الأحد، 19 أغسطس 2012

تسليح الجيش : مفاجأة سارة ...فماذا بعد ؟



منذ قرابة الاربعين عاماً نسفت اميركا الصفقة الفرنسية - اللبنانية المتعلقة بتسليح الجيش بصواريخ "الكروتال" تحت حجج واهية. منذ ذلك الوقت وتسليح المؤسسة العسكرية خط أحمر بالنسبة لواشنطن . اما بالنسبة للطبقة السياسية فقد فضلت اعتماد سياسة النعامة . بحجة عدم توفر الامكانيات المادية اختارت الحكومات اللبنانية دفن الرأس في  التراب والاكتفاء بمقولة ليس باليد حيلة .


------


في الذكرى السنوية لعيد الجيش، أطلق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مفاجأة سارة. الدولة اللبنانية بصدد إقرار خطة متكاملة موزعة على أربع سنوات لتعزيز قدرات الجيش بكلفة مالية تقدر بنحو مليار وستمائة مليون دولار. لم يفصل الرئيس ميقاتي  ولم يجري التعقيب لتوضيح الاليات والمعطيات ما يطرح السؤال حول ما اذا كانت النوايا جدية ام ان المبادرة  ستبقى حبراً على ورق؟.



الطرح الذي قدمه ميقاتي دونه معوقات ابرزها ان "ما قيل لا يتعدى الاعلان السياسي لكونه لم يأخذ بعد شكله التنفيذي فهو ليس بمشروع قانون أقره مجلس الوزراء ليحّول إلى مجلس النواب"، بحسب العميد المتقاعد الياس فرحات. هذا من حيث الشكل اما في المضمون فتجهيز الجيش بأسلحة دفاعية متطورة من مقاتلات نفاثة جوّ ـ أرض وصواريخ مضادة للطائرات وصواريخ مضادة للدبابات وغيرها، يتطلب مصادر تمويل متعددة وكبيرة . هذا ما يؤكده  المحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل، الذي يقول: "على الدولة اللبنانية واجبات تأمين مصادر التمويل  لكن نظراً للكلفة الباهظة فانها عاجزة عن ذلك في ظل الفساد المستشري في جميع مؤسساتها." ليس التمويل هو العائق الوحيد.


يرى كثيرون أنه يصعب التوصل إلى نتيجة في مسألة التسليح خصوصاً أن الاميركيين لن يسمحوا بجيش قوي يوازي الجيش الاسرائيلي. يذكّر فرحات، في حديث لـ"الانتقاد"، أن "الفيتو" الاميركي على التسليح ليس أمراً جديداً، فالادارة الاميركية تجهد منذ سنوات لعرقلة ونسف المساعدات المختلفة التي عُرضت على لبنان. ويؤكد أن واشنطن لن تسمح بتسليح الجيش بالعتاد الناري باستثناء الاسلحة غير القاتلة.


في المقابل، يذهب أبو فاضل بعيداً في قراءته متهماً أطرافاً لبنانية بالوقوف وراء منع تجهيز المؤسسة العسكرية. ويشكّك في أن يقبل فريق "14 آذار" بجيش قوي نظراً لارتباطاته مع المصالح الاميركية والاسرائيلية. ويصف الاسلحة التي تصل الينا بـ"النقيفه"، متسائلاً هل تقبل أميركا و"14 آذار" بالدعم الايراني والروسي؟.

من هنا، ينبه أبو فاضل، في حديث لـ"الانتقاد"، من أن بقاء الوضع الحالي على ما هو عليه يعني أن خطة التسليح أشبه بكذبة "أول نيسان"، ويرى أن "ميقاتي لن ينفذ ما لا يتناسب مع الدبلوماسية الاميركية، فأميركا لا تريد تقوية الجيش لحماية أمن "اسرائيل""، ويضيف "للاسف أنا لا أصدق هذه الحكومة التي يرأسها ميقاتي وأعول فقط على الحلف المقدس المتمثل بالجيش والشعب والمقاومة".

بدوره، يطمئن فرحات إلى أننا "أمام مواجهة سياسية كبرى لمخاض تسليح الجيش، لكن نستطيع بارادتنا القوية والجدية تجهيزه وتأمين عتاده المتطور"، ويلفت إلى ان "خطة التسليح يجب أن تترافق مع خطة تطويع وتأهيل الموارد البشرية عبر تطوير أجهزة التدريب"، ويشدد على أن الجيش الذي يقف جنباً إلى جنب مع المقاومة للذود عن حياض لبنان يشكِّل تعزيزه بداية عمليّة لإعادة بناء مؤسساته.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .