
طالَتْ رحلةُ استجمامِ الحريري... طالَتْ كثيراً.
قالوا لكم في البداية "أسبابٌ أمنية"، قلتم "إيه... عفاه... لازم ياخد حذره".
قَصَدَ جبالَ الألب للتزلّج، كسرَ رجلَه، فقالوا لكم "أسبابٌ صحّيّة"، قلتم "الله يشفيه".
عَصَفَتِ الحربُ بسوريا، فقالوا لكم "سيأتي بعد انتصارِ الثورة"، قلتم "الله ينصر الجيش السوري الحر".
سنةً ونصفَ السنة، كان فيها الحريري، من على يختِهِ الفخمِ في أحد البحار، يا أحبّائي في ١٤ آذار، يتلاعبُ بكم!
يتنقّلُ الحريري من فشلٍ ماليٍّ إلى فشلٍ ماليٍّ آخر. لا يعوّضُ هذه النكساتِ المتتاليةَ إلّا عودتُهُ متوّجاً رئيساً للحكومةِ مرةً جديدة، فيرتوي العطشان... من آبارِ ماليّةِ الدولة! يستغلُّكم، وأنتم في ذهنِكم أنّ العبورَ إلى الدولةِ يكونُ عبر إسقاطِ النظامِ في سوريا... في ذهنِكم أنّ إسرائيل "ما تحركش فيها ما بتعمل شي"... في ذهنِكم أن التيّار الوطنيّ الحرّ عم بيقطع الكهربا!
أحبّائي مناصري ١٤ آذار، لن تعبروا مع الحريري إلى الدولة، لأنّ قبطانَ سفينتِكم، أو يختِكم، حرَفَ الوجهةَ مذ ظهرَ في العام ٢٠٠٥ مزهوّاً بملياراتِهِ الموروثة، وجهتُهُ السلطة، وغايتُهُ التَسَلُّط!
المال يُضعِفُ البصرَ أحياناً، وهي حالُ الحريري اليوم. لذا أقول لكم بكلّ محبّةٍ وحرصٍ على خلاصِنا جميعاً: جبلُ الجليدِ يقترب، فلْنركبْ معاً قاربَ النجاة، ولْننهضْ بلبنانَ وطناً قويّاً عصيّاً على المطامعِ الرخيصة
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .