الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

حقاً خرج شارع المخطوفين عن سيطرة حزب الله


مارون ناصيف - قد لا يصدق بعض المشككين ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن أن حزب الله فقد سيطرته على الشارع لذلك جاءت ردود الفعل في قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا على الشكل التي إتخذته، غير أن المتابعين لسلوك الحزب منذ عملية خطف الحجاج اللبنانيين في حلب يثبتون بالوقائع كلام السيد.
فبحسب هؤلاء، لقد أقام حزب الله في بداية أزمة المخطوفين سلسلة من اللقاءات التضامنية معهم في مجمع الإمام محمد مهدي شمس الدين كل ذلك لتحقيق هدف واحد: الحدّ قدر الإمكان من ردود فعل اهالي المخطوفين في الشارع علّ هذه اللقاءات تشكل متنفساً يتم التعبير من خلاله عن حال الغضب الناتجة عن عملية الخطف، كل ذلك ضمن إطار القاعة المقفلة وبعيداً كل البعد عن الشوارع وقطع الطرقات والإعتداء على عمال سوريين، خصوصاً أن الحزب عمل جاهداً على التعتيم على الإعتداءات التي تعرض لها السوريون المارة على مستديرة مار مخايل بعد ساعة من الإعلان عن إختطاف الحجاج في حلب.
إذاً كان هاجس حزب الله منذ اللحظات الأولى الحفاظ على الأمن لا سيما في مناطق نفوذه آخذاً بعين الإعتبار الإحتقان القائم لدى عوائل المخطوفين في بئر العبد وحي السلم من جهة، ومن جهة أخرى الخوف من أن يستغل طابور خامس أي حركة إحتجاجية ينفذها أهالي المخطوفين، لإشعال نار الإشكالات المذهبية في لبنان. حتى ان القيادة أفهمت الأهالي أن "من سابع المستحيلات أن يطلق سراح المخطوفين نتيجة إحتجاجات في الشارع قائمة على إحراق الإطارات وقطع الطرقات، لأن الجهة الخاطفة لن تتأثر أو تتضرر من هذه الوسائل الضاغطة في التعبير عن الرأي، بل أن الشعب اللبناني هو الوحيد الذي سيدفع ثمنها، وإذا كان هناك من تقدم نوعي سينجز على صعيد هذه القضية، فلن يأتي إلا نتيجة المفاوضات العربية والإقليمية التي تتولاها القيادة السياسية لأهالي المخطوفين".
في البداية نجحت مساعي حزب الله ولكن مع التطورات الإعلامية والسياسية الإبتزازية التي شهدتها القضية، فقد الحزب السيطرة على الشارع الغاضب، وتمثل ذلك في الإعتصام الذي أقيم على طريق المطار والذي تمّ الإعتداء خلاله على مصوّر قناة المنار فقط لأنه جاء متأخراً ليس بقرار منه بل من إدارة المحطة التي تكن تفضل تغطية هذه التحركات. وللتذكير فقط، ففي الإعتصام عينه، سخر المعتصمون من المنار قائلين "المنار منهمكة بالبحث عن الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين قتلهم سمير جعجع خلال الحرب اللبنانية وهي تتحفنا بالتقارير المتتالية عنهم، وتتناسى في الوقت عينه قضية المخطوفين". ومنا باب تنشيط الذاكرة أيضاً ففي الإعتصام المذكور منع المعتصمون موكباً امنياً تابعاً لقيادي في حزب الله من المرور الى المطار وإعتدوا بالضرب على أحد مرافقيه وحطموا زجاج سيارة له كانت في الموكب.
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .