يحيى دبوق - الأخبار
![]()
وتشير صحيفة «هآرتس»، خلال الحرب، إلى أنّ
نصر الله «أرغم دائماً كل من يتابع المعركة، ولا سيّما من يُغطي أخبارها
ويحلّلها، على الالتصاق بشاشة التلفزيون، وإسكات أيّ ضجة حوله، وإعداد قلم
وورقة وآلة تسجيل، وقطع خطّ الهاتف، وتكريس جسده وروحه للإصغاء الى الأمين
العام». تضيف الصحيفة أنّ الظهور الإعلامي لنصر الله «بالغ الأهمية إلى
درجة أنه عندما يغيب عن السمع أكثر من يومين، تبدأ مباشرة الشائعات
والتكهنات عن مصيره، وليس أقل من ذلك عن مصير الحرب. وعندما كان يظهر، كان
يجري تحليل كل نقطة عرق على جبينه، وتسريحة شعره ولونه، والأثاث الذي يجلس
عليه، والصورة التي تظهر من خلفه».
وفي تقرير للصحيفة نفسها، كتب خبير الشؤون
العربية في الصحيفة، تسفي برئيل، تحليلاً عن نظرة الاسرائيليين إلى نصر
الله، مؤكداً أنّه «مثّل في نظر وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفي نظر
الجمهور الإسرائيلي أيضاً، ثلاث شخصيات مختلفة: عدوّ مرّ وقائد جبهة
الكاتيوشا، ومحلّل للخطوات العسكرية، ومحلّل مراقب للمجتمع وللجيش
الإسرائيليين».
![]()
قبل عام 2006 ، عانت إسرائيل كثيراً من
صدقية الأمين العام لحزب الله في وعي جمهورها، حتى باتت استطلاعات الرأي
تؤكد أنّه يُصدّق نصر الله أكثر من كل سياسييه، وهو الواقع الذي فعل فعله
خلال الحرب، وكان سبباً أساسياً في فقدان الثقة بالمؤسسة السياسية تحديداً،
مع تعزز ذلك في مراحل لاحقة. وقد أظهرت الحرب للإسرائيليين أن شخص نصر
الله يمثّل عنصر قوة استراتيجياً للحزب، يؤثر سلباً على جمهورهم، وإيجاباً
على الجمهور اللبناني والعربي، الأمر الذي استدعى توجهاً وجهداً خاصاً
لتغيير الصورة المكونة في وعي الإسرائيليين عنه، وكان للرقابة العسكرية
الدور الرئيسي والفاعل في ضبط المقاربة المطلوبة.
بعد الحرب، بدا التعامل الإعلامي
الإسرائيلي مغايراً مع مرحلة ما قبلها، وممسوكاً بشكل شبه كامل من قبل
الرقيب العسكري الذي لا يتدخل، كما هو معلوم، إلا من منطلق تشخيصه أن
الأداء الإعلامي يمسّ الأمن القومي الإسرائيلي. من هنا برز التباين الجذري
مع مرحلة ما قبل الحرب، على مستوى أصل التغطية وحجمها والانتقائية المجتزأة
فيها، وأحياناً جرى تعتيم كامل على كل ما يصدر عن نصر الله، أي إن التغطية
والتعليق والامتناع عن التعليق باتت ممسوكة وفقاً لأجندة مدروسة ومحددة
الأهداف من قبل الرقابة العسكرية.
«لن ينسى نصر الله اسمي»، كانت العبارة
الشهيرة التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي، عامير بيرتس، في تبجح واضح
مبنيّ على آمال لم تتحقق. وسؤال ما بعد ست سنوات على الحرب: من الذي نسي
اسم من، ومن الذي لم ينسَ؟
|
الثلاثاء، 14 أغسطس 2012
فوبيا نصر الله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .