تأخير حسم حلب عوامل طبيعية وإمداد تركي وإعزاز عقدة الوصل...
إعداد: سلوم عبد الله
فيما
تسير عملية حسم معركة حلب بخطاً واثقة من الجيش السوري يدور حديث عن تأخر
العملية وهو ما يثير هواجس الكثير من الراغبين بعودة سريعة للهدوء في
المدينة وريفها ما يضمن عودة الحياة الاقتصادية - التجارية لها.
بالنظر
لما يمتاز به ريف محافظة حلب من إتساع و قربه من الحدود التركية وخاصة
المناطق الشمالية، والشمالية الغربية، وخصوصاً في مناطق (إعزاز – سمعان –
جرابلس) كنقاط أساسية، ما يكشف عن أحد مسببات تأخر الحسم، في ظل تفرعات
لقرى ومناطق تُعد نقاط استراتيجية كالزيرفون و الراعي ودارة عزة، وعدة
محاور أخرى تعتبر مداخل أساسية من الريف إلى المدينة.
إعزاز عقدة الوصل
تعتبر
إعزاز من أكبر مناطق ريف حلب وتضم عدة قرى شرقا وغربا وشمالا وصولا إلى
الحدود التركية، وتمتاز بكثرة الأحراش و البساتين مما سهل تنقل المسلحين من
و إلى حلب و تركيا كما أنه المنفذ الأنسب للعصابات المسلحة لتهريب السلاح
وذلك بمساعدة جغرافيا المنطقة .
معركة
الحسم بدأت في ريف حلب ولكن طبيعة المنطقة و انفتاح ريف محافظة حلب على
الحدود الشمالية و وجود المدنيين في هذه المناطق يبطئ من عمليات الجيش في
الريف كما في المدينة.
فشل مخطط دمشق فجر حلب
بعد
إفشال مخطط من يدَعون الحرية في دمشق و قضاء الجيش على المسلحين و إستعادة
الأمان، إنتقلت المعركة إلى حلب المدينة في محاولة لصنع منطقة عازلة بين
حلب وتركيا، فزج المتآمرون أوراقهم في محاولة لإسقاط حلب.
تسارعت
الأحداث أواخر تموز الماضي و أعطيت الإشارة للخلايا النائمة للتحرك بطريقة
منظمة تدل على عمل استخباراتي غربي عربي، بدأ بالسيطرة على محاور أساسية
في حلب كما تتوضح على الخريطة الأولى.
وتتصف
المناطق المحددة بكثافة سكانية عالية و شوارع ضيقة جدا، و أغلبها مناطق
مخالفات، وبعض المناطق تعاطف فيها السكان مع المسلحين لإقناعهم بأن الجيش
هو من يقصفهم، بعد ضرب المسلحين لتلك المناطق بقذائف الهاون مما هيء لهم
الأرضية الخصبة وبشكا خاص بمناطق السكري و بعض أحياء صلاح الدين، والتي
تعتبران القواعد الرئيسية للمسلحين، ومنها امتدوا لباقي المناطق تباعا بدأ
من الأعظمية و سيف الدولة و المشهد و الأنصاري الشرقي الى السكري، و من ثم
الى بستان القصر و الفردوس، ومنعوا الأهالي من مغادرة منازلهم ما بطئ عمل
الجيش في الدخول الى تلك المناطق لفرض الأمن.
ومن
الطرف الشمالي الشرقي للمحافظة بدأ المسلحون بحي باب النيرب وبعدها
المرجة الى الميسر فطريق الباب والصاخور والحيدرية و هنانو، وتعد السيطرة
على هذه المناطق ورقة رابحة بيد المسلحين لإتصالها المباشر مع الريف
الشمالي و منه الى تركيا.
دخول الجيش لحلب ضرب بالعمق فانتشار
مع
دخول الجيش لمدينة حلب سيطر على وسط المدينة وبدأ يتسع بجميع الجهات، فحرر
أحياء كانت تعد قواعد صغيرة للمسلحين بالمدينة القديمة ولوحوظ تراجع
المسلحين في كل المناطق التي دخل إليها الجيش العربي السوري، واللافت
مساعدة الأهالي ووقوفهم مع الجيش ومساعدته ما سهل تحركاته وسرعة سيطرته
وتطهيره مناطق تمركز المسلحين لخبرتهم بالأزقة وشوارع المنطقة، كمنطقة صلاح
الدين بالكامل حيث قضى على أعداد كبيرة من المسلحين العرب و الأجانب
والسوريين .
حلب القديمة وأنفاق القلعة
حاول
المسلحون السيطرة على القلعة وما حولها لتوسطها المدينة، ولوجود أنفاق
حفرت مع بناء القلعة تصل الى أطراف مدينة حلب وريفها حيث حاول المسلحون و
بمساعدة علماء اثار غربيين كشف تلك الأنفاق للسيطرة عليها، ولكن الجيش
العربي تمكن من السيطرة على قلعة حلب وعلى نهايات الأنفاق لمنع المسلحين من
دخولها وكانت ضربة في الصميم.
السيطرة على طريق المطار
بعد
سيطرة الجيش على القسم اليساري من حي سيف الدولة بدأ بتمشيط القسم
اليميني، و تحرير عدة مناطق حيث تسير العمليات ببطأ كما ذكرنا سابقاً.أما باقي أحياء مدينة حلب في الآن بمتناول الجيش العربي السوري ويطهرها منطقة تلو الأخرى.
معركة حلب طالت مدتها الزمنية لإتباع المسلحين خطط منظمة وقادة ميدانيين أجانب و أجهزة مخابرات عالية المستوى بمقاتلين محترفين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .