الاثنين، 27 أغسطس 2012

طرابلس بدلا أن تكون منزوعة السلاح، بدأت تتحول منزوعة التعددية الطائفية!

الخطورة في المشهد الطرابلسي، لا تكمن في السلاح غير الشرعي والتفلت الأمني والتراشق اليومي بين جبل محسن وباب التبانة اللذين دخلا موسوعة "غينيس" للحرب اللبنانية كأقدم جرح تماس مفتوح منذ ثلاثين عاما ولم يختم بعد وإذا ختم لشهر أو لشهرين فإنما على زغل وعلى زعل، الخطورة هي أن طرابلس بدلا من أن تكون مدينة منزوعة السلاح، بدأت تتحول مدينة منزوعة التعددية الطائفية والمذهبية والمجتمعية، إلى مدينة آحادية التوجه الطائفي نزولا إلى المذهبي، وهذا ما لم تعرفه هذه المدينة التاريخية منذ أيام المماليك وحتى اليوم.

ما يحصل في طرابلس من وتيرة تزداد تسارعا منذ أشهر يتمثل بإحراق محلات وتخريب مممتلكات تعود لأشخاص من نسيج المدينة المجتمعي لكن من معتقد مغاير للبعض الذي ينبش أسوأ ما في الماضي ويعود إلى حقبات التخوين والتكفير.

الخطورة أن المشهد الذي يسحب إلى كل مفاصل وأحياء وشوارع المدينة العريقة، يعيد إلى الأذهان مشهد العام 1985 وما قبله، والذي أوصل إلى ما بعد من أحداث طبعت بمأساويتها ودمويتها طرابلس إلى اليوم، وتحديدا باب التبانة وجبل محسن اللذين يحصدان مع الجيل الثاني للحرب ما زرعته المخابرات العالمية والجيوش الشقيقة والصديقة والعدوة على الأرض اللبنانية.

ومن طرابلس الشام، كما كان يصر رافضو الكيان اللبناني منذ 1920 على تسمية المدينة وهم اليوم من ألد أعداء النظام السوري، إلى سوريا التي سجلت اليوم ظهورين غير متوقعين ومفاجئين للكثيرين من عرب وغير عرب، الأول: لنائب الرئيس فاروق الشرع الذي قيل أنه إنشق وبدا نحيلا بعض الشيء بسبب ربما وضعه الصحي الناجم عن مشكلة في الشرايين والقلب، ما استدعى منذ سنوات إجراء عملية له في لبنان تكللت بالنجاح.

أما الظهور الثاني، فكان لوزير الخارجية وليد المعلم الذي قيل أيضا أنه محتجب ومعتكف وقد ينشق، وكان لافتا الموقف الحاد للمعلم الذي أكد أن النظام لن يقبل بأي مفاوضات مع المعارضة قبل تطهير البلاد من المجموعات المسلحة، وهذا يعني ببساطة أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة في سوريا حتى إشعار آخر.

في وقت شدد الرئيس السوري بشار الأسد أن ما يحصل في بلاده موجه ضد المنطقة وليس ضد سوريا، في إشارة الى المحور الذي ينتمي اليه، مضيفا ان سوريا ثابتة في نهجها المقاوم مهما بلغ حجم التعاون بين الدول الغربية وبعض الدول الإقليمية لثنيها عن مواقفها، واللافت أن الأسد استعمل عبارة التعاون القائم ضد بلاده ولم يسم أي دولة عدوة أو عربية أو أجنبية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .