الثلاثاء، 10 يوليو 2012

آل طلاس يلتحقون بآل خدام.. العلاقات الصهيونية للأخت الميليارديرة ناهد



لم يكن رحيل العقيد مناف طلاس الذي خان العهد وربما بات اليوم في باريس بالأمر المستغرب للذين يعرفونه ولا حتى لأقطاب النظام السوري. فهو مستبعد عن مهامه العسكرية كقائد الفرقة 105 من الحرس الجمهوري منذ فترة غير وجيزة. كما أن أفراد عائلته قد غادروا سوريا جميعمهم: من والده العقيد مصطفى طلاس (الذي رأس وزارة الدفاع ثلاثين عاما)، إلى أخيه فراس، رجل الأعمال الذي حول نشاطاته إلى دبي، إلى زوجته تالا (التي تركت المدرسة التي كانت تديرها) وأولاده. 
يقال ان الخلاف مع الرئيس السوري بدأ منذ انه أخفق في محاولاته التوسط بين الحكومة والميليشيات في الرستن في حمص، مسقط رأس عائلته، ويقال أنه رفض مواجهتها في بابا عمرو، ويقال أنه أيضاً استاء لرفض الرئيس ترقية طالب بها، وأنه غادر سوريا منذ شهر نيسان-أفريل الماضي بعلم السلطات السورية.
بل ويقال أيضاً، ان عملية تهريبه قد حصلت بالتواطؤ بين جهازي المخابرات الفرنسي والاسرائيلي. الدور الفرنسي ليس خافياً منذ أن تبجج وزير الخارجية الفرنسي ليعلن انشقاق العقيد طلاس، خلال مؤتمر أصدقاء سوريا الأخير في باريس ويؤكد أنه قادم الى فرنسا... إلا أن الدور الاسرائيلي قد يكون مستهجنا بل ومستبعدا خاصة وأن العقيد مناف (صديق طفولة الرئيس بشار) كما والده اللواء مصطفى طلاس (رفيق درب الرئيس الراحل حافظ الاسد) هما من عائلة ساهمت في تأسيس سوريا الحديثة، بما تشكله على وجه التحديد من معقل لمقاومة المشروع الصهيوني- الغربي في المنطقة.
هذا في العلن..و لمن لا يعرف أخت مناف. الوجه الدبلوماسي للعائلة.. 
أما إذا عرفها... لا بد وأن يرى ما يحاك تحت الثرى!
هي السيدة ناهدة طلاس عجة، الميليارديرة التي تعرفها كل الطبقة المخملية الفرنسية، السياسية منها كما الثقافية والفنية والعلمية،  وهي التي تعيش بين ظهرانيها منذ ثمانينات  القرن الماضي، منذ وفاة زوجها الملياردير، السعودي السوري، أكرم عجة، الذى بنى ثروته على بيع الأسلحة الفرنسية الى دولة آل سعود، بحصة سمسرة قدرها العلني 7%.
ولكنها في الوقت نفسه من "أكثر الوجوه غموضاً"، كما قالت عنها صحيفة لوموند الفرنسية ، رغم استضافتها في منزلها لأغلب الوجوه الاعلامية الفرنسية "المرموقة"، تلفزيونياً، كما صحافياً...
مرة شغلت ناهدة (المولودة في حلب عام 1959) صفحات الصحافة الفرنسية، (ليبيراسيون) حينما قيل عنها انها كانت في يوم من الايام عشيقة وزير الخارجية الفرنسي رولان دوما (في حكومة الرئيس فرانسوا ميتران)، وقد طالها ما طاله في فضيحة مساهمتها في تمويل ترشحه للنيابة في محافظته.  يتهم دوما لوبي الاسلحة واللوبي الصهيو-أميركي بأنهما من لفقا له هذه التهم،  بسبب التوجهات التي انتهجها في سياسته الخارجية، والتي ارادها أكثر تقربا من العرب، خاصة حين شجع الرئيس الفرنسي على أن يستقبل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في الايليزيه.
كما شغلتها  أحيانا بسهرات العشاء "الألف ليلية" التي تحييها وتدعو إليها كبار القوم الفرنسي والاوروبي: دومينيك دو فيلبان احتفل بعيده الخمسين عام 2003 على مائدتها، نيكولا ساركوزي كان أيضاً يعرف سفرتها، قبل أن يصبح رئيسا...
كما شغلتها أيضا باغداقاتها "الخيرية"، بين قوسين، على النوادي الباريسية الفخمة، بذريعة حبها للثقافة الفرنسية وفنونها: للمتاحف منها اللوفر مثلا، لنادي الشطرنج كايسا، لجمعية أصدقاء... حتى أنها لقبت "بالحامية" لهذه المؤسسات التي تمنحها مئات آلاف اليوروهات.
الامر الذي جعل متتبعيها يتساءلون لماذا لم تدلو بكرمها هذا على القضية الفلسطينية... ولا حتى على فقراء بلدها...
قد يبدو كل هذا ثانويا من منظار مقالتنا، فربما حاكت من علاقات وصداقات لما تراه من مصالح بلدها وهي الحائزة على جواز دبلوماسي سوري ..
... إلا إذا عرفنا بأن السيدة ناهدة، ابنة الرجل الذي خدم وزيرا للدفاع طيلة ثلاثين عاما، لدولة استطاعت ألا تخضع بالقول الأميركي-الغربي، فقاومت الرزوح تحت وطأة الزمن الصهيوني، تربطها علاقات بأنبياء الصهيونية في فرنسا والمتولين الدفاع عنها وعن كيانها...
بدأت بالعشق، فاستمرت بالصداقات وتبادل الآراء، حتى وصلت حد العمل المشترك...
   
تقول صحيفة لوموند في مقال نشر في تشرين الثاني-نوفمبر 2006، أنهاعشقت طيلة أربع سنوات من تسعينات القرن الماضي اعلاميا فرنسيا من والد يهودي (بحسب ويكيبيديا) ، هو فرانز-اوليفيير جيسبير. كرس جيسبير هذا الذي رئس مجلة لوبوان الفرنسية وكاتب افتتاحيتها، قلمه للدفاع عن الكيان الصهيوني: فهو من المساهمين في حملة شيطنة إيران، وبالأخص رئيسها محمود أحمدي نجاد خاصة عندما قال أن الكيان الصهيوني لا بد وأن يزول في يوم من الايام.
كما أنها اختارت يهوديا آخر، هو أيضاً من المدافعين عن الكيان الصهيوني ليكون مستشارها حول قضايا الشرق الأوسط هو  الصحافي والكاتب ألكسندر أدلير، الماسوني المعلن، الذي نقل بارودته من اليسار الى السياسة الأطلسية الموالية لآب بوش، كما وهنا بيت القصيد كان نائب رئيس ال كريف، الهيئة التي تمثل كافة المنظمات اليهودية في فرنسا.
مارك هاتلسكذلك اختارت كاتبا يهوديا من اصول بولونية، مارك هاتلر ، الصهيوني المتلطي وراء ادعاءات السلام، المشهور بكتابانه الكاذبة (حتى فيما يتعلق بفراره من الهولوكوست) لكي يصبح راعيها ، وتصبح هي راعيته، فتفتح له الاجواء الى دمشق، على متن طائرتها الشخصية ومنها إلى قلب القصر الجمهوري، فيلتقي بالرئيس السوري شخصياً في العام 2007! (المصدر: شارع 89). وقد التقى في زيارته هذه بمفتي الشام، وبزوجة ميشيل كيلو ايضاً، المعارض السوري الذي كان مسجونا. ( وهنا نافذة أخرى لعلاقات كيلو الصهيونية) .
االصورة في الاسفل تجمع ناهد بنوربار وسوليتزر وجيبسير

وهو الذي ما برح يردد ويقول: " يجب انقاذ الرئيس السوري من هواه الفارسي".

كذلك يعج محيط السيدة عجة باليهود الصهاينة، رغم أن باريس مليئة أيضاً باليهود المعادين للصهيونية: فهي تصادق "نوربير بيلات" وهو اعلامي تلفزيوني مولود في الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي، و بول-لو سوليتزير كاتب روايات من اصول رومانية. ( الاثنان في الصورة)، وتعرف جيدا دومينيك ستراوس-كان، رئيس صندوق النقد الدولي السابق، والملاحق اليوم من العدالة...

الا أن الأنكى من هذا كله، كما تؤكد صحيفة لوموند، أن السيدة ناهدة التقت بالرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز، بناء على طلبها، "فكان لها ما شاءت"، تقول الجريدة دون تحديد الزمان ولا المكان... ولكنها تحدثت عن كرمها الذي طال ما طاله مستشفى هاداسا في القدس ، الذي اسسته نساء صهيونيات منذ العام 1912، في بدايات الاستيطان الصهيوني.( وهو المستشفى الذي استقبل عام 2006 رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون عندما وقع في الغيبوبة )... كما تقول أنها من المانحات الكريمات لمعهد باستور-وايزمان وهو شراكة علمية بين المعهد الطبي الفرنسي ونظيره الاسرائيلي!
بعد هذا كله، لماذا نستبعد دور المخابرات الاسرائيلية في إخراج مناف من سوريا.
لا شك أن هذه المعلومات ليست سوى الجزء البارز من جبل الجليد (والخافي أعظم) المتعلق بحياة هذه المرأة التي كان من المفترض أن تخدم وعائلتها، بمالها وعلاقاتها القضايا العادلة لأمتها. فوقعت في براثن الصهيونية، أو أنها ذهبت إليها بملء إرادتها، لما تحمله من أرباح تنفخ بها ملياراتها...
ولا شك ايضاً أن الخافي أعظم، لن يكون فيه دور المخابرات الاسرائيلية في خروج مناف سوى تفصيل صغير... 
في العاصمة الفرنسية تجتمع اليوم بعض العائلات السورية الثرية، تلك التي كانت أكثر من استفاد  من حكم الأسد، لتعيد كتابة أوراق مستقبل سوريا. يبدو جليا من خلال مقدماته، أنه لن يكون سوى صهيوني الهوى...
حسن مرتفقا أنها لا تملك كل أوراقه!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .