 صحيفة الديار اللبنانية
شارل أيوب
عندما نقول قطر، نقول اسرائيل، فلم يعد هنالك من فرق، لكن في عرض الامور
تأتي الصور الى ذهنك والذكريات والاحداث، الموساد قام باختراق دمشق وقتل
الشهيد عماد مغنية، عبر عبوة متفجرة، واعلن ذلك. والموساد اغتال العميد
محمد سليمان على شاطئ اللاذقية بقناص من البحر، والرواية عن الشهيدين عماد
مغنية ومحمد سليمان تبناها الموساد علنا.
منذ شهر تم اغتيال ضباط الامن القومي في دمشق واهمهم العماد آصف شوكت بعبوة
دبرتها قطر بالتنسيق مع اسرائيل. وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية
انه سيأتي وقت تكشف اسرائيل كيف استطاعت تفجير مقر الامن القومي في سوريا
بالتنسيق مع قطر.
تأتي الصورة الرابعة بعد استشهاد الشهيد عماد مغنية والشهيد محمد سليمان
والشهيد آصف شوكت وبقية رفاقه لتقول لك، أليس هنالك من علاقة بين قتل
الشهيد عماد مغنية والشهيد محمد سليمان والشهيد آصف شوكت ورفاقه وقيام
العميد وسام الحسن باختراق العلاقة مع اللواء علي المملوك وتدبير نقل قنابل
كما يروجون لذلك، ولماذا يريد وسام الحسن هذه العلاقة مع اللواء علي
المملوك واختراقه وتجنيد عميل لفرع المعلومات هو ميلاد كفوري مستخدما
صداقته مع ميشال سماحة كي يصل الى اللواء علي المملوك وحركته واخباره.
هل بريء ان يقوم وسام الحسن باعتقال مستشار الرئيس بشار الاسد ميشال سماحة لفترة من الفترات في العلاقات الدولية؟
هل بريء ان يجند فرع المعلومات ميلاد كفوري ويستخدم صداقته مع ميشال سماحة
ليخترق العلاقة مع اللواء علي المملوك في وقت قتلت فيه اسرائيل ستة ضباط
كبار في دمشق؟
هل هي صدفة ان تتلاقى عملية وسام الحسن في اختراق اللواء علي المملوك
المستهدف بالقتل من قبل اسرائيل، وان يقوم وسام الحسن بالعمل على تجنيد
عميل لجمع المعلومات عن اللواء علي المملوك وقيام العميد وسام الحسن بتوجيه
العميل ميلاد كفوري بمحاولة اخذ ثقة اللواء علي المملوك.
ثم ان العملية الامنية الخطيرة هي ان ميلاد كفوري عميل وسام الحسن، عندما
لم يستطع اختراق اللواء المملوك بسهولة قام العميد وسام الحسن بتسليمه
مستندات صحيحة من فرع المعلومات وعن تلفزيون المستقبل وكيفية الخطة
الاعلامية له وطلب منه تسليمها الى اللواء علي المملوك كي يقتنع علي
المملوك ان ميلاد كفوري هو عميل حقيقي لسوريا ضد وسام الحسن، فهل كانت
الخطة جلب قنابل من سوريا ام ان الخطة الحقيقية بعد استشهاد عماد مغنية
والعميد محمد سليمان والعماد آصف شوكت والعميد هشام بختيار قتل لا سمح الله
اللواء علي المملوك عبر عبوة صغيرة يضعها وسام الحسن في جهاز خلوي يحمله
عميله ميلاد كفوري وينفجر عندما يتصل وسام الحسن بميلاد كفوري وهو في مكتب
اللواء علي المملوك، كما نفذت اسرائيل عملية تفجير وقتل «المهندس»
الفلسطيني بطريقة الخليوي.
الامور ليست بريئة وفي صراع الاجهزة الامنية لا رحمة، فإسرائيل وقطر
واميركا تريد تصفية اركان الرئيس بشار الاسد بعد استشهاد العماد آصف شوكت
والعميد بختيار وألوية غيرهم، فإن اسرائيل تستهدف ايضا قتل اللواء علي
المملوك لتفريغ كل اركان الرئيس الاسد كي يصبح وحيدا.
ان عملية نقل قنابل من سوريا الى لبنان هي تمثيلية لا قيمة لها، فهنالك
عشرات المسؤولين اللبنانيين الذين لا يتم تفتيش سياراتهم على الحدود
اللبنانية - السورية، قادرين ان يلبوا طلب سوريا ونقل القنابل العشرين الى
لبنان من دون الحاجة الى ميشال سماحة ومن دون الحاجة الى عميل هو ميلاد
كفوري لتجنيده ليكون اقرب المقربين الى اللواء علي المملوك.
السؤال هو، لماذا ارسل العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات مستندات من
الفرع اصلية ورسمية لتصل الى اللواء المملوك كي يصدق ان كفوري هو عميل سوري
على وسام الحسن،
ثانياً : لماذا التركيز على اللواء علي المملوك بعد استشهاد كبار الضباط والاعلى رتبة في الجيش السوري والجهاز الامني.
العملية ليست نقل قنابل من دمشق، فكما قلنا سيارات المسؤولين الرسمية
والعسكريين اللبنانيين، يمكن وضع 20 قنبلة فيها لا تزن كلها 15 كلغ لكن
المسألة كانت تستهدف اغتيال اللواء علي المملوك، اما كيف فنحن لسنا جهازا
امنيا! لكن يمكن تنفيذ العملية عبر جهاز خليوي او عبر عبوة صغيرة يتم وضعها
في ثياب العميل ميلاد كفوري وتكون «قداحة او قلما» وينفجر بإشارة من قمر
اصطناعي ينفذه الاميركيون مع الاسرائيليين والقطريين.
النتيجة هي، المسألة خطرة ويجب التوسع في التحقيق عن ارسال المستندات
ولماذا التركيز على تقريب العميل ميلاد كفوري من اللواء علي المملوك
والتحقيق مع وسام الحسن، لماذا قام بهذه العملية ضد دولة عربية شقيقة ولذلك
لم يعد هنالك ثقة بالعميد وسام الحسن لذلك يجب على قيادة قوى الامن وضعه
في الاستيداع او في اجازة اجبارية لحين انتهاء التحقيق، فكما تم التحقيق مع
ميشال سماحة والمطلوب التحقيق مع الشاهد عميل فرع المعلومات ميلاد كفوري،
ومطلوب التحقيق مع العميد وسام الحسن ولا يمكن التحقيق معه الا بإعطائه
اجازة من مركزه لحين انتهاء التحقيقات كلها.
لو كان ضابط آخر مكان وسام احسن لاستقال، ولولا خطورة العملية وما كان يتم
التحضير لها لما قام وسام الحسن مع اشرف ريفي بزيارة الرئيس سليمان في
اليوم الثاني وزيارة الرئيس ميقاتي لتغطية العمل الكبير سواء على الصعيد
الامني ام على صعيد ما يجري التخطيط له.
لو كان هنالك ضابط آخر غير وسام الحسن لقدم استقالته وفضل عزة نفسه بدل ان
يكون موضع شكوك وفلكلور تهنئة لا يعرف الرؤساء عندنا والمسؤولون حقيقة
امورها والخلفيات وراءها.
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .