحجر الأسود، كما قصفت بلدات حزرما وعقربا وسقبا وعربين ودير العصافير ويلدا وببيلا وبيت سحم وداريا ودوما وحران العواميد ومسرابا وجسرين في ريف دمشق.وفي الأثناء، استمرت الاشتباكات الضارية في محيط مطار دمشق الدولي.وحصد القتال اكثر من ٢٠٠ قتيل.
الأسلحة الكيماوية
في غضون ذلك حذر الرئيس الاميركي باراك أوباما النظام السوري من استعمال السلاح الكيميائي ضد شعبه، معتبرا ان استخدام الأسلحة الكيماوية سيكون غير مقبول و«ستكون هناك عواقب» له.
وصرح اوباما في واشنطن «اليوم اود ان اقول بكل وضوح للاسد والذين يطيعون اوامره ان العالم اجمع يراقبكم. ان اللجوء الى اسلحة كيميائية غير مقبول وسيكون غير مقبول بتاتا».
وكان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قال «نحن قلقون من فكرة ان يقوم نظام يزداد محاصرة (...) بالتفكير في استخدام اسلحة كيميائية ضد السوريين».
كما اكد مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن هويته ان نظام الاسد يقوم بتجميع المكونات الكيميائية الضرورية لتجهيز الاسلحة الكيميائية بغاز السارين على الارجح.
وكانت دمشق اكدت في وقت سابق امس انها لن تستخدم اي اسلحة كيميائية ضد شعبها وذلك ردا على «تحذير قاس» اطلقته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لسوريا معتبرة ان الاستخدام المحتمل لاسلحة كيميائية ضد الشعب «خط احمر» بالنسبة لواشنطن.
قد يسقط «في اي وقت»
في هذه الاثناء صرح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان نظام الاسد يمكن ان يسقط «في اي وقت» معتبرا انه يواجه معارضة تكسب مزيدا من الارض كل يوم.
وسئل العربي متى يتوقع سقوط نظام الاسد؟ فاجاب ان «هذا يمكن ان يحدث في اي وقت»، معتبرا ان الاوضاع «على الارض توضح بجلاء ان المعارضة السورية تتقدم سياسيا وعسكريا. انها تحقق تقدما كل يوم»، مشيرا الى ان «المعارك تدور الان في دمشق».
وفي انقرة تصدر الملف السوري المباحثات التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
واعلن بوتين، في مؤتمر صحفي مع اردوغان، ان «مواقفنا متطابقة في سوريا ولم نتمكن من ايجاد مبادئ مشتركة للتسوية ولكن كلفنا وزيري الخارجية بضرورة اجراء تشاورات اضافية ولا نستطيع ان نغض نظرنا عن قصف الاراضي التركية لانها تتطور بالقرب من حدودنا»، مشددا على ان «سوريا لم تقترب من تصنيع السلاح النووي ونحن نشارك تحفظات تركيا في الاوضاع الحدودية السورية التركية، وندعوهم الى التحفظ والتعقل، ونحن لسنا من محامي النظام السوري ولكن متخوفين مما سيحصل في المستقبل».
وفي انقرة ايضاً اعلن دبلوماسي تركي ارسال طائرات حربية الى الحدود مع سوريا.
من جهة ثانية اعلن مسؤول كبير في الخارجية الاميركية ان نشر صواريخ باتريوت في تركيا على الحدود السورية يحتاج الى اسابيع."
السفير
صحيفة السفير ركزت الحديث عن قضية "داتا الاتصالات" والتي ما زالت تتفاعل بين الاوساط السياسية والامنية والقضائية، كما تحدثت عن موضوع الانتخابات التي ستجري وبحسب مرجع رسمي للصحيفة في الثاني من حزيران من العام المقبل، أما دولياً فتحدثت السفير عن تطورات الازمة السورية واللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان.
مرجع أمني يحذر الأكثرية: «الرسائل» أو الشراكة في الجرائم
انتخابات 2013 دفعة واحدة في 2 حزيران

وحسب مرجع رسمي لبناني واسع الاطلاع، فإن أول أحد من حزيران 2013، «هو الموعد الرسمي المبدئي للانتخابات النيابية»، وقال لـ«السفير» إن التوجه الرسمي يقضي بأن تجري الانتخابات في يوم واحد، مشيرا الى أن وزارة الداخلية ستباشر بإعلام اللبنانيين بكل ما يتصل بالإجراءات الإدارية واللوجستية للانتخابات على أساس القانون النافذ حاليا، أي قانون الستين معدلا وفق «صيغة الدوحة».
وكشف المرجع أن ثمة محاولة استنقاذية أخيرة تجري من أجل طرح صيغة انتخابية، تشكل نوعا من الحل الوسط بين «قانون الستين» ومشروع الحكومة (لبنان 13 دائرة على أساس النسبية)، «فإذا سار بها النائب وليد جنبلاط، يمكن أن تخلط كل الأوراق الانتخابية مجددا».
وفيما تحركت الحكومة، أمس، من خلال رئيسها نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور على خط قضية اللبنانيين الذين وقعوا في كمين تلكلخ، من أجل معرفة مصير عناصر المجموعة التي تجاوزت العشرين شابا، فإن مدينة طرابلس شهدت اعتبارا من ليل أمس، توترا أمنيا بين جبل محسن والتبانة، يحمل في طياته بذور تفجير واسع، اذا لم تتدارك القوى السياسية الطرابلسية المعنية الأمر، علما أن الجيش سارع إلى اتخاذ خطوات ميدانية سريعة للجم الموقف.
في هذه الأثناء، تفاعلت قضية طلب فرع المعلومات الحصول على الرسائل الخلوية النصية (اس. ام. اس.) لكل اللبنانيين، لمدة شهرين، في الشهرين اللذين سبقا جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، وذلك على مسافة حوالي الشهر من المهلة الممنوحة لحصول الاجهزة الامنية على الحركة الكاملة للاتصالات (الداتا) في نهاية الشهر الحالي.
وفيما أكدت «الهيئة القضائية المستقلة» المنوط بها التثبت من إجراءات الاعتراض الإداري على المخابرات الهاتفية عدم قانونية اعتراض المخابرات والرسائل «لمخالفته مبدأ صون التخابر الذي كفلته أحكام الدستور والقانون 140»، رمى وزير الاتصالات نقولا صحناوي برفضه الاستجابة لطلب فرع المعلومات الكرة في ملعب مجلس الوزراء، تاركاً له أن يقرر كيف يتعامل مع هذه الخطوة غير المسبوقة، حتى في عز زمن «الوصاية السورية».
وقال صحناوي لـ«السفير» ان الكرة في ملعب مجلس الوزراء «فهو صاحب القرار في النهاية وعليه ان يتحمل المسؤولية»، وأضاف: «أنا لا يمكن أن أسير بخرق من هذا النوع»، وسأل «كيف يمكن ان نسلم البلد بالكامل لجهاز أمني»، وقال: «لنسأل كل مواطن لبناني هل يقبل بأن تكشف أسراره، أنا من جهتي كمواطن لبناني وقبل أن أكون وزيرا أرفض أن يمس أحد خصوصيتي».
ولفت صحناوي الانتباه الى ان الاستجابة لطلب كشف الرسائل النصية عبر الهاتف الخلوي، معناها إتاحة المجال لجهاز امني ان يمسك البلد ويتحكم بكل مفاصله، «فعلى سبيل المثال، لو تم كشف رسائل وخصوصيات 10 سياسيين و10 امنيين و10 قضاة و10 إعلاميين و10 متمولين و10 اقتصاديين و10 رجال دين، فماذا تكون النتيجة؟ الإمساك بخناق البلد والتحكم بكل مفاصله»؟
في المقابل، حمّل مرجع أمني كبير وزير الاتصالات ما قد يحصل من تبعات جراء عدم الاستجابة لطلب فرع المعلومات، وقال المرجع الذي تمنى عدم ذكر اسمه لـ«السفير» ان فرع المعلومات طلب الرسائل النصية على مستوى كل لبنان فور اغتيال اللواء الحسن، من أجل مساعدة التحقيقات الجارية في هذه الجريمة، إلا ان هذا الطلب رفض، «فعدنا وطلبنا الرسائل النصية على مستوى محافظتي بيروت وجبل لبنان، ومع ذلك جاء الرد سلبيا، علما اننا لم نتلق أي رد مباشر بل قرأناه عبر جريدة «السفير»، أمس».
ورأى المرجع ان على الدولة ان تختار بين أولوية الامن عموما وأولوية الحفاظ على جزء من الخصوصيات، وقال «على الكل ان يعلم ان الدولة مكشوفة بشكل خطير، وكل الدول التي تحترم نفسها عندما تكون في وضع مماثل لما نحن فيه، تضع الامن في قائمة الاولويات على حساب كل ما عداه».
وسأل المرجع الأمني: «لماذا العرقلة، البلد مستهدف والعدو أصبح في قلب البلد، وشهداؤنا نلملم أشلاءهم، نحن نقدم شهداء ودمنا في الشوارع وهناك من يمنع عنا ما يفترض ان نبني من خلاله تحصينات للوضع الداخلي ولأمن الناس»، واعتبر أن الاختباء خلف الاصبع «لا يفيد، ووزير الاتصالات مسؤول. ونحن نسأله لو كان احد من فريقه السياسي الذي ينتمي اليه في دائرة الخطر، ولو كان هو مكاننا، فهل كان امتنع عن تسليم الداتا بكل تفاصيلها، وهل كان انتظر أحدا ليستأذنه في ذلك».
وتابع المرجع: «في البدء حاولوا اغتيال بطرس حرب ثم سمير جعجع، واغتالوا اللواء الحسن، ولا أحد يعرف من هو التالي، نحن مضطرون لان نقول انهم عندما يمتنعون عن إعطائنا ما نطلبه، سواء في «داتا» الاتصالات أو «الرسائل النصية»، انما يجعلوننا نشك ونخشى من أن هناك جريمة ما يجري التحضير لها»، وختم «الهدف ليس الاطلاع على خصوصيات المواطنين او المس بها، لأن أخلاقنا لا تسمح لنا بذلك، واذا كانوا لا يثقون بنا في مؤسسة قوى الامن الداخلي، فليأتوا بمن يثقون بهم غيرنا».
اشتباكات متواصلة في ريف دمشق وحلب وأنباء عن استقالة جهاد مقدسي
بوتين وأردوغان: أفكار حول سوريا .. ولا اتفاق
لم يستطع اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، في اسطنبول أمس، جسر الهوة بين البلدين بشأن الحل المطلوب للازمة السورية، بالرغم من تأكيدهما وجود توافق بينهما وتوصلهما الى أفكار جديدة حول التسوية المحتملة.
وقالت مصادر سورية لـ«السفير»، رداً على الأخبار التي تم تداولها بشأن المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن «لا معلومات لديها عن مقدسي» الذي اختفى منذ الجمعة الماضي، مشيرة إلى أن أية قرارات لم يتم اتخاذها بشأنه بانتظار جلاء الصورة، وذلك خلافاً لما ذكر إعلامياً عن إعفائه من منصبه.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مقدسي استقال، موضحا انه «تعرض لضغوط من قبل بعض المحيطين بالرئيس السوري بشار الاسد لكن ليس من الرئيس نفسه»، مشيرا الى انه غادر الى لندن عبر مطار بيروت الدولي.
إلى ذلك، قال معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، إن اشتباكات عنيفة تواصلت بين القوات النظامية والمسلحين في ريف دمشق. وقال مسؤول في شركة مصر للطيران إن الشركة أمرت طائرة تابعة لها كانت في طريقها من القاهرة إلى دمشق بالعودة بسبب «سوء الأوضاع الأمنية» عند مطار العاصمة السورية. وشن الطيران السوري غارة على بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا، التي كان المسلحون سيطروا عليها، بينما سارعت أنقرة إلى نشر مقاتلات على امتداد الحدود.
وقال مصدر عسكري سوري: «بدأت القوات النظامية حملة عسكرية على شمال شرق حلب، الذي يسيطر عليه المسلّحون، متقدمة للمرة الأولى إلى حي تحت سيطرة مسلّحين إسلاميين». وأضاف إن «الجيش السوري اقترب من السيطرة على شارع بستان الباشا الرئيسي في المنطقة، وان الاشتباكات الآن تتركز في الأحياء والشوارع الفرعية التي تغص بمسلحي جبهة النصرة وأحرار الشام المتحصنين في المنازل والمحال».
إلى ذلك، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي، خلال لقائه رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية في المهجر هيثم مناع في طهران، أن الدول التي تتدخل في شؤون سوريا تحولت بحد ذاتها إلى جزء من المشكلة.
وأكد وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، خلال لقائه مناع «ضرورة وقف العنف في سوريا وتخفيف معاناة وآلام الشعب السوري»، مشددا على أن «الحل السياسي هو الحل الوحيد والمنطقي لعودة الهدوء والاستقرار إلى سوريا». ورأى ان «استمرار الوضع الحالي لا يصب في مصلحة أي من الطرفين»، معتبرا أن «بعض الإجراءات التي تنم عن تدخل القوى الأجنبية تصب الزيت على النار وتؤجج الخلافات بين أصحاب التوجهات السياسية والدينية والمذهبية في سوريا، بغية تحقيق مآرب سياسية مغرضة في سوريا».
بوتين وأردوغان
وحذر بوتين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اردوغان في اسطنبول، السلطات التركية من أن موضوع نشر حلف شمال الأطلسي صواريخ «باتريوت» على الحدود مع سوريا، يزيد المخاوف من توسع النزاع.
وقال بوتين: «نشاطر تركيا قلقها من التطورات التي تحصل على الحدود، ولكننا ندعو إلى ضبط النفس. إن وضع قدرات (عسكرية) إضافية على الحدود لا يهدئ الوضع، بل بالعكس يوتره». واستند إلى مثل شعبي روسي ليشرح معارضة بلاده نشر هذه المنظومة الصاروخية. وأوضح: «يقولون: انه إذا كانت بندقية معلقة على جدارك في بداية لعبة، ستستخدم بالتأكيد لإطلاق النار في نهايتها».
وحول احتمال قيام سوريا باعتداء على تركيا، قال بوتين إن «ذلك أمر مستبعد لان سوريا تشهد نزاعا داخليا وليس بإمكانها مهاجمة الجيران»، مضيفا إن «قصف المناطق الحدودية التركية جاء عن طريق الصدفة».
وأعلن بوتين أن «مواقف روسيا وتركيا تتطابق في ما يخص تقدير الوضع في سوريا، ليس فقط في المسألة الإنسانية، إنما أيضا حول الوضع الذي يجب التوصل إليه في سوريا، ولكن لم يتم التوصل إلى مبادئ مشتركة بشأن سبل التسوية»، موضحا انه ظهرت لدى موسكو وأنقرة أفكار جديدة حول التسوية السورية، لكن من السابق لأوانه الكشف عنها.
وكرر بوتين إن «روسيا ليست محاميا للنظام السوري، بل هي قلقة على مستقبل سوريا ولا تريد تكرار الأخطاء التي ارتكبت في الماضي القريب»، في إشارة إلى ليبيا. وأشار إلى أن «سوريا بعيدة عن صنع أسلحة نووية»، موضحا أنها «لم تقترب من ذلك أبدا».
وأعلن اردوغان، من جهته، أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي احمد داود اوغلو سيعملان معا بشكل مكثف لإيجاد حل للازمة السورية. وأكد أن «تركيا وروسيا تتفقان على ضرورة وقف العنف في ســوريا بأسرع ما يمكن».
وبالرغم من خلافاتهما السياسية، عزز البلدان مؤخرا مبادلاتهما التجارية التي يفترض أن تبلغ هذه السنة 35 مليار دولار. وأشاد بوتين واردوغان بالعلاقــات الاقتصادية بين روسيــا وتركــيا، وأعلنا انه يجب ان ترتفع التــبادلات التجارية لتصل إلى 100 مليار دولار سنويا.
ووقع مسؤولون أتراك وروس 10 اتفاقيات، في مجالات التجارة والطاقة والاقتصاد والمصارف وغيرها. يشار إلى أن روسيا هي المزود الرئيسي لتركيا بالغاز ويفترض أن تبني أول محطة نووية في جنوب تركيا بموجب عقد وقع عام 2010.
وأعلن بوتين أنه «لا يرى أي خطر محدق يطال تحقيق مشروع بناء أول محطة كهروذرية في البلاد وهي محطة أكويو التي تقوم شركة روس أتوم بتشييدها». وأشار إلى أن حجم الاستثمار الكامل في هذا المشروع يتخطى الـ20 مليار دولار، موضحا أن 25 في المئة من هذا المبلغ يستخدم لتأمين فرص العمل في تركيا.
وقال مسؤولون أتراك إن انقرة طلبت ثلاثة مليارات متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي من «غازبروم» الروسية عبر خط أنابيب «بلو ستريم». وتشتري تركيا 30 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنويا.
لافروف والإبراهيمي
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن لافروف أكد في اتصال هاتفي تلقاه من المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «عدم وجود بديل للعمل مع كل الأطراف السورية بهدف وقف العنف فورا وبدء الحوار الوطني السوري من دون شروط مسبقة لحل القضايا الملحة لجدول الأعمال الوطني».
وأضاف البيان إن «روسيا تعمل بشكل دائم على هذا الاتجاه، من خلال اتصالاتها الحثيثة مع السلطات السورية والمعارضة على حد سواء، ومن الضروري أن يعمل اللاعبون الخارجيون على هذا النحو، وبما يتماشي مع الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف في 30 حزيران الماضي»."
النهار
صحيفة النهار تحدثت عن قضية "داتا الاتصالات" من وجهتها القضائية مع رفض "الهيئة القضائية المستقلة" تسليم الرسائل النصية، اما دولياً فكتبت الصحيفة عن الزيارة التي قام بها بوتين لأردوغان في اسطنبول.
الهيئة القضائية المستقلة رفضت تسليم الرسائل النصية

وتبين ان الهيئة وضعت رأيها هذا عقب تلقي وزارة الاتصالات طلباً للحصول على محتوى الرسائل النصية على كامل الأراضي اللبنانية خلال الشهرين اللذين سبقا اغتيال اللواء وسام الحسن.
ونشرت أمس "وكالة الأنباء المركزية" نص رأي الهيئة الذي جاء فيه: "أن الهيئة المجتمعة بكامل اعضائها في مقر رئيسها في بيروت، قصر العدل بتاريخ 21/ 11/ 2012. وبعد الاطلاع على تقرير المقرر تاريخ 20/ 11/ 2012 المتعلق بالتثبت من قانونية الاعتراض الاداري للمخابرات الهاتفية موضوع وثيقتي الإحالة في تاريخ 9/ 11/ 2012 رقم /7237أم ه/ سري ورقم /7236أم ه/ سري.
وحيث يتبين ان وثيقتي الاحالة المشار اليهما اعلاه لم تراع احكام القانون رقم 140 تاريخ 27/ 10/ 1999 لا سيما منه المادة 9 لأنها تضمنت تسليم مضمون الرسائل النصية المرسلة عبر شركتي MIC1 وMIC2 بكاملها وعلى كامل الاراضي اللبنانية مما يشكل مساساً بالحريات الفردية لا سيما الحق بصون المخابرات الهاتفية التي كفلها الدستور والقانون 140/ 99.
لذلك، ترى الهيئة باجماع آراء الاعضاء ان قرار الاعتراض النافذ والمطلوب تقدير قانونيته يخالف مبدأ صون التخابر الذي كفلته احكام الدستور كما واحكام القانون 140/ 1999، كما ترى الهيئة ابلاغ هذا الرأي الى رئيس مجلس الوزراء ووزيري الداخلية والاتصالات.
كما جاء في رأي الهيئة حول تأمين القاعدة الكاملة لبيانات الاتصالات للأجهزة الأمنية والعسكرية الذي قرره مجلس الوزراء في جلسته إثر اغتيال اللواء الحسن: "إن الهيئة المستقلة المنوط بها التثبت من اجراءات الاعتراض الاداري على المخابرات الهاتفية. بعد الاطلاع على الطلبات المقدمة اليها منذ تاريخ 19/ 9/ 2012 ولغاية تاريخه والرامية الى تأمين القاعدة الكاملة لبيانات الاتصالات للأجهزة الأمنية والعسكرية. وبما ان قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 20/ 10/ 2012 أوجب تأمين القاعدة الكاملة لبيانات الاتصالات للأجهزة الأمنية والعسكرية ابتداء من 19/ 9/ 2012 ولغاية 31/ 12/ 2012 وطلب الى كل من وزير الداخلية والبلديات ووزير الدفاع الوطني الطلب الى وزارة الاتصالات تسليمها عبر الهيئة.
وبما ان المادة التاسعة من القانون رقم 140 تاريخ 27/ 10/ 1999 المعدلة نصت على ان قرارات اجازة الاعتراض المقررة من وزيري الدفاع الوطني والداخلية تصبح نافذة بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء، كما نصت المادة العاشرة على أنه يتوجب على جميع العاملين لدى الجهات المعنية بموضوع وسائل الاتصال في القطاعين العام والخاص المعاونة في تنفيذ القرار القاضي بالاعتراض.
وبما انه من المسلم به ان اعطاء القاعدة الكاملة لبيانات الاتصالات على كامل الاراضي اللبنانية وبشكل دوري هو أمر مخالف لأحكام القوانين المرعية اذ يشكل تعدياً واضحاً على الحريات الأساسية ولا سيما سرية التخابر، وذلك في الظروف العادية.
وبما ان ما قدر يبرر المساس الجزئي بتلك الحريات يتمثل بطبيعة ظروف أمنية استثنائية تمر فيها البلاد توجب تأمين المصلحة الوطنية الأمنية.
وبما أن مجلس الوزراء مجتمعاً قد اتخذ القرار رقم 1 تاريخ 20/ 10/ 2012 بعد الوقوف على خطورة الاوضاع الامنية الاستثنائية.
وبما أن تحفظ هذه الهيئة على قرار مجلس الوزراء تاريخ 20/ 10/ 2012 ينطلق من مناقضته لأحكام المادة التاسعة من القانون الرقم 140/ 99 لجهة تجاوزه المدة القصوى عليها في متن المادة المذكورة والمحددة بشهرين على الأكثر اي حتى تاريخ 19/ 11/ 2012. لذلك، ترى الهيئة ابلاغ مضمون هذا الرأي الى رئيس مجلس الوزراء كما والى وزيري الدفاع الوطني والداخلية للاطلاع".
بوتين بعد لقائه أردوغان في اسطنبول: لا نحمي النظام السوري ولسنا محامين عنه
صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بان روسيا وتركيا لم تصلا إلى مبادئ مشتركة في شأن سبل تسوية المسألة السورية، وأن وزيري الخارجية التركي احمد داود اوغلو والروسي سيرغي لافروف كلفا إجراء مزيد من المحادثات في هذا الصدد.
ورأى في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن مواقف روسيا وتركيا متطابقة حيال سوريا من الناحية الإنسانية، ولكن"لم نتمكن من الوصول إلى مبادئ مشتركة لحل الأزمة وكلّفنا وزيري الخارجية إجراء محادثات إضافية" للتوصل إلى اتفاق على سبل تسوية المسألة.
وكشف بوتين أن أفكاراً جديدة ولدت خلال الإجتماع "ولكن من السابق لأوانه كشفها"، موضحاً إلى أنها تحتاج إلى مزيد من البلورة. وأكد أن حكومته لا تغض الطرف عن القصف السوري للأراضي التركية الحدودية الذي وصفه بأنه "عبء أخلاقي على سوريا وتركيا"، مؤكداً استمرار بلاده في التواصل مع تركيا لتسوية هذا الوضع.
وسئل عن إمكان استخدام سوريا أسلحة نووية، فأجاب بأن السؤال قد يكون فيه خطأ في الترجمة لأن "سوريا لا تملك أسلحة نووية ولم تقترب من صناعة أسلحة دمار شامل". وأضاف: "نحن لا نحمي النظام السوري ولسنا محامين عنه".
وعن طلب تركيا من حلف شمال الأطلسي نشر منظومة صواريخ "باتريوت" على حدودها مع سوريا، قال بوتين إن "أنظمة باتريوت ليست الأنظمة المثالية للدفاع الجوي في العالم... نشاطر تركيا تحفظاتها عن القصف السوري، لكننا ندعو إلى ضبط النفس". ودعا إلى عدم ايجاد أي إمكانات للتوتر، مشيراً إلى أن نشر الصواريخ لن يؤدي إلى الإنفجار، لكنه سيؤدي إلى مزيد من التصعيد. ولاحظ أن البندقية التي تعلّق على الحائط في أول المسرحية لا بد أن تطلق النار في نهاية المطاف.
وكرر أن "روسيا ليست محامية النظام السوري، لكننا قلقون من المستقبل ولا نريد تكرار أخطاء الماضي القريب"، موضحاً أن المجتمع الغربي لم يكن يظن أن سياسته في ليبيا سوف تؤدي إلى اغتيال السفير الأميركي في بنغازي، في إشارة مبطنة إلى انتشار التطرف في ليبيا بعدما اتهمت الولايات المتحدة "القاعدة" بأنها وراء الهجوم على القنصلية الاميركية. وخلص الى انه "قبل اتخاذ أية خطوات يجب أن ندرس التداعيات"، معلناً "استمرار المحادثات مع المجتمع الدولي لحل هذه العقدة".
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت روسيا تضمن ألاّ تهاجم سوريا تركيا، قال بوتين إن "سوريا منهمكة بالوضع الداخلي وليست لديها الإمكانات لمهاجمة أي دولة"."
الاخبار
كتبت صحيفة الاخبار عن قضية "داتا الاتصالات"، اما دولياً فتناولت الوضع السوري مع اللقاء الذي جمع بوتين بأردوغان لبحث الازمة السورية.
خيوط الجريمة بين 1.6 مليون حساب «فايسبوك»!

قبل عشرين عاماً بالتمام والكمال سلكت أوّل رسالة نصية قصيرة مسار الموجات. مضمونها كان: «ميلاد مجيد» (Merry Christmas). لكن مبتكر هذه التقنية، المهندس البريطاني نيل بابوورث، لم يكن في باله على الأرجح أنّ هذه الخدمة الحيوية ستتحوّل لتُشكّل عنصراً في حلّ الجرائم المرتكبة في بلد ربّما لم يسمع به ــــ أو ربما سمع حيث كان لبنان بقعة حامية عام 1992 ــــ بل لتشكّل معضلة أخلاقية على علاقة بالحريات الشخصية مباشرة.
فبناءً على ما تقدّم خلال اليومين الماضيين، يطلب فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي من وزارة الاتصالات كشفاً بالرسائل النصية لجميع اللبنانيّين خلال الشهرين اللذين سبقا اغتيال رئيس الفرع الراحل اللواء وسام الحسن، لربط خيوط مفترضة عن مدبّري التفجير الذي شهدته منطقة الأشرفية.
إزاء هذا الطلب، جدّد وزير الاتصالات نقولا صحناوي رفضه لكشف محتوى الرسائل النصية، وهو الموقف نفسه الذي كان قد اتخذه في قضية «داتا» الاتصالات الكاملة التي اضطرّت الوزارة إلى السفر إلى فرنسا لحسم الجدل بشأن مدى قانونيتها.
«عندما تشاورنا مع نظرائنا الفرنسيين بشأن شرعية طلب داتا الاتصالات، قالوا لنا: من يكشف معلومات كهذه يذهب إلى السجن مباشرة!» أوضح الوزير في حديثه مع «الأخبار». «وحتّى في البلدان حيث كانت الداتا متوافرة للأجهزة، فإنّ المعلومات التي يُشرعن توافرها أقلّ بكثير من المطلوب في لبنان».
ففي سوريا وفي ليبيا قبل تغيير الحكم، كانت المعلومات المتوافرة للأجهزة الأمنية تقتصر على حركة الاتصالات، من اتصل بمن وعلى مكان وجود أصحاب الخطوط الخلوية، يُتابع الوزير.
ولكن رغم هذه الممارسة المعتمدة في قطاع الاتصالات عالمياً، تمكّن فرع المعلومات من الحصول على داتا الاتصالات بقرار من مجلس الوزراء. فهل يتكرّر الأمر مع الرسائل النصية؟
«نحن رفعنا الطلب إلى مجلس الوزراء مع تحفظنا، فيما أعطت الهيئة القضائية الخاصة بهذا البحث رأياً سلبياً» يوضح صحناوي. «ولكن مهما يحصل، علينا التأكيد أنّهم (فرع المعلومات والفريق السياسي الذي يتصل به) كانوا يروّجون أن طلباتهم تقتصر على الحركة وليس على المضمون، وها هم يطلبون معرفة مضمون الرسائل وكشف ملايين اللبنانيين».
وخلال العامين الماضيين سجّل معدّل اختراق الهاتف الخلوي نمواً بارزاً في لبنان، إذ تجاوز عدد الاشتراكات 3.7 ملايين اشتراك وفقاً للبيانات المتوافرة لـ«الأخبار» حتّى تشرين الثاني 2012.
ولكن هناك أبعد من الرسائل النصية القصيرة وأخطر منها وأكثر تعقيداً في طلب فرع المعلومات. فهذا الجهاز يطلب أيضاً المعلومات الخاصّة بمستخدمي الإنترنت ومشغليه تحت حجّة البحث عن الخيوط نفسها.
«يريدون بيانات الاستخدام: الاسم، وكلمات السر للبنانيين الذين يستخدمون الإنترنت في لبنان، إضافة إلى بيانات مقدمي الخدمات وبوابات الولوج إلى الشبكة» يشرح نقولا صحناوي. ويجزم: «بالتأكيد لا يُمكننا الموافقة على توفير تلك المعلومات والتعرّض لخصوصيات المستخدمين، ولا أتصوّر أنّ مجلس الوزراء يُمكن أن يوافق على طلب كهذا».
ومن بين أبرز البيانات المطلوبة تلك الخاصة بمستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الأول عالمياً، «Facebook». والحديث هنا هو عن بيانات نحو 1.6 مليون مستخدم في لبنان لهذا الموقع. وقياساً بمعدّل النموّ المسجّل خلال الفترة الماضية، فإنّ معدّل اختراق هذا الموقع للبنانيين سيبلغ 50% برمشة عين.
يعكس هذا الرقم الكبير إقبال اللبنانيين كغيرهم من الشعوب على خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وخصوصاً مع توافر الإنترنت السريع على الهاتف الخلوي (3G)؛ ترتفع نسبة مشتركي الخلوي المشتركين أيضاً في خدمة الإنترنت الجوال صوب الثلث.
ولكن بغضّ النظر عن طبيعة الطلب المخيفة، هل يُمكن أن توفّر وزارة الاتصالات هذه البيانات لفرع المعلومات؟
«هناك بعض المعلومات التي يُمكن تأمينها وأخرى يجب الحصول عليها من الشركات مباشرة» يوضح صحناوي، مع تشديده على أنّ «البحث يجب ألا يكون عند هذا المستوى، بل في المجال المبدئي الخاص بالحريات الشخصية والمعطيات المنطقية».
هكذا يُمكن أن يدخل الطلب الأخير لفرع المعلومات في نفق طويل، كما حصل في قضية «داتا الاتصالات». المشكلة هي أنّ الأمور تزداد تعقيداً مع دخول الإنترنت في اللعبة. فهذا عالم غزير المعلومات والمؤشرات أيضاً. فعلى سبيل المثال، حتّى مع تزايد الإقبال على خدمات التواصل السريع (Instant Messaging) تبقى للخدمات الخلوية التقليديّة أهميّة خاصة. فوفقاً لشركة الاستشارات الخاصة بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، «Analysys Mason»، فإنّ 97% من مستخدمي خدمة «Whatsapp» لا يزالون يستخدمون خدمة الـ«SMS».
كذلك يدفع حراك الأعمال فيه إلى نشوء عمالقة يستطيعون السيطرة على الأخضر واليابس! فيوم أمس فقط كشف الموقع الإلكتروني الشهير «TechCrunch» أنّ «Facebook» يُجري مفاوضات لشراء «Whatsapp».
الأمور تزداد تشويقاً وغرابة للمحققين في الجرائم، وفي الوقت نفسه ترهيباً لمستخدمي الخدمات، أي المواطنين العاديين الأبرياء!
وضع يُفضّل صحناوي وصفه هكذا: «عوضاً عن المراوغة بأنّهم لا يريدون البيانات كاملة، وهو من الواضح أنهم يريدونه للتمتع بسيطرة عبر الاتصالات، لماذا لا يفكرون في الآتي: من هو المجرم الذي سيستخدم هاتفه الخلوي لإتمام عملية اغتيال؟ وهل فعلاً مبرّر كشف ملايين اللبنانيين على الإنترنت عوضاً عن التحوّط الأمني المسبق؟».
الرئيس الروسي يحذّر من ليبيا جديدة... والعربي يعتقد أنّ أيام النظام «معدودة»
بوتين في تركيا: أفكار جديدة ولا اتفاق
«أفكار جديدة ولدت». هذا ما توصّل إليه لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول، إذ حافظت موسكو على خشيتها من تحوّل سوريا إلى ليبيا جديدة
لم تؤدّ زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتركيا إلى أيّ تقارب في وجهات نظر الطرفين بشأن الأزمة السورية. واتفق الطرفان على تكليف وزيري خارجية كلّ من الدولتين إجراء المزيد من المحادثات، فيما رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أنّ النظام السوري يمكن أن يسقط «في أيّ وقت» بسبب تقدّم المعارضة سياسياً وعسكرياً.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارة لإسطنبول، أنّ تركيا وروسيا لم تتوصلا إلى رؤية مشتركة حول وسائل تسوية الوضع في سوريا. وقال بوتين، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إنّ «بلاده ستحافظ، رغم هذه التباينات، على الحوار مع تركيا». وأضاف: «سنكون على اتصال مع تركيا لمتابعة العمل معاً، حول وسائل تطبيع الوضع في سوريا. وكُلِّف وزيرا الخارجية، التركي والروسي، إجراء المزيد من المحادثات في هذا الصدد».
وكشف بوتين أنّ أفكاراً جديدة ولدت خلال الاجتماع «لكن من السابق لأوانه الكشف عنها»، مشيراً إلى أنّها تحتاج إلى المزيد من البلورة. وأكد أن بلاده لا تغضّ نظرها عن القصف السوري للأراضي التركية ــ الحدودية، الذي وصفه بأنه «عبء أخلاقي على سوريا وتركيا».
ورداً على سؤال عن إمكانية استخدام سوريا لأسلحة نووية، أجاب بوتين بأنّ السؤال قد يكون فيه خطأ في الترجمة؛ لأنّ «سوريا ليس لديها أسلحة نووية ولم تقترب من صناعة أسلحة دمار شامل». وعن طلب تركيا من حلف شماليّ الأطلسي نشر منظومة صواريخ باتريوت على حدودها، قال بوتين إنّ «أنظمة الباتريوت ليست الأنظمة المثالية للدفاع الجوي في العالم»، مشيراً إلى أنّ نشر الصواريخ لن يقود إلى الانفجار، لكنه سيقود إلى المزيد من التصعيد. وقال إنّ البندقية التي تعلّق على الحائط في أولّ المسرحية لا بدّ أن تطلق النار في نهاية المطاف. وجدّد التأكيد أنّ «روسيا ليست محامية النظام السوري. ولكننا قلقون من المستقبل، ولا نريد تكرار أخطاء الماضي القريب»، موضحاً أنّ المجتمع الغربي لم يكن يظن أنّ سياسته في ليبيا ستقود إلى اغتيال السفير الأميركي في بنغازي.
وأضاف بوتين: «قبل اتخاذ أيّ خطوات، يجب أن ندرس التداعيات»، مؤكداً «استمرار المباحثات مع المجتمع الدول لحلّ هذه العقدة». ورداً على سؤال عمّا إذا كانت روسيا تضمن ألّا تهاجم سوريا تركيا، قال إن «سوريا منهمكة في الوضع الداخلي وليس لديها الإمكانات لمهاجمة أيّ دولة».
من جهته، قال أردوغان إنّ الجانبين الروسي والتركي يسعيان إلى وقف العنف في سوريا في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى تقارب مواقف البلدين إلى حدّ ما حول الأزمة، إلّا أنّه كُلِّف وزيرا الخارجية العمل خلال الفترة المقبلة بجهد ونشاط أكبر للوصول إلى نقاط مشتركة ومحددة بالخصوص. وأضاف: «نريد أن يستفيد الشعب السوري من حقّ تقرير مصيره»، متمنياً «عودة السلام إلى الأراضي السورية، وهو ما يصبّ في مصلحة المجتمع الدولي بأسره، لا سوريا وحدها».
في موازاة ذلك، صرّح الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بأنّ النظام السوري يمكن أن يسقط «في أيّ وقت»، مشيراً إلى أنّه «يواجه معارضة تتقدّم سياسياً وعسكرياً. إنّها تحقّق تقدماً كلّ يوم»، مشيراً إلى أنّ «المعارك تدور الآن في دمشق». ورأى العربي أنّ الائتلاف الوطني السوري «يمضي قدماً». وتابع: «نحن على اتصال معهم ونقابلهم دوماً»، بعدما اعترفت الجامعة العربية به باعتباره «الممثل الشرعي للمعارضة السورية، والمحاور الأساسي للجامعة العربية».
ورداً على سؤال عن احتمال أن يؤثر النزاع السوري على الدول المجاورة، قال العربي: «الاحتمال قائم ولا يمكن أن نستبعده». وأعرب عن أسفه لدعم روسيا لدمشق، مشيراً إلى أنّه يمنع مجلس الأمن من تحقيق تقدم في الملف السوري. وأكد أنّ «الروس يصرّون على أن الأسد يجب أن يبقى حتى نهاية الفترة الانتقالية، بينما تقضي الخطة العربية لتسوية النزاع بأن تبدأ الفترة الانتقالية بتشكيل حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة، وبالتالي يصبح الأسد من دون سلطات». ورأى أنّ الصين يمكن أن تغيّر موقفها. وقال إنّ «التصريحات التي يدلي بها الصينيون تشير إلى أنّهم أكثر مرونة». وأشار أيضاً إلى أنّه لا يتوقع تغييراً في الموقف الإيراني «لأنّه موقف دوغمائي، لكنه ليس مؤثراً إلى هذا الحدّ».
من جهة أخرى، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إنّ إيران مع إرساء الديموقراطية في سوريا، لكن ليس بالطرق التي ترغب فيها الدول «الفاقدة للديموقراطية». وأضاف لاريجاني، في مؤتمر صحافي، أنّ وزارة الخارجية الإيرانية قامت ببعض المبادرات حول سوريا، وعقدت الاجتماعات ودعت إليها مختلف الدول، داعياً إلى تعزيز هذه المبادرات. وأشار إلى أنّه، خلال جولته الأخيرة، اطّلع عن كثب على الأوضاع في المنطقة وسوريا، و«ازددنا إصراراً على ضرورة الحلّ السياسي للمشكلات في سوريا». وأعرب عن اعتقاده بأنّ إرسال السلاح إلى سوريا «لن يغيّر الظروف الداخلية في هذا البلد، بل هو خطأ كبير». ولفت إلى وجود «إرادة قوية لدى المسؤولين السوريين لحلّ القضايا بالطرق السياسية»، مشيراً إلى أنّ «الحل الوحيد الذي يمكن أن يكون مؤثراً في سوريا هو الحوار وتعزيز الديموقراطية ووقف القتل والعنف».
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيرانية، علي أكبر صالحي، خلال استقباله رئيس «هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير السلمي» السورية في الخارج، هيثم مناع، على ضرورة وقف العنف في سوريا، مجدداً القول بأن الحل الوحيد في سوريا هو حل سياسي."
المستقبل
بدورها صحيفة المستقبل تحدثت عن الشأن السوري والتطورات الميدانية والسياسية في دمشق.
الأمم المتحدة تعلق عملياتها الاتحاد الأوروبي يقلص بعثته
أوباما للأسد: استخدام الأسلحة الكيميائية خطأ جسيم ستحاسب عليه

وشدد الرئيس الأميركي على أنه "لا يمكننا ان نسمح بأن يغرق القرن الحادي والعشرون في السواد بسبب أسوأ اسلحة القرن العشرين..، وسنعمل على عملية انتقالية نحو سوريا محررة من نظام الاسد".
وأكد مسؤول اميركي ان نظام الاسد يقوم بتجميع المكونات الضرورية لتجهيز الاسلحة الكيميائية التي لديه بغاز السارين.
وفي أبرز المؤشرات على قرب سقوط نظام الأسد "في أيّ وقت" حسبما قال أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، برز في الداخل انشقاق المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ومغادرته سوريا حيث أعلنت الأمم المتحدة أمس تعليق عملياتها بسبب تدهور الوضع الأمني، كذلك وللسبب عينه قلص الاتحاد الأوروبي عدد أفراد بعثته الى الحد الأدنى.
وأفاد ناشطون أن مقاتلي المعارضة السورية أسقطوا أمس مقاتلة "ميغ" حربية في ريف دمشق كانت تقصف مدناً وبلدات في الغوطة الشرقية.
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وجهت من براغ "تحذيراً شديداً" الى نظام الاسد بشأن احتمال استخدام اسلحة كيميائية ضد شعبه.
وقالت كلينتون للصحافيين في العاصمة التشيكية "انه خط احمر بالنسبة للولايات المتحدة". واضافت "مرة جديدة نوجه تحذيراً شديداً جدا الى نظام الاسد بأن سلوكه مشين. اعماله ضد شعبه مفجعة". "لن ادخل في التفاصيل او اتحدث عن اي اجراءات محددة قد نتخذها في حال بروز اثباتات ذات صدقية على استخدام نظام الاسد اسلحة كيميائية ضد شعبه". واضافت "يكفي القول اننا سنتحرك بالتأكيد في حال حدوث هذا الامر". وتابعت "لا شك في ان هناك خطاً يفصل بين الفظائع التي ارتكبوها (نظام الاسد) ضد شعبهم واحتمال استخدام اسلحة كيميائية الذي تدينه الاسرة الدولية بشكل واسع".
وأكد مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن اسمه ان نظام الاسد يقوم بتجميع المكونات الكيميائية الضرورية لتجهيز الاسلحة الكيميائية بغاز السارين على الارجح. وأضاف ان "عددا من المؤشرات يحملنا على الاعتقاد انهم يقومون بتجميع المكونات الكيميائية".
وردت دمشق بالتأكيد على انها لن تستخدم الاسلحة الكيميائية "ان وجدت" ضد شعبها تحت اي ظرف كان.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية "تعقيباً على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية التي حذرت فيها سوريا من احتمال استخدام الاسلحة الكيميائية، فإن سوريا تؤكد مراراً وتكراراً بانها لن تستخدم مثل هذه الاسلحة ان وجدت، تحت اي ظرف كان".
وصرح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان نظام الرئيس بشار الاسد يمكن ان يسقط "في اي وقت" معتبراً انه يواجه معارضة تكسب مزيداً من الارض كل يوم.
وسئل العربي الذي كان يتحدث باللغة الانكليزية متى يتوقع سقوط نظام الاسد؟ فاجاب ان "هذا يمكن ان يحدث في اي وقت"، معتبراً ان الاوضاع "على الارض توضح بجلاء ان المعارضة السورية تتقدم سياسياً وعسكرياً. انها تحقق تقدماً كل يوم"، مشيراً الى ان "المعارك تدور الان في دمشق".
واعتبر الامين العام للجامعة العربية ان الائتلاف الوطني السوري (تحالف المعارضة السورية) الذي اسس في الدوحة في تشرين الثاني الماضي واختار القاهرة مقراً له "يمضي قدماً". وتابع "نحن على اتصال معهم ونقابلهم دوماً" بعد ان اعترفت الجامعة العربية بالائتلاف الوطني السوري باعتباره "الممثل الشرعي للمعارضة السورية والمحاور الاساسي للجامعة العربية".
ورداً على سؤال عن احتمال ان يؤثر النزاع السوري على الدول المجاورة، فقال "الاحتمال قائم ولا يمكن ان نستبعده".
واعرب العربي عن اسفه لدعم روسيا لدمشق معتبراً انه يمنع مجلس الامن من تحقيق تقدم في الملف السوري. وقال "هذا يوضح ان المجتمع الدولي يجب ان يراجع الطريقة التي يعمل بها مجلس الامن" حيث تتمتع خمس دول (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) بعضوية دائمة وبحق النقض (الفيتو).
واكد ان "الروس يصرون على ان الاسد يجب ان يبقى حتى نهاية" الفترة الانتقالية بينما تقضي الخطة العربية لتسوية النزاع بان "تبدأ الفترة الانتقالية بتشكيل حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة وبالتالي يصبح الاسد" من دون سلطات.
ورأى العربي ان الصين التي تؤيد سوريا كذلك في مجلس الامن يمكن ان تغير موقفها. وقال ان "التصريحات التي يدلي بها الصينيون تشير الى انهم اكثر مرونة".
ورداً على سؤال عن دور ايران في النزاع السوري، قال الامين العام للجامعة العربية "اقرأ في الصحف ان ايران تزود (النظام السوري) بالسلاح والمال" وهو ما "تنفيه طهران" الحليف الرئيسي لنظام الاسد في المنطقة.
وتابع العربي "لا اتوقع ان يتغير الموقف الايراني لانه موقف دوغماتي لكنه ليس مؤثرا الى هذا الحد" في النزاع السوري.
وقررت الامم المتحدة تعليق عملياتها في سوريا وسحب "موظفيها غير الاساسيين" من هذا البلد بسبب تدهور الاوضاع الامنية، كما اعلن أمس المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي.
وقال ان الامم المتحدة "ستعلق بعثاتها في سوريا حتى اشعار اخر". وكانت وكالة انباء في الامم المتحدة اعلنت ان المنظمة الدولية ستسحب "الموظفين الدوليين غير الاساسيين" من سوريا، اي 25 شخصاً من اصل نحو مئة، وستحد تنقلات موظفيها في البلد بسبب تفاقم الظروف الامنية.
وبحسب وكالة "آي آر آي ان" التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية، فقد قررت الامم المتحدة تعليق كل التنقلات خارج دمشق. وبين الموظفين الدوليين، فإن 25 شخصاً من اصل نحو مئة، قد يغادرون البلاد اعتبارا من هذا الاسبوع.
وستنسحب بعض وكالات الامم المتحدة ايضاً من مدينة حلب التي تشهد معارك بين الجيش السوري والمعارضين المسلحين. الا ان وكالة واحدة على الاقل ستبقي على وجودها في كل منطقة كبرى من سوريا خارج دمشق وفقاً لتوافر الموظفين المحليين.
واعلن رضوان نويصر منسق المساعدة الانسانية في سوريا حسبما نقلت عنه الوكالة التابعة لمكتب تنسيق المساعدات ان "الوضع الامني اصبح صعباً للغاية بما في ذلك في دمشق". واضاف ان الامم المتحدة "ستعيد تقويم حجم وجودها في البلد اضافة الى الطريقة التي تقدم بموجبها المساعدات الانسانية".
وبحسب المسؤول عن الامن في الامم المتحدة في سوريا صابر مغال فان "الوضع يتغير بشكل كبير" في البلد. وقال ان "المخاطر تزداد بالنسبة للعاملين الانسانيين بسبب العيارات النارية العشوائية والمواجهات بين اطراف" النزاع.
وقرر الاتحاد الاوروبي تقليص عدد افراد بعثته في دمشق الى الحد الادنى بسبب تدهور الاوضاع الامنية، كما اعلن المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين.
وقال مايكل مان في بيان ان "الاتحاد الاوروبي قرر تقليص انشطته في دمشق الى الحد الادنى لاسباب امنية". ولم يقدم المتحدث مزيدا من الايضاحات.
واوضح مصدر اوروبي مطلع ان بعثة الاتحاد الاوروبي سترسل موظفيها الاجانب الى بيروت.
وقال مصدر ديبلوماسي في المنطقة أمس إن جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية انشق عن حكومة الأسد وغادر البلاد. وأضاف المصدر الديبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه "لقد انشق. كل ما بوسعي قوله هو إنه خارج سوريا".
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان مقدسي "تعرض لضغوط من قبل بعض المحيطين بالرئيس السوري، لكن ليس من الرئيس نفسه"، مشيراً الى انه غادر الى العاصمة البريطانية عبر مطار بيروت الدولي.
ولم تعلق وسائل الاعلام السورية الرسمية على الموضوع حتى مساء الاثنين.
وفي اسطنبول، اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين ان رغبة تركيا في نشر صواريخ ارض-جو من نوع باتريوت للحلف الاطلسي على حدودها "سيزيد" التوتر مع سوريا.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في ختام زيارة عمل قصيرة الى تركيا ان "وضع قدرات اضافية على الحدود لا يهدئ الوضع بل بالعكس يوتره".
واكد بوتين في اسطنبول ان بلاده ليست محامياً لنظام الاسد.
وقال "لسنا مدافعين عن النظام السوري الحالي(..) لقد قلتها اكثر من مرة لسنا محامين عن النظام السوري. هناك اشياء اخرى تثير قلقنا منها على سبيل المثال ما سيحدث مستقبلا" في هذا البلد.
واعلن بوتين ايضا ان تركيا وروسيا لم تتوصلا الى اتفاق حول سوريا.
ونقلت وكالة انباء ايتار-تاس عن بوتين قوله في المؤتمر الصحافي مع اردوغان ان "روسيا وتركيا لم تتوصلا حتى الان الى رؤية مشتركة حول وسائل تسوية الوضع في سوريا".
وامتنع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن الاشارة الى الخلافات في وجهات النظر مع بوتين حول النزاع في سوريا متجنباًً الاجابة على اسئلة الصحافيين بشأن هذا الموضوع.
واعلن ديبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس ارسال طائرات حربية الاثنين الى الحدود مع سوريا بعد ان قصف الجيش السوري مواقع للمتمردين في بلدة واقعة على تخوم تركيا.
وقال هذا الديبلوماسي طالباً عدم كشف اسمه ان طائرات اف-16 اقلعت "كتدبير احترازي" من قاعدة ديار بكر بجنوب شرقي تركيا بعد غارة للطيران السوري على بلدة رأس العين السورية التي سقطت الشهر الماضي في ايدي المقاتلين المعارضين.
ميدانياً، تشن القوات النظامية حملة عسكرية على شمال شرقي مدينة حلب الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون. وتستمر الاشتباكات لليوم الرابع على التوالي في حي بستان الباشا (شمال شرق) الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون منذ اشهر، لا سيما جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة وكتائب احرار الشام.
وذكر المرصد في بيان الكتروني ان الاحياء الجنوبية من العاصمة تتعرض للقصف "حيث سمع دوي انفجارات في حيي التضامن والحجر الاسود".
وكان المرصد اشار في وقت سابق الى ان القصف طاول بعد منتصف ليل الاحد الاثنين حي التضامن ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقعين ايضا في جنوب العاصمة.
وفي محيط دمشق حيث تنفذ القوات النظامية منذ الخميس حملة عسكرية واسعة، شنت الطائرات الحربية غارتين على بلدة بيت سحم والبساتين المحيطة بها، بحسب المرصد الذي تحدث عن اشتباكات في هذه البساتين وتلك المجاورة لبلدة ببيلا المجاورة جنوب من العاصمة.
وفي الزبداني شمال غربي دمشق، افاد المرصد ان "مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا مبنى مدير المنطقة واشتبكوا مع عناصر الشرطة".
وقتل 12 شخصا على الاقل بينهم ثمانية مقاتلين معارضين في غارة جوية الاثنين على مدينة راس العين الحدودية في شمال شرقي سوريا، بحسب ما افاد المرصد. وفي حصيلة الامس، اعلنت المعارضة سقوط 192 شهيداً. واحصى المرصد سقوط اكثر من 41 الف شخص جراء النزاع المستمر منذ 20 شهرا."
اللواء
من جهتها أولت صحيفة اللواء اهتمامها للحديث عن الازمة السورية والتطورات التي حصلت، من سحب للبعثات الدبلوماسية من دمشق الى تحذير اوباما فاللقاء الذي جمع بوتين بأردوغان.
البعثات تهجر دمشق.. وأوباما يحذّر الأسد من السلاح الكيماوي
فشل محادثات بوتين - أردوغان.. وانشقاق المقدسي

وفي حين دخل القتال في دمشق وريفها وحول مطارها الدولي مراحل حاسمة وحققت المعارضة تقدماً عسكرياً وسياسياً حسب الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي توقع سقوط نظام الرئيس بشار الاسد «في إي وقت»، شهد هذا النظام تصدعاً جديداً تمثل بانشقاق المتحدث الرسمي باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي. فيما كانت الامم المتحدة تعلق عملياتها في سوريا، وتسحب موظفيها ويقوم الاتحاد الاوروبي بتقليص انشطته الى الحد الأدنى.
بالتزامن اندلع جدال سوري أميركي حول امكانية استخدام النظام السوري للاسلحة الكيماوية ضد شعبه.في وقت تصدرت الازمة السورية وتداعياتها محور محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعماء الاتراك في أنقرة.
وفي تطور لافت شكل صفعة للنظام، قدم المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي استقالته من منصبه، وغادر دمشق الى لندن عبر مطار بيروت.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مقدسي»تعرض لضغوط من قبل بعض المحيطين بالرئيس السوري لكن ليس من الرئيس نفسه»، مشيرا الى انه غادر الى العاصمة البريطانية عبر مطار بيروت الدولي.
وفي تطور آخر يعكس القلق الدولي من التدهور الدراماتيكي للاوضاع، قررت الامم المتحدة تعليق عملياتها في سوريا وسحب «موظفيها غير الاساسيين» من هذا البلد بسبب تدهور الاوضاع الامنية.كماقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن مكتب الاتحاد في دمشق بصدد تقليص أنشطته هناك إلى الحد الأدنى بسبب الظروف الأمنية.
معركة دمشق والمطار
ميدانياً أكد مصدر سوري ان معركة ُدمشق مستمرة، واعنفُها في ريف دمشق لا سيما في الغوطة الشرقية حيث تشكل المناطقُ القريبة من قلب العاصمة التهديدَ الرئيسي.
واضاف أن المعركة حول دمشق لا يمكن أن تكون شبيهة بأي معركة أخرى في باقي البلاد، مشيراً الى حساسيتها وانتفاءِ الخِيارات فيها.ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن محللين عسكريين قولهم أن هناك معلوماتٍ تفيد بأن الأسد بدأ بتحضير قطع عسكرية موالية للدفاع عن العاصمة ومركز نفوذه.
وتواصل القصف على أحياء دمشق الجنوبية والريف مع استمرار زحف الجيش الحر باتجاه مطار دمشق ومحاصرته مطار دير الزور العسكري.
وأقصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة أحياء دمشق الجنوبية ومنها العسالي والحجر الأسود، كما قصفت بلدات حزرما وعقربا وسقبا وعربين ودير العصافير ويلدا وببيلا وبيت سحم وداريا ودوما وحران العواميد ومسرابا وجسرين في ريف دمشق.وفي الأثناء، استمرت الاشتباكات الضارية في محيط مطار دمشق الدولي.وحصد القتال اكثر من ٢٠٠ قتيل.
الأسلحة الكيماوية
في غضون ذلك حذر الرئيس الاميركي باراك أوباما النظام السوري من استعمال السلاح الكيميائي ضد شعبه، معتبرا ان استخدام الأسلحة الكيماوية سيكون غير مقبول و«ستكون هناك عواقب» له.
وصرح اوباما في واشنطن «اليوم اود ان اقول بكل وضوح للاسد والذين يطيعون اوامره ان العالم اجمع يراقبكم. ان اللجوء الى اسلحة كيميائية غير مقبول وسيكون غير مقبول بتاتا».
وكان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قال «نحن قلقون من فكرة ان يقوم نظام يزداد محاصرة (...) بالتفكير في استخدام اسلحة كيميائية ضد السوريين».
كما اكد مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن هويته ان نظام الاسد يقوم بتجميع المكونات الكيميائية الضرورية لتجهيز الاسلحة الكيميائية بغاز السارين على الارجح.
وكانت دمشق اكدت في وقت سابق امس انها لن تستخدم اي اسلحة كيميائية ضد شعبها وذلك ردا على «تحذير قاس» اطلقته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لسوريا معتبرة ان الاستخدام المحتمل لاسلحة كيميائية ضد الشعب «خط احمر» بالنسبة لواشنطن.
قد يسقط «في اي وقت»
في هذه الاثناء صرح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان نظام الاسد يمكن ان يسقط «في اي وقت» معتبرا انه يواجه معارضة تكسب مزيدا من الارض كل يوم.
وسئل العربي متى يتوقع سقوط نظام الاسد؟ فاجاب ان «هذا يمكن ان يحدث في اي وقت»، معتبرا ان الاوضاع «على الارض توضح بجلاء ان المعارضة السورية تتقدم سياسيا وعسكريا. انها تحقق تقدما كل يوم»، مشيرا الى ان «المعارك تدور الان في دمشق».
وفي انقرة تصدر الملف السوري المباحثات التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
واعلن بوتين، في مؤتمر صحفي مع اردوغان، ان «مواقفنا متطابقة في سوريا ولم نتمكن من ايجاد مبادئ مشتركة للتسوية ولكن كلفنا وزيري الخارجية بضرورة اجراء تشاورات اضافية ولا نستطيع ان نغض نظرنا عن قصف الاراضي التركية لانها تتطور بالقرب من حدودنا»، مشددا على ان «سوريا لم تقترب من تصنيع السلاح النووي ونحن نشارك تحفظات تركيا في الاوضاع الحدودية السورية التركية، وندعوهم الى التحفظ والتعقل، ونحن لسنا من محامي النظام السوري ولكن متخوفين مما سيحصل في المستقبل».
وفي انقرة ايضاً اعلن دبلوماسي تركي ارسال طائرات حربية الى الحدود مع سوريا.
من جهة ثانية اعلن مسؤول كبير في الخارجية الاميركية ان نشر صواريخ باتريوت في تركيا على الحدود السورية يحتاج الى اسابيع."
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .