
وفي هذا الإطار عقد «مركز دراسات الأمن
القومي» في جامعة تل أبيب أمس يوما دراسيا كاملا، ألقى فيه عدد من كبار
المسؤولين السابقين والحاليين كلمات حول «حرب لبنان ونظرية الأمن». وكذلك
نفذت كتائب من لواء المظليين، على مقربة من الحدود اللبنانية، مناورة وفق
سيناريو يشبه نشوب حرب لبنان الثانية وتضمنت اقتحاما للأراضي اللبنانية.
وعقد «مركز دراسات الأمن القومي» في جامعة
تل أبيب ندوة متكاملة على مدار يوم كامل للبحث في العبر المستخلصة من حرب
لبنان الثانية. وألقى في هذه الندوة محاضرات عدد من كبار المسؤولين
الحاليين، أبرزهم الوزير المسؤول عن نظرية الأمن دان ميريدور ومستشار الأمن
القومي الحالي الجنرال يعقوب عاميدرور. غير أن جل الاهتمام توجه نحو رئيس
الحكومة السابق إيهود أولمرت، الذي أعطى أمر شن الحرب وكذلك نحو رئيس
الأركان في حينه الجنرال دان حلوتس.
وأعلن أولمرت أن «حرب لبنان الثانية لم
تبدأ في 12 تموز العام 2006، وإنما بدأت يوم وعدت إسرائيل بدك الأرض
اللبنانية إثر اختطاف ثلاثة جنود. لقد بدأت حرب لبنان لحظة خسرت دولة
إسرائيل قدرتها الردعية، وعملت بتناقض صريح مع ما تعهدت به، وعمليا انتهجت
أسلوب الرد وليس المبادرة».
واعتبر أنه لا شيء مرضيا للإسرائيليين
اليوم أكثر من «واقع أننا أدرنا جهدا عسكريا أضر بسكان مدنيين بأحجام هائلة
وبالتأكيد في لبنان، وقصف شديد، مؤلم ومنزف، وكل الأسرة الدولية وقفت من
خلفنا». وشدد على أن «هذا لم يحدث صدفة، إنما حدث لأننا عرفنا كيف نخلق
حولنا مشروعية دولية وفرت لنا غطاء لفعل هذه الأمور».
وفي تلميح إلى المخاوف من ضربة عسكرية
إسرائيلية لإيران، قال اولمرت «إننا دولة تمتلك قوة هائلة، لكننا لا يمكننا
أن نعمل من دون خلق أسس شرعية دولية واسعة. ومن يعتقد أن بوسعه فعل ذلك
فهو شخص اختلت عنده رؤية الواقع وفهم مكانة وموضع إسرائيل». وأكد أن قرار
شن الحرب كان «صائبا ومسؤولا»، مضيفا «انها قلصت إمكانية أن يتحول كل سكان
لبنان، مع كل المسيحيين فيه، إلى أعداء أبديين لدولة إسرائيل، لأننا
أدخلناهم إليها بالقوة. أنا فرح لأننا لم ننجر لفعل ذلك».
وكان قد سبق أولمرت إلى الكلام رئيس
الأركان الأسبق دان حلوتس الذي قاد الحرب على لبنان، واضطر للاستقالة من
منصبه جراء إخفاقه في تحقيق إنجازات ظاهرة. وفي البداية أكد أنه خلافا لما
أشيع عنه فإنه لم يقل أبدا ان بالوسع حسم المعركة في لبنان من الجو. وقال
«أبدا لم أقل ذلك، ولن يجد أحد كلمة مني حول هذا الأمر».
وشدد حلوتس أيضا على أن قرار الحكومة
الإسرائيلية شن الحرب كان «صحيحا، مبررا وجديرا». وأضاف «لو اأنني مضطر
اليوم لاتخاذ القرار، لاتخذت القرار نفسه». وحمل على وسائل الإعلام
الإسرائيلية التي أبرزت في عناوينها إخفاقات الحرب ولم تبرز إنجازاتها.
وقال «من ناحية موضوعية لم أنجز في حرب لبنان الثانية، فقد كانت هناك
إنجازات وإخفاقات كما في كل حروب إسرائيل. لقد تم تضخيم الإخفاقات في وسائل
الإعلام».
وانتقد حلوتس عدم إجراء تحقيق للحروب
السابقة حيث انه «لو فتحت تحقيقات فيها لكانت النتائج فظيعة. أنا من أصر
بعد الحرب على إجراء تحقيق لم يجر مثله في تاريخ إسرائيل، وهو الذي شكل
أساسا لخطة العمل ولتحسين وإصلاح العيوب التي تم العثور عليها». واعتبر أن
الانسحاب من لبنان في العام 2000 كان أمرا حسنا «لكن لم تكن السياسة
اللاحقة حسنة. قيل عند الصاروخ الأول سندك لبنان، لكننا لم ندك لبنان،
هززنا أنفسنا. إن منظمة حزب الله هي نتاج للعام 1982، أخرجنا فتح وتلقينا
حزب الله». وأضاف ان الخطط العسكرية قبل الحرب لم تكن مكتملة، وكانت في
ذروة إجراء تغييرات عليها.

وأشار قائد في الكتائب، التي شاركت في
التدريب، إلى أن جاهزية الدخول إلى لبنان حال تلقي الأمر بذلك تتراوح بين
«ساعات قليلة إلى 50 ساعة، تبعا لطبيعة العملية».
0 التعليقات:
إرسال تعليق
على القرّاء كتابة تعليقاتهم بطريقة لائقة لا تتضمّن قدحًا وذمًّا ولا تحرّض على العنف الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي، أو تمسّ بالطفل أو العائلة.
إن التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع كما و لا نتحمل أي أعباء معنويّة أو ماديّة اطلاقًا من جرّاء التعليق المنشور .